لندن تؤكد ضرورة التفاوض مستبقة لقاء اولمرت بلير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن : يلتقي رئيس الوزراء ايهود اولمرت اليوم بالزعماء البريطانيين في اول رحلة له الى العاصمة البريطانية منذ توليه الوزارة، في محاولة لترويج خطته للانسحاب المنفرد من بعض اجزاء الضفة الغربية والحصول على تأييد عالمي بسعيه لرسم حدود دائمة لاسرائيل دون اشتراك الفلسطنيين، لكن المصادر البريطانية تتوقع ان تتمسك لندن بموقفها الثابت وهو حل الدولتين وتحقيق السلام عبر المفاوضات بين الجانبين.
ويستقبل ظهر اليوم رئيس الوزراء توني بلير نظيره الاسرائيلي في رقم 10 داوننغ ستريت في محادثات تستمر أكثر من ساعة ونصف، يعقبها مؤتمر صحفي للزعيمين، يتوقع ان تسيطر اسألة الصحفيين فيه على تصاعد أعمال العنف في غزة بعد مصرع سبعة مدنيين، بينهم اطفال من عائلة واحدة عندما كانوا في نزهة على شاطئ البحر في غزة، بما بدى وانه قذيفة اطلقتها البحرية الاسرائيلية.
ورغم ان اولمرت قال للصحفيين المرافقين له على الطائرة من تل ابيب الى هيثرو ليلية امسانه لايعتقد ان احداث غزة ستؤثر على محادثاته مع الزعيم البريطاني، خاصة وانه ينوي " شرح مقتل سبعة مدنيين فلسطنيين في غزة في اطار تصاعد هجمات صواريخ القسام من غزة،" الا ان السفير البريطاني في تل ابيب ناقض تفاؤل اولمرت ضمنيا.
وقال السفير سيمون ماكدونالد الذي صاحب اولمرت الى لندن، ان " توقيت الزيارة عقب احداث يوم الجمعة المأساوية ( يقصد مصرع سبعة فلسطنيين) ليس بالأفضل"، وهي لغة دبلوماسية تعنى ان الأجواء في لندن لن تكون بالدفئ المعتاد عند تبادل الزيارات. لكن ماكدونالد يعتقد ان الأحداث ستحول مسار المحادثات كثيرا عن الطريق المرسوم لها.
وقال ماكدونالد ان اهم فقرة على أجندة المباحثات هي عملية السلام، وهو الغرض الأول من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي لأوروبا، " ورئيس وزرائي [ يقصد بلير ] يريد ان يعرف ماهي فرص استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ، ويريد ان يطلع ايضا على الخيارات الأخرى المدروسة."
والتقى اولمرت بنظيره البريطاني مرتين سابقا ، لكن الأجواء هذه المرة يخيم عليها تصعيد اعمال العنف المتبادل بين الاسرائيليين والفلسطينيين في غزة، كما ان لندن تصرعلى ضرورة استئناف عملية السلام عبر مفاوضات ثنائية، وضرورة تفاوض الاسرائيليين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حتى ولو ظلت حماس معزولة. لكن الاسرائيليين يريدون المضي في الانسحاب المنفرد، لأنه لايوجد شريك للسلام في نظرهم، خاصة مع رفض حماس الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود كدولة. ومن المتوقع ان يلتقي اولمرت بزعماء المنظمات اليهودية في بريطانيا، وبزعيم المحافظين المعارض دافيد كاميرون، ومجموعة المحافظين البرلمانية بعد ظهر اليوم. ويلتقي غدا وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت، ووزير المالية غوردون براون، الذي يتوقع ان يخلف بلير في زعامة العمال والوزارة خلال العامين القادمين، قبل ان يتوجه الى باريس للقاء الزعماء الفرنسيين ومحاولة اقناعهم بالحل الأحادي.