أخبار

الاف الفلسطينيين شيعوا قتلاهم وسط غضب وحداد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيت لاهيا (قطاع غزة): شيع الاف الفلسطينيين ظهر اليوم جثامين عشرة قتلى بينهم افراد عائلة من اب وام واطفالهما الثلاثة في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة. ولفت الجثامين التي كان بعضها اشلاء بقماش ابيض ووضعت على حمالات وسط منزل العائلة الفقير والذي يضم ثلاث غرف صغيرة ويقع في حي مكتظ بالسكان. والقت عائلة القتلى نظرة الوداع عليهم وسط صيحات الغضب، وتساءلت عمة الاطفال الذين قتلوا بالقصف الاسرائيلي "لماذا قتلوا الاطفال حرام عليهم، رؤوسهم مقطعة ومتطايرة على الرمل والدم اختلط بالرمال".

بدورهم، القى اطفال من اقارب القتلى النظرة الاخيرة عليهم وهم يبكون، وقال محمد (12 عاما) "انا حزين على فراق هؤلاء الشهداء" واضاف "راحوا على البحر وقتلوهم بدون ذنب". واخذت الطفلة هدى (10 اعوام) الناجية الوحيدة من افراد العائلة والتي لفت راسها بغطاء ابيض تبكي بحسرة محاطة بعدد من النساء الباكيات اللواتي حاولن تهدئتها. ولم تستطع الطفلة النظر الى جثث افراد عائلتها التي تفحم بعضها جراء القذائف الاسرائيلية التي اصابتهم على شاطئ بحر منطقة السودانية شمال قطاع غزة، واكتفت بالقول "الله يرحمهم ...الله يرحمهم".

والقتلى من العائلة نفسها هم علي عيسى غالية (49 عاما) وزوجته رئيسة (35 عاما) ورضيعهما هيثم (عام ونصف عام) وابنتهما صابرين (4 اعوام) وهنادي (عامان) بالاضافة الى علية (17 عاما) والهام (15 عاما) واحمد عطا الزعانين (22 عاما) وشقيقه باسل (26 عاما) وابن عمه خالد يوسف الزعانين (36 عاما).

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشفاء في مدينة غزة حيث كان اربعة قتلى من عائلة غالية في المستشفى في اتجاه بلدة بيت لاهيا. وتم نقل ثلاثة قتلى من العائلة نفسها من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا الى منزلهم في البلدة، اضافة الى ثلاثة قتلى من عائلة الزعانين نقلوا من مستشفى كمال عدوان في جباليا الى بيت حانون المجاورة. وادى المشيعون صلاة الجنازة على ارواح القتلى من عائلة غالية في الجامع الكبير وسط بلدة بيت لاهيا ثم توجهوا الى مقبرة البلدة حيث ووريت الجثامين. وجاب موكب التشييع شوارع جباليا وبيت لاهيا. واطلق المشيعون الغاضبون هتافات تندد "بالمجزرة" وتدعو الى الثار والانتقام "يا شهيد ارتاح ارتاح نحن نواصل الكفاح" و"الانتقام الانتقام".

وشارك في التشييع الاف المواطنين الفلسطينيين من شيوخ وشبان ونساء واطفال، فضلا عن ممثلين للفصائل الفلسطينية والاجنحة العسكرية المسلحة. وحمل المشيعون رايات الفصائل ورددوا هتافات تدين قتل الفلسطينيين وتتوعد بالرد فيما قال احد المشاركين عبر مكبر للصوت من احدى السيارات "سيكون الرد مزلزلا في العمق الاسرائيلي". وعم الاضراب العام كل مناطق قطاع غزة حدادا واغلقت المحال التجارية والجامعات.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن مساء الجمعة حدادا لثلاثة ايام على ارواح "شهداء المجزرة" الاسرائيلية في شمال قطاع غزة. وتلت مساجد في القطاع عبر مكبرات الصوت ايات من الذكر الحكيم ورفعت رايات سوداء على اعمدة الكهرباء. واقامت عائلة غالية مجلس عزاء امام المنزل وتوافد الاف الفلسطينيين لتقديم التعازي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف