بن حلي بحث مع زيباري موعد وموضوعات الوفاق العراقي

أسامة مهدي من لندن : بحث الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون السياسية احمد بن حلي في بغداد اليوم مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري موعد وجدول اعمال مؤتمر الوفاق العراقي وتذليل الصعوبات التي تعيق انعقاده بسبب شروط بعض القوى السياسية للمشاركة فيه حيث تأمل الجامعة منه تحقيق مصالحة وطنية واقناع قوى تعارض العملية السياسية للانخراط فيها . وقال بيان صحافي لوزارة الخارجية العراقية ان بن حلي وزيباري ناقشا موضوع "عقد مؤتمر الوفاق في بغداد خلال الفترة القادمة والوقوف عن كثب على ارآء ومقترحات القيادات العراقية حول الموعد المناسب وضمان مشاركة عربية بالاضافة الى دراسة جدول اعمال المؤتمر والمشاركين فيه". واضاف ان مبعوث الجامعة سيجري مباحثات مماثلة اليوم مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني. كما سيلتقيوفد الجامعة القادة السياسيين والدينيين والعشائريين ومسؤولي منظمات المجتمع المدني للاتفاق على جدول اعمال المؤتمر والقوى التي ستشارك فيه وموعده ومكانه بعد ان طالبت قوى بنقله الى خارج العراق لابعاده عن تأثيرات الاحتلال كما قالت هيئة علماء المسلمين المرجعية الدينية للسنة العراقيين .

ويأتي وصول وفد الجامعة في وقت بدأت الخلافات حول عقد المؤتمر المقرر في بغداد في العشرين من الشهر الحالي تبرز نتيجة المحاولات الجارية من الجامعة لاشراك مسلحين في المؤتمر اضافة الى رفض القوى السياسية المعارضة للعملية السياسية انعقاده في بغداد لتخوفها من وقوعه تحت تأثير قوات الاحتلال والسلطات العراقية اضافة الى المطالبة بعدم اعتباره جزءا من العملية السياسية الجارية في البلاد والتي ترفضها هذه القوى التي تتقدمها هيئة علماء المسلمين السنية المتشددة ضد هذه العملية والتي دعت في رسالة الى الامين العام للجامعة عمرو موسى الى نقل المؤتمر الى خارج العراق واطلاق سراح المعتقلين والاعتراف بالمقاومة المسلحة التي ترفضها القوى المنخرطة في العملية السياسية وتعتبرها ارهابا مسؤولا عن عمليات القتل اليومي التي يتعرض لها العراقيون .

وقال بن حلى في وقت سابق أنه سيجرى مشاورات مع جميع الأحزاب والقوى السياسية العراقية سواء فى الحكومة أو رؤساء العشائر والقبائل العراقية بهدف التعرف على وجهة نظرها ازاء جدول اعمال المؤتمر . واضاف أنه سيعمل على تكثيف الاتصالات والحوارات على مختلف الأصعدة وهى ستشمل دون شك هيئة علماء المسلمين كقوة هامة يجب الاستماع اليها. وأكد بن حلى أن الجامعة العربية تلقت حتى الآن آراء ومقترحات من عشرين جهة متنوعة داخل العراق حول انعقاد مؤتمر الوفاق الوطنى العراقى موضحا أن الجامعة ستقوم بتقييم هذه الآراء والملاحظات وفقا لما يحقق مصلحة العراق والعراقيين .
وينتظر ان يكون موقف هيئة علماء المسلمين حاسما في تقرير مصير المؤتمر خاصة وانها عضو مؤثر في المؤتمر التأسيسي العراقي المعارض الذي يضم اكثر من عشرين حزبا ومنظمة عراقية وعشرات الشخصيات المعارضة مايعني ان مقاطعتها للمؤتمر سينسحب على موقف هذه القوى التي ستحذو حذو الهيئة في عدم المشاركة فيه . وفي حالة امتناع كل هذه القوى عن المشاركة في المؤتمر فأن الحاجة له ستنتفي على اعتبار ان واحدا من اهم اهدافه هو اجراء مصالحة او تفاهمات بين القوى المنخرطة في العملية السياسية والاخرى المعارضة لها .

وقد أكد موسى ردا على رسالة هيئة علماء المسلمين أنه ستتم مناقشة طلب الهيئة خلال المشاورات التحضيرية للمؤتمر الذي يقوم بها السفير بن حلي خلال وجوده في بغداد. وأعرب فى تصريحات للصحفيين عن آسفه لتصاعد الاحداث الدامية في العراق وقال "ان هذا من شأنه ان يزيد من اصرارنا على عقد المؤتمر لتحقيق الوفاق بين العراقيين". وأشار الى انه اجرى اتصالات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري ومع هيئة علماء المسلمين لهذا الغرض. لافتا الى ان بن حلي سيستكمل المشاورات مع مختلف القوى العراقية خلال زيارته للعراق للتمهيد والاعداد الجيد لمؤتمر الوفاق المقرر في العاصمة بغداد. ونفى موسى غياب واشنطن عن المؤتمر وقال انه تم توجيه الدعوة لكل الدول الاعضاء الدائمين فى مجلس الامن بما فيها الولايات المتحدة وكذلك لكل من تركيا وايران .

وكان الاجتماع الاول لمؤتمر الوفاق العراقي عقد في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية فى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وتم الاتفاق خلاله على عقد المؤتمر الثاني في بغداد فى بداية آذار (مارس) من العام الحالي غير أنه تم تأجيل إنعقاد المؤتمر بطلب من العراق لعدم إكتمال تشكيل الحكومة العراقية الجديدة .