أخبار

الكنائس الأوروبية تفتح أبوابها للمهاجرين المسلمين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف - الرياض: "إذا طرق أحد ما بابك, فعليك أن تفتحه." بهذه العبارة برر القس فرانسيس بارجوت قراره بتقديم اللجوء والغذاء لـ 150 مهاجراً غير شرعي لاذوا بالكنيسة كوسيلة لبقائهم في أوروبا خلال الشهر الأخير وكانت قد حضرت مجموعة من المهاجرين المسلمين إلى كنيسة سانت هيبوليت الكاثوليكية في فرنسا مؤخراً، وهم أحد عمال البناء من الجزائر, ومُزارع من مالي, واثنين من موريتنانيا هاربين من الجفاف والقحط في بلادهما. وكالعديد من الأبرشيات الأوروبية, سمحت لهم كنيسة سانت هيبوليت بالدخول.

ومن صحيفة الواشنطن بوست تذكر الكاتبة إليزابيث بريانت أنه منذ أن انقطع الترحيب الأوروبي بطبقة العمال من المهاجرين, ترأس الأبرشيات والجماعات المسيحية معارضة قوانين دخول البلاد الصارمة.

ويعكس نشاطهم المتزايد نشاط أقرانهم في الولايات المتحدة مع فرقٍ جوهري, وهو أن عديداً من الأجانب ممن يطلبون الدعم المسيحي في أوروبا هم من المسلمين.

وتتابع الكاتبة أنه في فرنسا وبلجيكا تحولت الكنائس إلى أماكن لتجمع المهاجرين غير الشرعيين, وفي سويسرا يسعى رجال الكنيسة لإبطال الاجراءات الجديدة المتخذة في حق الأجانب واللاجئين.

وفي جميع دول الاتحاد الأوروبي, ينصح رجال الدين بالتسامح والتعاطف مع أولئك الذين قد تتعارض قيمهم ودياناتهم مع العقلية العلمانية الأوروبية.

وبالتحديد, فإن كثيراً من المهاجرين الذين تأثروا من القوانين الأوروبية الصارمة ليسوا من المسلمين, لكن تصاعد حس الخوف من المتطرفين الإسلاميين يسلط الضوء على مئات الآلاف من المسلمين القادمين إلى القارة الأوروبية, عدا عن الـ 15 مليون مسلم الموجودين أصلاً.

ويقول عديد من رجال الكنيسة أنهم يقومون بواجبهم في الدفاع عن الأجانب, بصرف النظر عن المعتقدات التي يؤمنون بها.

وقالت الأمين العام للجنة الكنائس للمهاجرين في أوروبا دوريس بيشك: "تبنت الكنائس موقفاً من السياسات المختلفة للهجرة في أوروبا, وهو احترام كرامة الإنسان."

وتمثلت هذه الرسالة في كنيسة سانت هيبوليت في باريس حيث يقدم الأبرشيون طعام الإفطار للعديد من المهاجرين غير الشرعيين, ومعظمهم من المسلمين من شمال أفريقيا ومن جنوب الصحراء الكبرى, وتركز محادثاتهم على طريقة حياتهم القاسية وليس على معتقداتهم.

ويقول المزارع يوسف سوخوهونا أنه وصل إلى فرنسا عن طريق البحر منذ أربع سنوات. ويقول أنه لا يعمل في مزرعته في جنوب موريتانيا سوى أربعة أشهر في السنة, إذ لا يوجد هناك ما يؤهل للعيش.

لم تكن الحياة في فرنسا أحسن حالاً لسوخوهونا دون حرفة يقوم بها ودون أوراقٍ ثبوتية, إذ كان ينام على أرصفة الشوارع وفي الملاجئ.

وقد يزيد قانون الهجرة الجديد من قسوة حياة سوخوهونا, إذ أن مشروع القرار الذي أقره مجلس النواب الشهر الحالي سيجعل من الصعب حصول الأجانب غير الشرعيين على الإقامة في أوروبا.

وعلى إثر ذلك, تقدم رجال الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية بالتماسٍ إلى حكومة يمين الوسط لتخفيف هذا القرار.

التحرك المسيحي نيابة عن المهاجرين انعكس كذلك في بريطانيا, حيث أخبر الكاردينال كورماك ميرفي أوكونور العمال المهاجرين أنهم أصبحوا "لندنيين". وانعكس في بلجيكا أيضاً, على الرغم من المشاعر المختلطة إزاء استيلاء المهاجرين المحتجين عدة مراتٍ على الكنيسة.

وانتقد رجال الدين اختبارات الفحص التي تتم في هولندا وأجزاء من ألمانيا, وتهدف إلى التأكد من أن القادمين الجدد يتشاركون القيم والعادات الاجتماعية والسياسية نفسها.

قال جيسج ويركمان, المتحدث باسم اللاجئين في الكنيسة البروتستانتية في هولندا: "نحن نعتقد أنه من الجيد أن يتعلم اللاجئون اللغة وأن يندمجوا في المجتمع, لكنهم لن يندمجوا في المجتمع إذا لم يعودوا قادرين على الاحتفاظ بهويتهم الأصلية. هناك الكثير من المهاجرين المسيحيين لا يوافقون على بعض القضايا كأن تعيش المرأة وحدها, فهذه ليست قضية إسلامية بحتة".

ومع ذلك, يعتقد غالبية المسلمين أن الاجراءات المتخذة إنما هي نتيجة الخوف من الإسلام. كما يرون أن المؤسسات الإسلامية لم تفعل شيئاً يُذكر لمعارضة تلك الاجراءات.

يقول العالم المسلم السويسري طارق رمضان: "المسلمون غائبون كلياً عن النقاش الدائر حول قانون تشريع الهجرة الفرنسي الجديد. ولا يهتم المواطنون المسلمون الفرنسيون بالعملية السياسية إلا إذا تحدثنا عن الإسلام. وهذا أمر خاطئ."

وقد أدى العنف المتزايد لدى المهاجرين, وخاصة من المسلمين, إلى تفاقم الوضع. فقد أظهر استطلاع للرأي في بريطانيا يقولأن ثلثي الشعب يعتقدون أنه يجب أن تكون هناك "إجراءات أكثر صرامة في حق المسلمين الذين يريدون أن يدمروا بلادهم." كما أظهر الاستطلاع الأوروبي دعماً قوياً لإجراءات الهجرة المتشددة. بينما ينقسم رجال الدين حول إيواء المهاجرين والترحيب بهم.

يقول ويركمان: "إنه الأمر نفسه في أي مجتمع مدني. من يعلم بأحوال المهاجرين وأوضاعهم الصعبة يأويهم ويقدم لهم المساعدة, أما من لا يعرفهم فيقول: لم يجدر بنا أن نأويهم؟ فليرحلوا إلى حيث أتوا."

واشنطن بوست

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف