أخبار

إعلان ماكس ومرض شنودة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


صيف عاصف في الحي القبطي المصري
إعلان ماكس ومرض شنودة ومختل الإسكندرية

تقرير خاص ـ نبيل شرف الدين : نذر عواصف من الجدل باتت تلوح في أفق الحي القبطي المصري، تزامن خلالها مرض البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية، وقرار النيابة العامة بمصر إحالة المتهم بالهجوم على كنائس مدينة الإسكندرية مستشفى الأمراض النفسية، هذا فضلاً عن قنبلة أخطر ربما تفجر حزمة من الأزمات، إذ شهدت هضبة المقطم جنوب القاهرة طقوس تأسيس كيان كنسي جديد يسمى "المجمع المقدس للمسيحيين الأرثوذكس بمصر والشرق الأوسط" برئاسة دارس سابق في الكلية الإكليركية، يدعى ماكس ميشيل وقد أطلق على نفسه لقب الأنبا مكسيموس .
ويرى مراقبون للشأن المصري أن هذا الإعلان يشكل ـ عملياً ـ أول خروج على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية المصرية برئاسة بطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث، الذي يعالج حالياً في الولايات المتحدة، وهي محطته العلاجية الثانية بعد أن كان قد خضع للعلاج قبل توجهه إلى مستشفى (كليفلاند) بالولايات المتحدة .

يأتي هذا في الوقت الذي تحدث فيه عدد من النشطاء الأقباط والمراقبين للشأن المسيحي في مصر عن جهات تقف خلف إعلان ماكس ميشيل لشغل الأقباط بأزمة داخلية مفتعلة، تستهدف كبحهم عن المضي قدماً في ممارسة الضغوط على النظام الحاكم في مصر"، وفق تقديراتهم .

إعلان ماكس

وقبيل بدء المؤتمر الصحافي ، بدا المشهد داخل المبنى الفخم الذي يحتل موقعاً متميزاً في المنطقة الراقية بهضبة المقطم، يوحي بإلحاح بأن الأمر وترتيباته ليست عفوية بالمرة، خاصة في ظل هذا الترف الواضح لكيان جديد ينافس ـ بجرأة غير مسبوقة ـ واحدة من أقدم وأغنى المؤسسات الدينية في الشرق الأوسط وأكثرها تماسكاً ونفوذاً على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، وهي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي يحمل رأسها لقب "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" .

وجاء تفجير قنبلة ماكس ميشيل وسط حضور إعلامي مكثف، كان اللافت فيه مشاركة الدكتور جهاد عودة عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني (الحاكم)، والذي شارك أيضاً في مؤتمر الأقباط الرابع في نيوجرسي نهاية الشهر الماضي، وقال ماكس ميشيل الذي يطلق على نفسه لقب "الأنبا مكسيموس"، إن لديه خطة طموحة لرسامة أساقفة مساعدين وإنشاء أبرشيات في شتى أنحاء مصر والشرق الأوسط، بينما قال مصدر من الكنيسة القبطية لـ (إيلاف) في معرض رده على ما أعلنه ماكس ميشيل، إنه خارج عن الصف المسيحي القبطي، وليست له أي صفة أو مشروعية كهنوتية .

ووصف مكس مجمعه المقدس بأنه مغاير تماماً للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأم التي يرأسها البابا شنودة، وقال "إن كنيستنا كيان قائم بذاته ولا سلطة لشنودة أو غيره عليها"، لافتاً إلي أنه يتبع المجمع المقدس للمسيحيين الأرثوذكس في الولايات المتحدة . وأثار هذا الإعلان حفيظة قطاعات واسعة من الأقباط المصريين، خاصة وأنها تزامنت مع أجواء قلق وترقب لنتائج رحلة البابا شنودة الثالث العلاجية، وربما لهذا قد اتهم نشطاء أقباط تحدثت معهم (إيلاف) جهات ـ لم يسموها ـ بالوقوف وراء إعلان ماكس ميشيل لشغل الأقباط بأزمة داخلية مفتعلة، تستهدف كبحهم عن المضي قدماً في ممارسة الضغوط على النظام الحاكم في مصر .

البابا شنودة

من جهة أخرى أصدرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بياناً أوضحت فيه الحالة الصحية للبابا، حيث قالت: غادر قداسة البابا شنودة الثالث القاهرة إلي ألمانيا، لإجراء فحوص بالعمود الفقري الذي يعاني منه منذ سنوات طويلة، ورأي الدكتور ماير لزوم إجراء عملية جراحية لإزالة ضغط الغضروف علي أعصاب الرجل اليمني، لكن تم إرجاء العملية بعد أن وجد الأطباء أن الكلي بحاجة أيضاً إلى العلاج . ومضى البيان قائلاً : "ولأن لقداسته ملفاً طبياً بمستشفي كليفلاند بالولايات المتحدة رأي الذهاب إليه لمتابعة حالته هناك، وقد قام الأطباء علي الفور بعمل اللازم، مما جعل قداسته يستعيد صحته بصورة جيدة، حيث أجري أطباء كليفلاند عملية حقن متخصصة في العمود الفقري لإزالة الألم" .

واختتم البيان الكنسي قائلاً إن البطريركية تود أن تعلن للشعب المصري كله، الذي أحاط قداسة البابا بمحبته وصلواته، أنه سيعود إلى أرض الوطن مساء الأحد الموافق التاسع من تموز (يوليو) يوليو الجاري، بعد أن بدأ يمارس نشاطه اليومي كالمعتاد بمقر إقامته في كليفلاند" . والبابا شنودة الثالث هو البطريرك السابع عشر بعد المائة في سلسلة البطاركة الأقباط الذين جلسوا على كرسي "مارمرقص" الرسول بالكنيسة القبطية، وهو من مواليد الثالث من آب (أغسطس) عام 1923 في قرية "سلام" بمحافظة أسيوط (جنوب مصر)، لأسرة من الطبقة الوسطى، وكان اسمه قبل الرهبنة "نظير جيد"، وتخرج في كلية الآداب قسم التاريخ في جامعة "فؤاد الاول" ـ القاهرة حالياً ـ ثم التحق بـ"الكلية الاكليريكية" عام 1946 واختتم دراسته فيها عام 1949، وفي العام 1954 التحق بسلك الرهبنة باسم "انطونيوس السرياني"، حتى تمت رسامته كاهناً عام 1958، وفي العام 1962 صار اسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية والكلية الاكليريكية و"مدارس الاحد"، وما بين عامي 1962 و1971 اصبح اسقفاً، وفي 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1971 رسم بطريركاً للكرازة المرقسية، حتى يومنا هذا، وفي عهده شهدت الكنيسة ازدهاراً ملحوظاً، وبلغ وجود كنائسها داخل مصر وخارجها إلى عدد غير مسبوق في تاريخها.

مخبول الإسكندرية

على صعيد متصل، قدم المحامي نجيب جبرائيل، ناشط حقوق الإنسان، تظلماً للنائب العام المصري يطلب فيه إعادة عرض المتهم فى الاعتداء على كنائس الاسكندرية على أساتذة الطب النفسي بالجامعات المصرية، ويشكك في صحة التقرير الذي أعدته مستشفى المعمورة للأمراض النفسية بالإسكندرية، قائلاً إنه بصفته مواطنا مصريا قبطياً قد أضير من الاعتداءات التي ارتكبها المتهم محمود صلاح الدين عبد الرازق على كنائس الاسكندرية والتى اسفرت عن مقتل قبطي، وإصابة آخرين وترتب على ذلك أحداث طائفية أسفرت عن إتلاف الكثير من الممتلكات والمحال والقبض على عشرات الاقباط والمسلمين وما تناولة وسائل الاعلام بالنقد والتشكيك لما اعلنه محافظ الاسكندرية آنذاك من ان الجاني مختل عقلياً .

وقد أكد التقرير الطبي الذي أعدته مستشفى "المعمورة للأمراض النفسية" بالإسكندرية عدم مسئولية المتهم بالأعتداء على كنائس الاسكندرية عن أفعالة حيث انه مصاب بمرض الفصام العقلي المزمن وان المتهم كان تحت تأثير هذه الأعراض المنشطة لهذا المرض وقت ارتكابة حادث الاعتداء على الكنائس مما يعفية من المسئولية الجنائية عن هذا الحادث .

وطالب المحامي القبطي في تظلمه بندب نخبة من اساتذه الطب النفسي لجامعة أو أكثر من الجامعات المصرية للاطلاع على الأوراق مع إيداع المتهم إحدى المستشفيات الجامعية لبيان ما إذا كان المتهم مختلاً عقلياً بالفعل من عدمه، مع مراعاة مشاركة أساتذة طب نفسي استشاريين من الاقباط والمسلمين، للمشاركة في أعمال اللجنة المنتدبة لهذا الغرض . وتقول الإحصاءات الرسمية في مصر إن عدد الأقباط لا يتجاوز أربعة ملايين فقط، بينما تؤكد الكنيسة القبطية أنهم يزيدون على 10 ملايين نسمة داخل مصر فضلاً عن مليوني مهاجر في شتى أنحاء العالم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف