القاعدة من تورا بورا إلى غزة والضفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مقاتلو حماس المتهمون الأوائل
القاعدة من كهوف تورا بورا لمخيمات غزة وجبال الضفة
الحكومة الفلسطينية تطالب مصر بتوضيحات حول تفجيرات دهب
سمية درويش من غزة: يعتبر قطاع غزة تربة خصبة لتشكيل مجموعات وخلايا سرية تنفذ عمليات من شأنها تغيير الخريطة الفلسطينية السياسية والأمنية على المستويين الداخلي والخارجي ، حيث بات تنظيم القاعدة العالمي الذي يتزعمه أسامه بن لادن ، ليس مجرد اسم على ورق في منطقة تشهد حاليا توترا ينذر بانفجار قد لا تحمد عقباه . وقال محمود سعيد محلل سياسي ، لـ(إيلاف) لقد أصبح وصول القاعدة إلى مخيمات قطاع غزة ، وجبال الضفة الغربية ، هو نتيجة وليس بداية لمرحلة جديدة ، لافتا إلى انه نهاية سياق من الانخراط الفلسطيني في السلفية الجهادية ، منذ أن نقلت الأخيرة نشاطها من مجال الدعوة إلى العمل العسكري في أواسط سبعينات القرن الماضي.
وحسب المحلل ، فانه من الغريب هذا التأخر لجماعة شهدت نشاطاتها العديد من الدول ، مبينا في الوقت ذاته ، بأنه في حال بدأ تنظيم القاعدة نشاطاته العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية ، قد يلحق الأذى بالمنطقة ، ويجلب الضرر الكبير لسكانها. وكان الأمن الأردني والقوى الفلسطينية والأردنية في عمان ، قد رصد ملامح انشقاق أو خلاف بين القيادة السياسية لحركة حماس ، وبين الجناح العسكري في غزة بقيادة محمد الضيف (أبو خالد) ، حيث زعمت أيضا الاستخبارات الإسرائيلية ، انشقاق الضيف وانضمامه إلى تنظيم القاعدة ، وذلك لرفضه انخراط الحركة في السلطة الوطنية والموافقة على الهدنة مع إسرائيل.
هذا وقد كشف خبير في شؤون الجماعات الإسلامية ، النقاب عن أن عسكريين متطرفين من الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، هم من شكلوا فرعا لتنظيم القاعدة في فلسطين ، في حين قال مدير مركز للدراسات والأبحاث ، لعل اصطفاف المجتمع الدولي خلف المواقف الإسرائيلية بقطع العلاقات وعدم التعاون مع حكومة حماس باعتبارها حركة إرهابية ، سوف يساهم في تصاعد نفوذ تنظيم القاعدة في فلسطين.
وتأتي هذه الاتهامات لمقاتلي حركة حماس ، الذين رفضوا الهدنة مع إسرائيل ، ودخول حركتهم في السلطة الوطنية ، عقب إعلان وزارة الداخلية المصرية في وقت سابق من اليوم ، ان ثلاثة من المتهمين في تفجيرات منتجع دهب المصري تدربوا على الأسلحة والمتفجرات في قطاع غزة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، لفت في مطلع آذار (مارس) الماضي ، إلى وجود تنظيم القاعدة في غزة ، محذرا في الوقت ذاته من عواقب هذا الوجود مستقبلا . وقال عباس ، إن السلطة لديها مؤشرات على دخول عناصر من القاعدة إلى القطاع بناء على معلومات استخباراتية وصلته من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وأمر بالتيقظ لهذا الملف ومحاصرته تماما بالمراقبة والخطوات العملية قبل فوات الأوان، و هو ما تعمل عليه بعض الأجهزة المكلفة بالمتابعة.
وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية ، " إن قائد المجموعة التي نفذت اعتداءات منتجع دهب المصري في نيسان(أبريل) الماضي ، ناصر خميس أرسل بعض العناصر بينهم احمد الكريمي ومحمد عبد العزيز نافع وعطا الله القرم ، الذين نفذوا التفجيرات إلى غزة للتدريب على الأسلحة والمتفجرات". وأكد عبد الرحيم عليان الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية ، ان الأمر ليس مفاجئا ، لافتا إلى أن هناك محاولة من القاعدة لتشكيل مثلث بين عمان وغزة وسيناء تحت مظلة القاعدة العراقية. ونفى الخبير المصري ، الذي كان يتحدث إلى قناة العربية ، أن تكون الفصائل الإسلامية التي اسماها بالكلاسيكية مثل حماس والجهاد لها أي ضلع بهذه الجماعات التي تدعو إلى الجهاد العالمي وتعجب بأفكار أسامة بن لادن. وقال ان هناك من تمردوا على الحركة لأنها أعلنت هدنة في كانون الثاني (يناير) 2005 ، وأنهم رغبوا في مواصلة القتال ، ولذلك اتجهوا نحو أفكار القاعدة وأسامة بن لادن وكانوا طينة لينة يسهل تشكيلها عند جماعات القاعدة وبالتنسيق مع حركة التوحيد المصرية وأجنحة أبي مصعب الزرقاوي الأردنية ، حسب تعبيره.
وترى حركة حماس نفسها من أشد المتضررين في حال دخلت القاعدة إلى فلسطين على اعتبار أن فكر حماس يختلف عن فكر القاعدة وهو ما صرح به ناطقون باسم الحركة تعليقا على خطاب بن لادن الأخير الذي حرم فيه دخول حماس في المجلس التشريعي، فيما يتفق الفلسطينيون على المستوى السياسي والتنظيمي الواعي على أن عمل القاعدة في فلسطين سيكون نواة للحرب الأهلية .
القاعدة تدشن نفسها في غزة
وكانت مجموعة قالت إنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة، قد أعلنت تأسيسها في الأراضي الفلسطينية ، وذلك في بيان صدر في الثامن من الشهر الجاري ، حيث جاء البيان تحت عنوان "جيش القدس الإسلامي- تنظيم القاعدة في ارض الرباط". وقال البيان "تم بحمد الله تشكيل مجموعة الجيش الإسلامي التابع لتنظيم القاعدة في ارض الرباط ضد الاحتلال الغاصب وعباد الصليب" ، وأضاف البيان أن ذلك تم "تلبية لله ولكلام الشيخ المجاهد إسامة بن لادن والشيخ ايمن الظواهري والشيخ المجاهد أبي مصعب الزرقاوي "زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين (العراق).
وأوضح جيش القدس الإسلامي ، "انه سيستهدف كل عدو للإسلام والمسلمين وإننا سنضرب بيد من حديد كل الحملات الصليبية الاميركية والصهيونية ونفجر بأجسادنا كل مواقعهم ونزلزل الأرض من تحت أقدامهم". وتعهدت المجموعة أنها ستعرض على شاشات التلفاز صورا لمجموعاتها المقاتلة حتى يعرف أعداؤها بأنها لا تتهاون وانها جدية بأفعالها".
إسرائيل ترتعش
وكان الجنرال الإسرائيلي داني ارديتي رئيس مكتب مكافحة الإرهاب التابع لرئاسة الحكومة الإسرائيلية ، أعلن في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ، ان عناصر تابعين لتنظيم القاعدة تسللوا إلى قطاع غزة من مصر خلال الأيام التي تلت الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في الثاني عشر من أيلول(سبتمبر) العام الماضي ، حين كانت المنطقة غير خاضعة للمراقبة. وفي الثاني والعشرين من آذار (مارس) الماضي ، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أنها اعتقلت في كانون الأول(ديسمبر) الماضي فلسطينيين ينتميان إلى خلية لتنظيم القاعدة في نابلس شمال الضفة الغربية , جندا من قبل قياديين في القاعدة في الأردن وكانا يعتزمان شن هجوم على حي يهودي في القدس الشرقية المحتلة.
حماس والقاعدة
وفي هذا الإطار ، قال مروان شحادة مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث ، إنه من المرجح أن التحولات السياسية التي تشهدها حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين ، سوف تساهم في ظهور وانتشار التيار السلفي الجهادي ، الذي لا يقبل بديلا عن خيار الجهاد والمقاومة ، والذي يرفض الدخول في أي نوع من المفاوضات التي تفرضها سلطة محتلة تملك أدوات القوة وتوجيه ضربات أمنية وعسكرية مستمرة بهدف إضعاف البنية التحتية لأي مشروع نهضوي لهذه الأمة ، فالتجارب في الصراع مع العدو الإسرائيلي-بحسب هذه الجماعات- أثبتت أن المفاوضات والمعاهدات والمواثيق كلها لا تجدي نفعا.
وأضاف شحادة في مقال نشر له ، لعل اصطفاف المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة وأوروبا خلف المواقف الإسرائيلية بقطع العلاقات وعدم التعاون مع حكومة حماس باعتبارها حركة إرهابية سوف يساهم في تصاعد نفوذ تنظيم القاعدة في فلسطين والجماعات السلفية الجهادية ، فمن المعلوم بأن رفض التعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها منظمة إرهابية أفسح المجال لسيطرة الحركات الجهادية الوطنية ممثلة بحركة حماس والجهاد الإسلامي.
وأوضح شحادة ، بأنه لعل السيناريو نفسه الذي حدث مع المنظمة سوف يتكرر مع حركة حماس في حال عدم وجود أي دعم دولي أو عربي أو إسلامي بالإضافة إلى عمليات العزل والتصفية التي تنتهجها إسرائيل في التعامل مع حكومة حماس المنتخبة ديمقراطيا من الشعب الفلسطيني ، وسوف تشهد السنوات القادمة صعودا متناميا لأيديولوجية القاعدة والتنظيمات السلفية الجهادية في فلسطين . ولفت إلى أن إرهاصات صعود القاعدة في فلسطين بدأت تلوح بالأفق وسط انسداد الأفق السياسي في التعامل مع القضية الفلسطينية.
مصادرة أشرطة للقاعدة
وكان الأمن الفلسطيني قد شن قبل عدة أيام حملة مصادرة واسعة ضد أشرطة فيديو وأقراص كمبيوتر تحتوي على لقطات تلفزيونية دموية تنسب إلى منظمة القاعدة في العراق ، وتشمل الأشرطة والأقراص على مناظر وحشية لعمليات ذبح رهائن ، وتعرض مشهد قطع الرأس وتناثر الدماء. وأوضحت مصادر فلسطينية في حينها ، لقد وصل إلى أجهزة امن السلطة الفلسطينية في بيت لحم عدة شكاوى من مواطنين وأولياء أمور حول قيام أشخاص ببيع أشرطة فيديو وأقراص كمبيوتر لأطفالهم تحتوي على خطابات عنصرية ومشاهد فظيعة لعمليات ذبح
رصدت بدورها أجهزة امن السلطة البلاغات وتأكدت من صحتها ، وشنت حملة واسعة على جميع بسطات الفيديو والمحلات المشبوهة بالفعل المذكور وصادرت جميع المواد واعتقلت المشبوهين الذين اتضح أنهم جاءوا من منطقة الخليل لترويجها وسط السكان بحثا عن المال بعد ان استنسخوها عن شبكة الانترنت وخشيتهم من تسويقها في الخليل لمعرفة السكان هناك لهوياتهم.
القاعدة تحدد مستهدفيها
وكان آخر بيان لمنظمة القاعدة نشر على صفحات الانترنت ، تبنت فيه محاولة اغتيال قائد جهاز الاستخبارات الفلسطينية العميد طارق ابو رجب في مبنى الاستخبارات في منطقة السودانية في مدينة غزة. وأشار البيان الذي أوردته قناتا "المنار" و"العربية" ، إلى أن على قائمة الاستهداف بالاغتيال الرئيس محمود عباس شخصيا والعقيد محمد دحلان وسمير مشهراوي وأبو علي شاهين. وكان حراس الأمن الوقائي في مدينة غزة ، أحبطوا قبل أيام محاولة اغتيال لقائد جهاز الأمن الوقائي العميد رشيد أبو شباك ، من خلال اكتشاف عبوة ناسفة مزروعة على طريق موكبه اليومي في حي تل الهوى في مدينة غزة.
من جانبها ، وصفت كتائب شهداء الأقصى الجهات التي قامت بتوزيع البيان المنسوب إلى تنظيم القاعدة حول مسؤولية التنظيم عن محاولة اغتيال طارق أبو رجب بالمشبوهة والعميلة للاحتلال ، مؤكدة في بيان لها خلو الأراضي الفلسطينية مما يسمى تنظيم القاعدة. وقالت كتائب الأقصى، " إن الادعاءات بوجود تنظيم القاعدة في فلسطين يهدف إلى النيل من مقاومة الشعب الفلسطيني و فصائله، مؤكدة ان استهداف قيادات السلطة الفلسطينية لن يمر دون عقاب ، داعية في الوقت ذاته الشعب الفلسطيني إلى الوقوف سدا منيعا في وجه المؤامرات الخارجية التي تهدف إلى إشعال الفتنة الداخلية وعدم الانجرار وراء هذه الأعمال المشبوهة .