هجوم عنيف على السنعوسي

كلام من العيار الثقيل على الأرض وعبر الأقمار في الكويت
إغلاق الفضائيات الانتخابية يعرض السنعوسي للهجوم

فاخر السلطان من الكويت: شن مرشحو مجلس الأمة في الكويت هجوما عنيفا على وزير الاعلام محمد السنعوسي على خلفية قضية سعي الحكومة من خلاله إلى وقف بث القنوات الفضائية الكويتية المهتمة بالشأن الانتخابي (نبيها تحالف - قبة البرلمان - المشكاة - الأنوار - فلاش)، وهو المسعى الذي اعتبره المراقبون كبتا للحريات وتوجها حكوميا إلى وقف تلك القنوات "عند حدها" لئلا "تتجاوز حدودها" في نقد الحكومة ووزرائها.
وأكد رئيس مجلس الامة السابق والنائب السابق المرشح أحمد السعدون ان هناك ألف وسيلة أخرى للوصول إلى الناس غير القنوات الفضائية. وقال خلال اعتصام نظمه انصار التحالف الوطني الديموقراطي احتجاجا على توجه وزارة الاعلام ان حزب الفساد اصبح "يأخذ من الدستور كما يشاء كأنه قائمة طعام".
وشدد على ان هناك "لوبي فساد يحول الكويت دولة بوليسية، وانهم يفعلون ذلك ولا يدرون أنهم بذلك يحركون المواطنين ضدهم ويدفعونهم الى الوقوف معنا". ورأى أن "الناس بدأوا يشعرون للمرة الأولى بأنهم جزء من هذا الحراك السياسي وان هذا الانفعال والتواصل غير المرتب اصبح يحرك الناس الى حقوقهم وأخذ يرصد لوبي الفساد."
وقال ان "مواقع الانترنت اصبحت تنقل المعلومة للناس اكثر من صحفنا الخمس"، مشيرا الى ان "حزب الفساد يقبل على تصرفات تزيد تجمع الناس حولنا للمطالبة بحقوقهم".
من جهته قال عضو مجلس الامة السابق المرشح محمد جاسم الصقر: "ان حزب الفساد هو المسيطر على البلد ولا احد يقدر على ايقافه، وإن اعضاءه موجودون منذ حقبة الستينات والسبعينات وفترة ما قبل الغزو (العراقي)، اما الآن ومع تطور الاعلام فيطلع علينا الوزير السنعوسي بهذا العمل المشين، وهو في الأساس لا يصلح ليكون وزيرا."
وأضاف: "أبشر المواطنين بأن هذه هي نهاية السنعوسي، وان المحطة ستستمر طول العمر لتتكلم عن الناس الشرفاء، وهذا وعد" . وذكر ان "حزب الفساد كان متخوفا من طول الفترة بين حل المجلس وموعد الانتخابات، حتى لا تؤثر الندوات التي يقيمها الشرفاء في المواطنين وتنكشف حقيقتهم".
واشار الى ان "المداخيل الإعلامية للقنوات الفضائية مثل "الجزيرة" و "العربية" اكبر من مدخول تلفزيون الكويت، وهذا اكبر دليل على تخلف القائمين عليه وعدم توافر المهنية فيهم". وتساءل عن "مدى الخطورة الامنية في نقل آراء الشرفاء عبر محطة فضائية بطريقة ديموقراطية حرة"، مشيرا الى ان منع دخول المواطنين الى مجلس الامة بالقوات الخاصة هو الاخطر امنيا على البلاد.
المطيري
من جهته قال الامين العام للتحالف الوطني الديموقراطي خالد هلال المطيري وصاحب قناة "نبيها تحالف" ان فكرة انشاء محطة فضائية للتحالف "بدأت عندما شعرنا بأن هذه الانتخابات مصيرية، وان حزب الفساد سيدخل فيها بكل ثقله وكل اطرافه من سياسيين وإعلاميين واقتصاديين".
وأوضح خلال الاعتصام انه "كان لابد من وجود وسيلة لايصال رأي التحالف للمواطنين الشرفاء فتوصلنا الى فكرة المحطة الفضائية، مشيرا الى انه وبمساعدة الشرفاء تمكنا من إنشاء المحطة عقب اسبوع فقط من حل مجلس الامة، الامر الذي جعل حزب الفساد يصاب بالجنون" .
وذكر ان التحالف وقع عقداً مع المسؤولين في قمر "عرب سات" لانه اكثر الاقمار انتشارا في كل البيوت وكان الخيار الاول للتحالف، لافتا الى ان "البعض اتصل بالشركة الوسيطة وطلب منها التشويش على محطتنا، فقررنا الظهور على قمر الهوت بيرد".
وأكد ان التحالف الديموقراطي "مستمر في موقفه وسيطلع المواطنين على المعلومات والحقائق التي يخشى حزب الفساد كشفها، وسيستمر في بث قناة "نبيها تحالف" وسنتصدى لأي محاولة لتقييد الرأي الآخر، وان تمويل هذه القناة من اناس شرفاء، لن نكشف أسماءهم" ، لكنه أضاف: "الأكيد ان التمويل ليس من الاموال العامة التي تصرف بدون حق"، معتبراً ان "ما قام به وزير الإعلام ليس مقبولا".
ووجه رسالة إلى "حزب الفساد" مفادها ان "الكويت دولة ديموقراطية ولا يصلح ابناؤها أن يكونوا ديكورا او مجرد برواز، طالبا منهم الا ينجذبوا الى كلام السفهاء الذي سيؤدي الى مواجهة مباشرة مع الناس"، واعتبر أن "الدولة مختطفة من النظام والفساد"، متسائلا: "وين قاعدين في دولة شيوعية؟".
وقال ان وزير الإعلام مضى على توليه حقيبة الوزارة 3 اسابيع وفعل كل ذلك. فماذا سيفعل عندما يستمر اكثر من ذلك؟". مؤكدا ان "مستقبل الإعلام في عهد السنعوسي سيكون في خطر إذا استمر في منصبه".
المليفي والنيباري وعاشور
من جهته اعتبر مرشح الدائرة الثامنة أحمد المليفي اغلاق وزير الاعلام لقناة "التحالف" و"فلاش" الفضائيتين ومنع القنوات الاخرى من تغطية الانتخابات واجراء اللقاءات مع المرشحين بأنه "سابقة هدفها كبت الحريات، وان الوزير محمد السنعوسي تعسف في استخدام سلطته في غير محلها واساء للاعلام الكويتي".
وأضاف خلال لقائه ناخبي وناخبات الدائرة الثامنة ان قرار وزير الاعلام باغلاق المحطات الكويتية بعد الضغط على القمر "عربسات" يعتبر "وصمة عار وتعرية لما يجول في نفسه"، مستغربا "قرارات هذه الفئة من الوزراء الذين يرتجفون عندما يتقلدون مناصب عليا وطالب الحكومة الكف عن هذه الممارسات والعمل بجد من اجل اصلاح الكويت".
كما استنكر مرشح الدائرة الثانية عبدالله النيباري "الاجراءات التي اتخذتها الحكومة للمضايقة والحد من حرية الرأي والتعبير ليس على ارض الكويت بل تجاوزها الى الفضاء العالمي".
وشدد في تعليقه على الرسالة التي وجهها وكيل وزارة الاعلام الى وكيل وزارة الداخلية من اجل التعاون بين الوزارتين لقمع ووقف القنوات الفضائية الكويتية التي تبث من خارج الكويت، اضافة الى اعتراف الوزير بملاحقة قناة "نبيها تحالف" والضغط على مؤسسة اربسات لاغلاقها، على ضرورة الوقوف بحزم ضد تقييد ومصادرة الحريات التي لا تخدم سوى حلف الفساد الذي هيمن على اغلب الاعلام المحلي، ويهيمن منفردا على الاعلام الحكومي، يجبره لخدمة مصالحة.
وقال: "ان محاولات قمع الحريات ومصادرتها الرأي الآخر حتى في الفضائيات تبين مدى انزعاج هذا الحلف من كشف الحقيقة التي حاول اخفاءها عن الناخب الكويتي. وعلى وزير الاعلام ان ينأى بنفسه عن مثل هذه الاجراءات القمعية والتعسفية التي لا تليق بشخصية اعلامية مثله، فالمفترض ان يعرف الوزير قيمة الحرية ويدافع عنها بدلا من ان يتحول الى معول لهدمها كما يفعل الآن".
وبين النيباري ان هذه الاجراءات "تدل بشكل صارخ على عدم قناعة البعض في السلطة والحكومة بالديموقراطية وما توفره من حريات لا قيود عليها.وهذا البعض نسي أننا في القرن الحادي والعشرين وان الفضاء ليس ملكا لدولة او حكومة او اجهزة قمع، كما نسي هؤلاء ايضا ان العالم الحر لن يقف متفرجا على اجراءات وزير الاعلام وحلف الفساد هذه.
واشاد بما قدمته قناة "نبيها تحالف" معتبراً انها "تجاوزت تلفزيون الكويت بالجودة والمهنية العالية رغم مضايقات وزارة الاعلام.
من جهته قال رئيس مجلس ادارة قناة "الانوار" والنائب السابق والمرشح صالح عاشور ان "مكتب القناة مرخص من وزارة الاعلام وبثنا وترخيصنا خارجي ولا يخضع لاي جهة في الكويت".
فيما اكد الخبير الدستوري واستاذ القانون العام في كلية الحقوق د. محمد الفيلي ان وزارة الاعلام لا تملك فرض منع بث الفضائيات، معتبراً ان الحكومة تسيء لنفسها سياسيا.
وناشدت الجمعية الكويتية لحقوق الانسان وزارة الاعلام "انتهاج سياسة خالية من امتهان كرامة الانسان وحريته في تكوين فكره واعمال عقله والتخلي عن سلطة ممارسة الحجر عليه".
من جانبه، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. شملان العيسى ان وزارة الاعلام تتجاوز الحريات وتنتهكها.
فيما طالب استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. عبدالله سهر وزير الاعلام محمد السنعوسي بالاستقالة، مؤكدا ان طلبه بوقف القنوات خطأ جسيم.