صالح يترشح لولاية جديدة في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: اعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خلال تجمع شعبي في صنعاء اليوم انه قرر الترشح لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات "استجابة لمطالب جماهير الشعب" عائدا بذلك عن قرار سابق بعدم الترشح. وقال صالح متوجها الى عشرات الالاف من الاشخاص الذين تجمعوا في احدى ساحات صنعاء مطالبين بترشحه لولاية جديدة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر انه يوافق على الترشح "تلبية لمطالب هذه الجماهير التي جاءت مدفوعة بارادتها".
واضاف صالح "انني استجيب لمطالب جماهير الشعب التي كانت مدفوعة بارادتها اطفالا ونساء وشيوخا وتلبية للمعتصمين والمتجمهرين من المحافظات والمديريات". وتابع وسط تصفيق الجماهير "ساكون جنديا معكم كما عرفتموني جنديا في السابق".
وتجمع نحو 1.3 مليون شخص، بحسب تقديرات الرئيس، صباحا في ساحة السبعين قرب القصر الرئاسي رافعين لافتات تطالب صالح بالعودة عن قراره عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة. ورفع بعض الاشخاص لافتات كتب عليها "ندعوكم الى مواصلة المسيرة" و"الشعب الذي احببتموه يطلب منكم البقاء" في منصب الرئاسة.
ووصل صالح الى السلطة في 1978 وكان في حينها رئيسا لليمن الشمالي. واعلن في تموز/يوليو 2005 انه لا يرغب في الترشح لولاية جديدة، واثار هذا الاعلان مفاجأة لكن احدا في اليمن لم يعتقد ان هذا القرار نهائي.
نبذة
يعتبر الرئيس اليمني ، رجلا سياسيا محنكا اثبت مهارته على مدى 28 عاما امضاها في السلطة. ووصل الرئيس صالح الى السلطة في اليمن الشمالي آنذاك عام 1978، وهو لا يزال منذ ذلك الوقت في سدة الرئاسة. وتبقى الوحدة اليمنية اهم انجاز حققه وقد اصبح رئيسا لليمن الموحد بعد دمج شطريه عام 1990. وتمكن بعد اربع سنوات من ذلك من الحفاظ على وحدة اليمن بقوة السلاح وذلك بعد ان سحق بمساعدة قوة من المقاتلين الاسلاميين محاولة جنوبية جديدة للانفصال. واتاح له هذا الانتصار التفرد بالسلطة في اليمن بعد ان كان يتقاسمها مع القادة الجنوبيين السابقين.
وفي كانون الاول(ديسمبر) 1997 قرر البرلمان اليمني ترقيته الى رتبة مشير تقديرا لدوره "التاريخي والوطني في اقامة اليمن الجديد". واستطاع صالح السياسي البراغماتي ان يتجاوز مصاعب اخرى خاصة الازمة التي سببها الغزو العراقي للكويت في 1990.
فقد قررت المملكة العربية السعودية الجار الشمالي القوي لليمن، معاقبة السلطات اليمنية على انحيازها للعراق في تلك الازمة وطردت اكثر من 700 الف عامل يمني حارمة بذلك اليمن الذي يعد من افقر دول العالم، من احد اهم موارده. ويحكم علي عبد الله صالح (64 عاما) اليمن مستندا الى الجيش والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، وهو تجمع غير متجانس من الموظفين الحكوميين وممثلي الفئات الريفية والحضرية. غير انه يعتمد بشكل خاص على التفاهم مع القبائل التي تمثل ابرز مكونات المجتمع اليمني.
ويدل حفاظ الرئيس اليمني على دعم متعدد المصادر خلال فترة حكم طويلة، بلا ريب على مهارته السياسية ودهائه الذي يعد مفتاح طول فترة حكمه. واطلق الرئيس صالح عقب توحيد البلاد، مسارا ديموقراطيا حذرا فسمح بالتعددية وبحرية صحافة نسبية كما نظم انتخابات تشريعية عامي 1993 و1997 اضافة الى انتخابات رئاسية في 1999. وكان منافسه الوحيد في الانتخابات الرئاسية نجيب قحطان الشعبي وهو عضو في الحزب الحاكم ايضا ونجل رئيس اليمن الجنوبي سابقا، غير انه لم يحصل الا على 7،3 بالمئة من الاصوات.
وتخلى صالح المولود في 1942 سريعا عن الزي العسكري لارتداء البدلات الانيقة وفي المناسبات اللباس اليمني التقليدي مع جنبية (خنجر معقوف الحد) في الحزام. وكان صالح التحق بعد دراسة محدودة بالجيش وشارك في 1962 في الاطاحة بنظام الامامة واقامة النظام الجمهوري. واتاحت له قدراته القيادية الترقي سريعا في المراتب العسكرية. وعلى اثر اغتيال الرئيس اليمني الاسبق احمد الغشمي في حزيران(يونيو) 1978 انتخب مجلس تاسيسي علي عبد الله صالح رئيسا لليمن الشمالي. وينتمي صالح للطائفة الزيدية ويمثل الزيديون حوالي 30 بالمئة من اليمنيين وهم يشكلون اغلبية في شمال اليمن. وهو متحدر من عشيرة سنحان احد فروع قبيلة حاشد القوية جدا في اليمن. وهو ما يفسر تحالفه القوي مع زعيم قبيلة حاشد الشيخ عبد الله الاحمر زعيم حزب التجمع اليمني للاصلاح الاسلامي. ونتيجة هذا التحالف، يترأس الشيخ الاحمر البرلمان رغم ان ممثلي حزبه اقلية فيه.
والرئيس صالح متزوج واب لسبعة ابناء. ويتولى احد انجاله، العقيد احمد علي عبد الله صالح (37 عاما) قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ويعتبر خلفا محتملا لوالده، غير ان هذه المسألة لا تزال من المحرمات في اليمن.