كاتب في (العرب اليوم) ينهش مدير مكتب العاهل الاردني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كاتب في (العرب اليوم) ينهش مدير مكتب العاهل الاردني
الرأي ترد: لسنا مسؤولين عن حنجرة أولمرت
نصر المجالي من عمّان: دخلت صحف أردنية محلية كبيرة معركة كلامية عبر كتاب لها على خلفية زيارة رئيس الوزراء ايهودا اولمرت للبتراء ولقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برعاية من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على إفطار عمل على هامش مؤتمر البتراء للحائزين على جائزة نوبل العالميين الثاني في الأسبوع الماضي. وولوحظ أن الكاتب في جريدة (العرب اليوم) فهد الخيطان وجه انتقادا شخصيا لمدير مكتب الملك الخاص الدكتور باسم عوض الله، فضلا عن اتهامه للمؤتمر وإدارته (السيئة) كما قال "إلى مهرجان لمساندة إسرائيل وتأييد سياساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
ولكن صحيفة (الرأي) المحسوبة على الحكم ردت في مقال للكاتب الساخر عبدالهادي راجي المجالي تحت عنوان "أجندة شخصية" دافع فيها عن المؤتمر وإدارة تنظيمه التي شارك فيها صندوق الملك عبدالله للتنمية من خلال نائب رئيسه الدكتور باسم عوض الله مدير مكتب الملك الخاص.
وكان فهد الخيطان كتب أول من أمس مقالا في (العرب اليوم) تحت عنوان "اخطاء لا تغتفر في البتراء"، قال فيه "ما جرى في مؤتمر الحائزين على نوبل في البتراء الاسبوع الماضي كان نموذجاً على الادارة السيئة التي بفضلها تحول المؤتمر الى مهرجان لمساندة اسرائىل وتأييد سياساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف "كنا ننتظر تفسيرا او تعليقا على ما حصل في اليوم الثاني الخميس، وبالطبع الحكومة لم تكن مطالبة بتقديم هذا التفسير لان رئيس الوزراء والوزراء الاخرين كانوا ضيوفاً على المؤتمر وكأنه يعقد في بلد غير الاردن. الطرف الذي يتحمل مسؤولية ما جرى هو صندوق الملك عبدالله للتنمية, ومديره الدكتور باسم عوض الله باعتباره الجهة المنظمة".
وطالب الخيطان بضرورة محاسبة المسؤولين التنفيذيين الاخرين الذين قال انهم "عرضوا سمعة الاردن للتشويه".
يشار الى ان كلا من محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهودا اولمرت أعطي الفرصة للحديث خلال حوار مع حاملي جوائز نوبل من قبل وبعد اللقاء الذي ضمهما معا الى الملك الأردني، على مائدة الافطار، وكلا الرجلين كما كانت (إيلاف) لاحظت حيث كانت حاضرة للحديثين استطاع أن يوصل رسالته في شأن السلام المستقبلي ومقتضياته كل من وجهة نظره سلبا وإيجابا، وبحد وبارتياح سواء بسواء.
وأضاف فهد الخيطان في مقاله الذي دفع صحيفة (الرأي) للرد قائلا الآتي: اللقاء الذي جمع جلالة الملك بالرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي كان مجرد فطور عمل بروتوكولي وليس جلسة مباحثات رسمية واكد على هذا المعنى مسؤولون اردنيون واسرائيليون قبل حصول اللقاء وحاول الطرفان عدم المبالغة ازاء قيمة اللقاء السياسية.
وتابع القول : وقبل اللقاء بساعات قال شمعون بيريز للصحافيين "لا تتوقعوا شيئاً مهماً من اللقاء" وبدلا من التعامل مع اللقاء بحجمه الطبيعي في الاعلام وزعت على وسائل الاعلام صور من الفطور تظهر الأمر وكأنه قمة ثلاثية تمخضت عن نتائج سياسية باهرة. لكننا اكتشفنا المأساة بعد الفطور بساعات إذ شارك اولمرت في احدى جلسات المؤتمر وبدأ يقصف الفلسطينيين بأسوأ المواقف السياسية ويوجه الاهانات لعباس ويتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ويجدد التهديد للاردن باعلانه التمسك بخطة (التجميع) اي الانسحاب احادي الجانب.
وزاد الخيطان في اتهاماته اللافتة "ثم خرجت توصيات المؤتمر لصالح اسرائيل وكأنها كتبت في تل أبيت.. ولا نعلم لمصلحة من جرى تشويه الدور الاردني الداعم للشعب الفلسطيني?! ولماذا جرى توظيف الاردن ودوره بخلاف ما هو عليه في الحقيقة?".
وإذ حاول الكاتب الدفاع عن الملك عبدالله الثاني قائلا : ببساطة جلالة الملك كان يسعى لتحريك عملية السلام المتوقفة حتى لا يضيع الحق الفلسطيني. وتبين مبكرا ان اولمرت لا يريد السلام ومتمسك بخطته العدوانية،، فإنه على الصعيد ذاته تساءل: فلماذا تظهر الامر بغير ذلك ونسيء الى الجهد الملكي المشرف بصور لم يستفد منها غير اولمرت الذي بدا للعالم وكأنه على وئام واتفاق مع القادة العرب وتحت سقف شعاراته العدوانية التي اطلقها في البتراء.
وختم الخيطان قوله : اعتقد ان اخطاء كثيرة ارتكبت في البتراء ووقعنا في السابق بمثلها ولم نتعلم, وحان الوقت لمراجعة اساليب عملنا والتفريق بين حملات العلاقات العامة والمواقف السياسية التي ندفع ثمنها غاليا من سمعة الاردن.
اجندة شخصية
وفي ردها على النظيرة زميلتها (العرب اليوم) التي يرأس تحريرها طاهر العدوان، فإن (الرأي) التر يرأس نحريرها عبد الوهاب زغيلات، ندبت الكاتب الساخر عبد الهادي راجي المجالي للرد على فهد الخيطان، وهو كتب يقول "... المؤتمر الاخير الذي نظم في البتراء للحائزين على نوبل ينظر اليه تحت باب انه فكرة اردنية خلاقة ولكن ان يحمل الاردن تطاول "أولمرت" او وقاحة الجانب الاسرائيلي، في التعاطي مع الفلسطينيين فهذا امر خطير ويحمل دلالات مهمة".
وقال الكاتب المجالي "... حين تكتب الصحف الخارجية، وبعض وكلائها او "سماسرتها" في عمان عن هذا المؤتمر من زاوية انه ترويج للجانب الاسرائيلي، فنحن نفهم المقصد من ذلك وهو افشال اي جهد اردني يصب في جعل الاردن منطقة جذب سياسي في المنطقة ودولة حية نابضة، وشريك كامل في كل ما يتعلق بالشرق الاوسط، ولكن حين تأتي "النكاية" او "الدقارة السياسية" من زميلة يومية، ويكتب احد صحفييها مقالا يقول فيه ان الحكومة بريئة من هذا المؤتمر، ويحمل شخصا بعينه المسؤولية عن ترويج اسرائيل بشكل مبطن.. تحت اي باب يقع هذا التساؤل ولمصلحة من؟".
وتساءل "هل نحن مسؤولون عن حنجرة "أولمرت" وهل الاشخاص الذين واصلوا الليل بالنهار لانجاح جهد اردني عظيم يصل التشكيك بهم الى درجة وصفهم بأنهم روجوا اسرائيل واعطوها فرصة للتطاول على الفلسطينيين".
وأضاف المجالي المعروف بكتاباته اللاذعة مستنبطا إيحاءات ورموز منالواقع الاجتماعي والشعبي الأردني "ان الذين اعدوا للمؤتمر هم موظفو دولة ويقدسون شرفهم الوظيفي والمهام التي اوكلت لهم نفذت بدقة، ولكن ان يحاسبوا على اقوال البعض.. فذلك تشكيك خطير يصل الى حد.. لا نجرؤ على البوح به".
واتهم كاتب (الراي) بعض الكتاب الأردنيين بأن لهم أجنداتهم الخاصة وقال "كما للبعض اجندة فان للكاتب الذي اتهم الاردن اول امس عبر يومية زميلة اجندته الخاصة، ونحن نعرف انها اجندة موجهة ضد موظف في الدولة كان مسؤولا سابقا وكان وزيرا، ولنقل ان الاجندة مشروعة في الاعلام، لكن ان يصل الحد لان يطال القصف والتشويه سلوك دولة كاملا، فتلك سابقة خطيرة نحذر منها".
وأضاف "كنا نغضب حين تتقول علينا الجزيرة بافتراءاتها واكاذيبها، وحين كان هيكل يرخي غضبه على الموقف الاردني كنا نرد هذا الغضب بغضب عليه، ولكن بحب لمصر التي انجبته.. ولم نتعود يوما ان يصل التطاول على الموقف الاردني الى الحدة التي تصفنا بأننا روجنا لاسرائيل.. وهذا التطاول له تبريره في الفضائيات "الرداحة" وفي اكاذيب هيكل الرائجة.. ولكن حين يكون التطاول في صحيفة اردنية ومن كاتب اردني.. فكيف اذا نلوم هيكل او نرد على الجزيرة حممها بحمم اخرىط.
وفي ختام الرد الذي سيكون له تداعيات كثيرة مستقبلا كما توقع مراقبون إعلاميون قال الكاتب عبد الهادي راجي المجالي "علينا ان نفرق بين المصلحة العليا للدولة، وبين الاجندة الشخصية لبعض الاقلام وعلينا ان نراعي حرمة وشرف موظفي المؤسسات الرسمية.. وعلى البعض ان يفهم باننا لا نملك رقابة على رئيس وزراء اسرائيل.. وعلى الزميل اياه ان يفكر قليلا قبل الكلام لان الموقف شخصي شأن وكرامة الوطن شأن آخر".