إعلان استقلال الجبل الأسود اليوم

الياس توما من براغ : يتجه برلمان جمهورية الجبل الأسود إلى إعلان استقلال هذه الجمهورية البلقانية الصغيرة مساء اليوم في جلسة خاصة يعقدها بحضور ممثلي الدول المجاورة والاتحاد الأوربي ورؤساء البعثات الدبلوماسية . ويأتي إعلان وثيقة الاستقلال هذه بعد أسبوعين من إجراء الاستفتاء الذي تم في 21 من الشهر الماضي وعبر فيه 5و55% من المشاركين فيه عن موافقتهم على خروج بلادهم من الاتحاد الفيدرالي الفضفاض الذي يجمعهم مع صربيا .

وينتظر أن يوافق النواب على قرار يتعلق بالاستقلال وعلى إعلان يتحدث عن المبادئ التي ستقوم عليها الدولة الجديدة التي ستكون الدولة الخامسة والأربعين في القارة الأووربية أما الحفل الرسمي لإعلان الاستقلال فينتظر أن يتم في 13 تموز(يوليو) القادم .

وقبل يوم واحد من إعلان الاستقلال حرص الاتحاد الأوروبي عبر منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على أن يتم الطلاق بين صربيا والجبل الأسود بشكل مخملي وروح ودية ولذلك أجرى سولانا أمس محادثات في بلغراد مع القيادات الصربية ولاسيما مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا ووزير الخارجية فوك دراشكوفيتش تركزت حول الأفق الأوروبي لبلغراد ونوعية العلاقات التي يجب أن تسود بين بلغراد وبودغوريتسا ومدى مساعدة الاتحاد الأوروبي للبلدين في المحادثات التي ستجري بينهما قريبا للاتفاق على آليه الانفصال ونوعية العلاقة الجديدة .

وأكد سولانا في بلغراد أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ بشكل مستقل منذ الآن المحادثات مع جمهورية الجبل الأسود للتوصل إلى اتفاق شراكة معها فيما أكد لقيادات بلغراد أن الأفق الأوروبي لتكاملها سينفتح من جديد بعد تعاونها مع محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة في إشارة إلى الشرط الذي وضعه الاتحاد الأوروبي لاستمرارية محادثات الشراكة وهو تسليم جنرال حرب صرب البوسنة السابق رادكو ملاديتش . كما حرص سولانا وهو الذي ساهم في بلورة الاتفاق الدستوري بين الجمهوريتين قبل ثلاثة أعوام والذي جرى على أساسه الاستفتاء الأخير في الجبل الأسود على التأكيد في بلغراد على أن صربيا هي التي سترث الدولة الاتحادية مما يعني أن قيادات بودغوريتسا سيتحتم عليها الحصول على اعتراف دولي والانضمام إلى المنظمات الدولية وفتح سفارات لها في الخارج واستكمال بناء مؤسسات الدولة داخليا ومظاهر السيادة الخارجية لها .

ويقول مراقبون في البلقان أن قيام الدولة الجديدة لن يكون صعبا لان جمهورية الجبل الأسود تتصرف ومنذ عدة سنوات بشكل شبه مستقل فلديها عملة مختلفة عن صربيا ونظام جمركي وضريبي مختلف كما أن العديد من الممثليات التجارية لها في الخارج كانت بمثابة سفارات لها أما سلك الشرطة لديها فكان يعتبر بمثابة الجيش الوطني . ويتم التوقع بان تسارع العديد من دول البلقان إلى الاعتراف بالدولة الجديدة في غضون أيام قليلة فيما قد تكون المحادثات الخاصة بالانفصال مع صربيا صعبة إذا لم تتعاون قيادات بلغراد بروح ايجابية ومتسامحة أثناء بحث مسالة تفكيك المؤسسات المشتركة والبحث في الآليات الجديدة للتعاون عبر الحدود المشتركة وفي التعامل الاقتصادي والتجاري وغيرها من المجالات ..

ومن المؤكد أن الاتفاق على آليات التعاون الجديدة بروح ايجابية كما جرى بين التشيك والسلوفاك سيجعل العلاقات خاصة ومتميزة بين البلدين وسيجعل سكان الجمهوريتين لا يحسون بتداعيات الانفصال في حين أن التعامل بنوع من الانتقام قد يجعل هذه العلاقات تتصف بالبرودة الأمر الذي ليس في صالح الشعبين في البلدين و ولا في صالح المنطقة البلقانية .