أمن الطاقة محور قمة سوتشي

أحمد عبدالعزيز من موسكو : من المقرر أن تتناول قمة "روسيا - الاتحاد الأوروبي" التي ستنعقد في منتجع سوتشي يوم الخميس مجالا واسعا من المسائل الدولية يشهد بعضها تعاونا وثيقا بين روسيا والاتحاد الأوروبي، ومن ضمنها مسيرة السلام في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني والوضع في البلقان وغيرها من القضايا الإقليمية والعالمية الشاملة.غير أن أمن الطاقة سيكون أحد أهم المواضيع المحورية في اللقاء.

كما لا تخفي روسيا اهتمامها الشديد بضرورة التوصل في هذا اللقاء إلى تسوية ما بشأن حرية تنقل مواطنيها في دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما تشير إليه دوما بموضوع منح تسهيلات قنصلية لمواطنيها. وصرح الممثل الروسي الدائم في الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن مسؤولي روسيا والاتحاد الأوروبي سيناقشون في سوتشي القضايا المتعلقة بإقامة المجالات الأربعة المشتركة التي أقرت في موسكو في أيار (مايو) من العام الماضي. وأشار إلى أن روسيا والاتحاد الأوروبي يعتزمان إقامة مجالات مشتركة في الاقتصاد والأمن الخارجي والتعليم والعلوم والثقافة، وكذلك في مجالات القضاء والحرية والأمن.

ومن المقرر أن تشهد القمة تبادل الآراء بصدد الاتفاقية الاستراتيجية حول علاقات الشراكة بين روسيا والاتحاد الأوروبي. ويجب أن تحل محل الاتفاقية السارية في الوقت الراهن حول الشراكة والتعاون التي سينتهي مفعولها عام2007. وأكد تشيجوف أن المفاوضات الرسمية حول نص الاتفاقية الجديدة ستبدأ متى ما تصبح اللجنة الأوروبية مستعدة لذلك. ولبدء المفاوضات سيتعين على اللجنة الأوروبية أن تطلب تخويلا من مجلس الاتحاد الأوروبي وهو ما تخطط القيام به في أعقاب قمة سوتشي.

وفي الوقت الراهن تتواصل المشاورات التمهيدية بصدد هذه الاتفاقية، وسيصبح الأمن في مجال الطاقة أحد أهم المواضيع المركزية في القمة وهو ما يعتبر أمرا طبيعيا لأنه سيكون أيضا الموضوع الرئيسي خلال فترة الرئاسة الروسية في مجموعة الدول الثماني الكبرى هذا العام. وفي هذا السياق أيضا أكد فلاديمير تشيجوف أنه من المهم على صعيد ضمان الأمن الشامل في مجال الطاقة ألا يتم فقط ضمان استقرار الإمدادات وهذا ما يهم الاتحاد الأوروبي بل واستقرار الطلب وهو ما يهم روسيا. وستجري خلال القمة مراسم توقيع اتفاقيتين حول تبسيط إجراءات السفر وإعادة المهاجرين غير الشرعيين.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي من أكبر شركاء روسيا التجاريين، وتأتي روسيا بدورها في المرتبة الثالثة في قائمة شركاء الاتحاد الأوروبي التجاريين بعد الولايات المتحدة والصين.