مدينة الصدر تدفن قتلاها بهدوء حذر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من امستردام - وكالات: خيم الهدوء الحذر على مدينة الصدر بعد ليلة من هجوم أمريكي وعراقي استخدم فيه القصف الجوي والمدرعات وراح ضحيته أربعين مواطنا بين قتيل وجريح. وكشف قائد العمليات العسكرية فى وزارة الدفاع العراقية اللواء الركن عبد العزيز محمد اليوم السبت في تصريحات صحافية إن العملية العسكرية التى تمت أمس فى مدينة الصدر جاءت على خلفية معلومات عن وجود النائبة تيسير المشهدانى وخاطفيها بالمدينة، لكنها لم تسفر عن العثور عليهم.
وكان قادة في جبهة التوافق العراقية التي تنتمي لها النائبة المشهداني اتهموا الاسبوع الماضي ميليشيا " جيش المهدي" بخطفها مستشهدين باتصال قالوا انه من خاطفي النائبة طالبوا فيه بعدم مهاجمة الحسينيات وجدولة انسحاب القوات الاميركية من العراق. وهي شروط قال عنها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي من الحزب الاسلامي الذي تمنتمي اليه النائبة المشهداني انها مطالب الخاطفين لاتختلف عن مطالب جبهة التوافق فهي تدعو لجدولة انسحاب القوات الاميريكة وعدم مهاجمة اي مسجد او حسينية. لكن قادة التيار الصدري ينفون اي علاقة لهم او لجيش المهدي بخطف النائبة المشهداني.
وقد شيع اهالي المدينة ظهر أمس الجمعة عشر من ضحايا الهجوم فرفعوا الجنائز على سطوح السيارات في موكب حضره عدد كبير من أهالي المدينة الواقعة شرق العاصمة بغداد وأطلق المشيعون شعارات " كلا كلا للاحتلال." وقد وصف أحد شهود العيان لوكالة انباء اصوات العراق ليلة الهجوم بأنها "ليلة ليلاء" ومضى في وصف وقائع الليلة " في الساعة الثالثة والنصف من صبيحة يوم الجمعة استيقظنا على قصف الطائرات المروحية والمقاتلة الامريكية ورشقات الرشاشات المحمولة على سيارات الهمر الامريكية."
وقال اللواء الركن عبدالعزيز محمد " تم خلال العملية إعتقال خمسة من المطلوبين ، لكن شاهد العيان قال إن " الاعتقالات عشوائية وان معظم الشهداء والجرحى هم من الابرياء الذين خرجوا من منازلهم ليشاهدوا ما يحدث." ويقول شاهد اخر رفض الكشف عن اسمه إن "القوة الامريكية والتي ترافقها قوة عراقية معززتان بالطائرات الحربية جاءت للبحث عن قياديين في جيش المهدي بينهم " ابو درع" وقد دخلوا الى بيت أهله وفتشوه الا انهم لم يجدوا ما يبحثون عنه." ويضيف أن " القصف الجوي استمر من الساعة الثالثة والنصف حتى اذان الفجر عند الساعة الخامسة. "
وكان الشيخ عبد الهادي الدراجي الناطق الاعلامي باسم التيار الصدري قد عقد مؤتمرا صحفيا في اعقاب الهجوم اتهم فيه القوات الامريكية بمحاولة تقويض مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما طالب عدد من النواب بمساءلة رئيس الوزراء عن كيفية مهاجمة القوات الامريكية للمدينة دون علم الحكومة .
من جانب اخر طالب الحزب الاسلامي العراقي اليوم السبت بوقف العملية العسكرية التى تشنها قوات من الجيش العراقي والمتعددة الجنسيات في قضاء المقدادية وفك الحصار عن القضاء. وبدأت قوات من الجيش العراقي وباسناد مباشر من القوات المتعددة الجنسيات التي توفر الغطاء الجوي والبري عملية عسكرية في المقدادية في الرابع من الشهر الجاري للقضاء على العناصر المتورطة بارتكاب جرائم في المناطق القريبة من المقدادية (وسط ديالي).
وحذر الحزب من أن هذا الحصار له "مخاطر إنسانية وينذر بخطر كبير اذا طال امده، حيث منع المدنيون من الدخول والخروج من القرى ولاسيما أن تلك المنطقة مغلقة من جميع منافذها فضلا عن إنقطاع التيار الكهربائي وشحة المياه." وتابع "واستخدمت بعض البيوت كثكنات عسكرية، وقد تم غلق المركز الصحي مما تسبب في تردى الوضع الصحي والمعاشي لسكنة القرى، وتم منع دخول اي مواد غذائية أو اغاثية." مشيرا الى انه لم يتم العثور على أي سلاح داخل تلك القرى.
وطالب الحزب الحكومة العراقية بفك الحصار عن أهالي تلك القرى والسماح بإدخال المواد الغذائية والصحي، وانسحاب القوات العراقية والامريكية وتعويض من تضرر جراء تلك العمليات. وناشد المنظمات الإنسانية العالمية والمحلية بالتدخل وتقديم ما تستطيع من مساعدات غذائية ودوائية خشية حدوث كارثة إنسانية. وقال مصدر أمني عراقي بمدينة بعقوبة في وقت سابق اليوم السبت إن العملية العسكرية اسفرت عن اعتقال 73 من المشتبه بهم ومصادرة 9 سيارات ودراجات مفخخة بمناطق متفرقة من قرى قضاء المقدادية. وأضاف أن من بين المعتقلين (5) من المطلوبين للقوات الامنية بالمحافظة، و (5) آخرين من من المتخصصين بتصنيع العبوات الناسفة التي تزرع على الطرق الرئيسية بتلك المناطق.
وأشار المصدر الى أن العملية العسكرية بدأت تحقق نتائج جيدة بالقضاء على عدد من الجماعات المسلحة، وأنها تشن ضمن نطاق ناحية دلي عباس والقرى التابعة لها مرورا بمنطقة منصورية الجبل انتهاء بمنطقة الصدور. وأوضح أن القوات العراقية مازالت تباشر العمليات المسلحة حتى تنظيف المنطقة من الجماعات المسلحة كافة.