شدياق: اللسان سليم
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
برجل من بلاستيك وقلب من حديد اندريه مهاوج من باريس: بعد غياب عشرة اشهر اطلت الاعلامية اللبنانية مي شدياق على مشاهدي محطات التلفزة في لبنان من مطار بيروت الدولي لتشكر جميع الذين خصوها بالعناية والعطف منذ محاولة اغتيالها في ايلول سبتمبر من العام الماضي ووعدت جمهورها الخاص بالعودة قريبا الى شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال "ال .بي . سي " لتستأنف تقديم برنامجها اليومي واكدت انها ستكون صوت الحرية ، صوت شهداء الكلمة وصوت الاحياء الممنوعين من الكلام لان اللسان سليم والقلب ينبض.
وعلى متن طائرة خاصة تركت الاعلامية اللبنانية مي شدياق فرنسا ظهراليوم في رحلة العودة الى لبنان بعد غياب تسعة اشهر عن بلدها تلقت خلالها العلاج في فرنسا وتدربت على استخدام يدها ورجلها الاصطناعيين .وقد رافقتها في رحلة العودة هذه والدتها واختها اللتان بقيتا الى جانبها طوال فترة العلاج في فرنسا حيث حظيت باهتمام خاص من السلطات الفرنسية ورعاية خاصة من الرئيس جاك شيراك الذي شكرته مي شدياق في كلمتها في مطار بيروت كما تقدمت بالشكر الخاص الى الامير الوليد بن طلال والى السيدة نازك الحريري والى كل الرسميين والسياسيين والاعلاميين وكل المواطنين الذين قدموا لها الدعم المعنوي مما جعلها" تجتاز المرحلة الصعبة" التي مرت بها ومما اعطاها" المقدرة والعزم على العودة الى هذا الجمهور الوفي الذي اضاء الساحات وصلى لعودتي" كما قالت مي شدياق .
وعند الخامسة عصرا بتوقيت بيروت حطت الطائرة الخاصة في مطار رفيق الحريري في بيروت ونزلت مي سلم الطائرة بخطى بطيئة ولكن ثابتة متكئة على عصا ومتبطئة يد النائب عن القوات اللبنانية جورج عدوان وما ان وطأت ارض المطار حتى لوحت بيدها اليسرى وهي اليد التي بترت وتم تركيب يد اصطناعية مكانها ، محيية مستقبليها وبينهم ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية الاعلامي رفيق شلالا والوزراء مروان حمادة ونايلة معوض وبيار الجميل وغازي العريضي وعدد من النواب بينهم السيدتان صولانج الجميل وستريدا جعجع , وقدمت فرقة من الدرك اللبناني التحية لمي عند مدخل صالون الشرف في المطار حيث افتتح حفل الاستقبال رئيس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال الشيخ بيار الضاهر بكلمة قال فيها " باسم الماضي الاسود الذي نريد دفنه وباسم الحاضر الموقت الذي نحلم بتغييره وباسم المستقبل الذي نتمنى ان نبنيه نتقدم بتحية لكل الشهداء الذين غابوا وللشهداء الاحياء مضيفا ان مي اعادت الحياة للشهداء وقدمت شهادة حياة للاحياء .
وزير الاعلام غازي العريضي قال في كلمته ان مي كانت مدافعة عن الحرية والديموقراطية وعن لبنان وكانت رمزا للبنان الذي نحلم به ورمزا للصلابة والعنفوان والكرامة ودافع العريض عن الاعلام في لنبان قائلا انه ليس مسؤولا عما يجري من مصائب وان هذا الاعلام سيبقى حرا .
وقدم الوزير العريضي "العهد والوعد والوفاء بان نبقى احرارا واوفياء لكل قطرة من شهداء الحرية والاعلام في لبنان وسنتعلم منك ومن تجربتك ومن معاناتك ". في ختام كلمته للترحيب بمي شدياق .
مي شدياق بدت متاثرة وبكت وقالت وهي واقفة انها تهيبت العودة الى لنبان ولكنها ملت الفرقة القسرية واشتاقت الى وطنها والى جمهورها ومحبيها فعادت واضافت " لقد ضاقت بي الدنيا بعيدا عنكم ،ساكون صوت الشهداء والاحياء وساكون صرخة في وجه الظلم ولكن نفسي حزينة لاننا لم نعرف كيف نستثمر الدعم الدولي للبنان الذي ربما لن يدوم " واضافت قائلة عن نفسها في حفل الاستقبال "مي شدياق ما زالت مي شدياق القلب هو القلب على رغم الاطراف الاصطناعية واللسان سليم ولكنني عاتبة لان القرارات الجريئة لم تتخذ كما يجب ولان القتلة لم يلقوا العقاب وعبرت عن الامل في الا تكون طاولات الحوار طاولات مماطلة واضافت "انا اشتقت الى طاولتي التي اكتب عليها الحقيقة من دون تجني على احد . لقد عدت لاعدكم ان صوتي سيبقى صوتكم وسيبقى مرتفعا ما دام الوطن لم يعد الينا بعد."
ففي اذار مارس الماضي حصلت في باريس على جائزة الاونيسكو لحرية الصحافة وتسلمتها في شهر ايار مايو في سري لانكا . المندوبة الاميركية في الاونيسكو اقامت لها حفلا تكريميا تليت خلاله رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية كونزاليسا رايس جاء فيها رايس ان مثابرة مي شديا على عملها ساعد على نشر الديموقراطية في لبنان. وفي شهر نيسان ابريل الماضي اقيم منتدى الاعلام العربي في دبي تحت عنوان حال الاعلام العربي تخلله تكريم لمي شدياق كمامنحها امير موناكو الشهر الماضي جائزة تكريمية أيضا .
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف