بوش فجأة في بغداد مستثمرا تصفية الزرقاوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي من عمان: في ثاني زيارة له لبغداد منذ إطاحة حكم صدام حسين في ابريل 2003 ، وأول زيارة منذ توولي نوري المالكي رئاسة أول حكومة منتخبة ديموقراطيا في العراق، وصل الرئيس الأميركي دبليو بوش فجأة إلى بغداد في زيارة مفاجئة تمتد خمس ساعات، وتأتي بعد أيام قليلة من قتل الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي في غارة أميركية يوم الأربعاء الماضي.
وفي التفاصيل، قالت مصادر أميركية في العاصمة الأردنية تعليقا على الزيارة المفاجئة "الرئيس حتما سيستغل أجواء إسقاط زعيم القاعدة في بلاد الرافدين للتحادث مع القادة العراقيين المنتخبين ديموقراطيا لبحث آفاق الاستراتيجيات الجديدة في العراق بما في ذلك مبدأ إعادة انتشار القوات الأميركية في العراق تدريجيا وإحلال قوات الجيش الموطني العراقي الجديد مكانها في غضون سنتين على أقل تعديل".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في استقبال الرئيس بوش حيث تحادثا في احد قصور الرئيس العراقي السابق داخل المنطقة الخضراء. حيث هو الآن مقر للسفارة الأميركية.
وقال المالكي حين استقباله بوش: "جيد أن أراك"، وابتسم الاثنان ابتسامة عريضة، وتصافحا بكلتا اليدين، وفقا لتقرير الأسوشيتد برس. وكان نبأ الرحلة المفاجئة اقتصر على حفنة من مساعدي بوش ومجموعة صغيرة من الصحافيين الذين أقسموا على السرية، نظرا للمخاطر الأمنية التي تحدق بالمهمة.
وقامت السلطات العراقية بإغلاق مطار بغداد قبل وصول بوش الثلاثاء الذي جاء بعد قليل من الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي لبغداد. ووصل برفقة بوش عدد من كبار مساعديه، من بينهم مستشار الأمن القومي، ستيفن هادلي، والمتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو.
وقال مستشار البيت الأبيض، دان برتلت، "إن الزيارة تم تخطيطها خلال الشهر الماضي عبر "دائرة محدودة جدا جدا من الأشخاص."ولم يكن يعلن بالتوقيت النهائي للزيارة سوى نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، وزيرة الخارجية ، كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع، دونالد رامسفيلد.
وقبل ذلك، كان بوش وعدد من وزرائه وكبار مستشاريه الأمنيين عقدوا جلسات إستراتيجية حول العراق في منتجع كامب ديفيد الاثنين. وجدد بوش تأكيده للعراقيين باستعداد إدارته لمساعدة الحكومة العراقية الجديدة إلا أنه رهن نجاحها بقدرات بغداد على تأمين البلاد وحماية مواطنيها.
وأشار قائلاً في هذا السياق "أفضل سُبل تحقيق نصر في هذه الحرب على المسلحين هي الوقوف بجانب حكومة وحدة قادرة على حماية نفسها، وتوفر في ذات الوقت مساعدات ملموسة للشعب، وفي نهاية المطاف الخيار للشعب العراقي."
وقبل الإعلان عن وصول بوش للعراق، الطاقم الأميركي في البيت الأبيض الثلاثاء اجتماعاً عبر الهاتف مع المالكي وأعضاء حكومته الثلاثاء.
وجاءت اجتماعات كامب ديفيد في إطار محاولات الإدارة الأميركية لاستثمار الزخم الذي ولده تصفية زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن يستهل مجلس الشيوخ الأميركي جلسات حول السياسة العسكرية في العراق، ويتوقع أن يقدم السيناتور جون كيري خطة لسحب القوات الأمريكية المقاتلة من هناك بنهاية العام الحالي.
وكان الزعيم الديمقراطي بمجلس الشيوخ، هاري ريد، قد وصف حرب العراق بـ"الصراع الذي يصعب تطويقه" وطالب الرئيس الأميركي بتقديم استراتيجية خروج من هناك إلى الشعب الأميركي.
وعلى صعيد متصل، أبدى المزيد من الأميركيين تفاؤلاً بشأن مجريات الحرب في العراق عقب مقتل الزرقاوي، إلا أن المسح الذي أجرته شبكة سي إن إن "أن أغلبية المستطلعين مازالت تعتقد أن شن الحرب، في المقام الأول، كان خطأً".
وكان الرئيس الأميركي قد رجح خلال كلمته الإذاعية الأسبوعية، تصاعد العنف خلال الأسابيع القليلة القادمة في العراق، وطالب شعبه بالمزيد من الصبر والتضحيات، وبالمقابل توقع تصاعد حدة العنف في العراق خلال الأسابيع المقبلة رغم من مقتل زعيم "جناح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" أبومصعب الزرقاوي، وقال إن هناك المزيد من العمل مازال باقياً، وناشد الأمريكيين "المزيد من التضحيات والصبر."
وتصدى زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، هاري ريد، قائلاً إن بوش "يطلب الكثير جداً" وطالب الإدارة الاميركية بتقديم خطة محددة يتولى من خلالها "العراقيون زمام السيطرة على بلادهم."
وقال بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية "الزرقاوي مات.. إلا أن الصعاب والمهمة الضرورية في العراق مازالت مستمرة.. خلال الأسابيع المقبلة، ربما يتصاعد العنف في العراق، المهام أمامنا تتطلب المزيد من التضحيات وصبر الشعب الأمريكي المتواصل."
وحول لقائه بفريق الأمن القومي وكبار وزرائه حول العراق في كامب ديفيد الاثنين بجانب عقد اجتماعاً عبر الهاتف مع المسؤولين العراقيين الثلاثاء، قال بوش "معاً، سوف نحدد أفضل سبل توظيف المصادر الأمريكية في العراق لتحقيق هدفنا المشترك من أجل عراق قادر على حكم نفسه والدفاع عن نفسه."
وتحدث بوش عن المزيد من العمل الشاق في طريق العراق بالرغم من "الضربة القوية التي تلقتها أيديولوجية الإرهاب هناك هذا الأسبوع.. فقدت القاعدة قائدها في العراق، وأكمل الشعب العراقي حكومة ديمقراطية مصممة على حمايته." ومضى يقول "حققت الديمقراطية نصراً كبيراً في قلب الشرق الأوسط."
وانتقد السيناتور ريد السياسة الأميركية في العراق قائلاً إن حرب الولايات المتحدة في العراق تدخل عامها الرابع "وتتكبد خلالها أمتنا خسائر مالية وبشرية." وتابع قائلاً " فيما يلتفت العراقيون في بغداد إلى حكومتهم بأسئلة حول مستقبلهم، نتجه نحن إلى واشنطن وجورج دبليو. بوش.."
وأضاف " أفرطت قواتنا والشعب الأميركي في الصبر خلال المراحل السابقة في العراق دون إحراز نجاح.. الرئيس يطلب الكثير جداً إذا ما كان يتوقع منا أن نتحلى بذلك مجدداً."
وختاما، فإن السيناتور الديموقراطي في هجومه على سياسة بوش قال "نحتاج أكثر من اللغو.. هناك ضرورة لخطة ملموسة.. خطة تقتضي تسليم العراقيين مهام أمنهم."، وحول قرار إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق لمجابهة تصاعد موجة العنف الدموية التي تجتاح العراق، قال ريد "إلى غالبية الأميركيين.. الأمر يبدو وكأننا نتحرك في الاتجاه الخاطئ."