رامسفيلد في زيارة لبغداد يخيم عليها شبح العنف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن: تعتبر زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد المفاجئة لبغداد اليوم الاولى منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في العشرين من نيسان (ابريل) الماضي وتأتي في وقت يشهد فيه العنف الطائفي ازديادًا خطيرًا يضع العراق على حافة حرب اهلية مذهبية والاستياء الشعبي ذروته اثر الكشف على الخصوص عن اغتصاب جندي اميركي لصبية عراقية وقتلها مع افراد عائلتها .
وحل رامسفيلد في العراق قادما من افغانستان التي زارها امس حيث من المنتظر ان يعقد لقاء مع قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي بحضور بعض عناصر الجيش لمدة 45 دقيقة ثم يجتمع مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لبحث التطورات الامنية والسياسية. وزار رامسفيلد بغداد في السادس والعشرين من /نيسان (ابريل) الماضي برفقة وزير الخارجية كوندوليزا رايس لإعلان دعمهما لحكومة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي.
وقال رامسفيلد للصحفيين الذين يرافقونه في الزيارة "نحن الان في نقطة يعتمد فيها الموقف الامني بالمثل على عملية المصالحة وعلى تقوية وزراء الحكومة لان النجاح في هذين المجالين سيحدد النجاح من وجهة النظر الامنية .. انها في الاساس عملية سياسية."
وأضاف ان هذا القرار في يد القادة الميدانيين انه بسبب هذه التحديات السياسية فان العراق غير مؤهل بعد لاتخاذ قرارات قد تسمح للولايات المتحدة بتعديل حجم قواتها. وحول خطط تعديل حجم القوات في العراق نقلت رويترز عنه قوله "لم نصل الى هذه النقط بعد" مشيرا الى ان القادة الاميركيين والمسؤولين العراقيين عليهم أولا القيام بمراجعة شاملة للاحتياجات على الاض قبل ان تبحث الولايات المتحدة قرار خفض مستوى القوات.
ويخيم على الزيارة الحالية لرامسفيلد وهي الثالثة عشر للعراق منذ سقوط نظام صدام حسين ربيع عام 2003 شبح جريمة ارتكاب عدد من عناصر الجيش الأميركي في العراق تهماً بارتكاب جرائم قتل في حق مدنيين عراقيين عزل واغتصاب فتاة عراقية عمرها 15 عاما هي عبير قاسم الجنابي في مدينة المحمودية جنوب بغداد في اذار (مارس) الماضي وقتلها مع افراد عائلتها .
وكان موقع إلكتروني متشدد بث شريط فيديو امس الاول تظهر فيه جثتا جنديين أمريكيين خطفا وقُتلا في وقت سابق ويربط الموقع بين قتل الجنديين وواقعة اغتصاب الفتاة عبير على أيدي جنود أميركيين. وقال بيان بثه الموقع إلى جانب الشريط ان "هذا الفيديو يأتي انتقاما لأختنا التي سٌلب شرفها على أيدي جنود من نفس الفرقة التي ينتمي إليها الجنديان." وقد وجهت تهم إلى خمسة جنود وجندي سابق من الفرقة 101 المحمولة جوا تتصل بالتورط في جريمة قتل العائلة العراقية التي تم اغتصاب إحدى فتياتها قبل قتلها .
ويوم امس قدم محامو الدفاع عن الجندي المتهم بقضية الاغتصاب طلبا بتقييد حرية التعبير والتعليق على القضية.
وجاء في الطلب الذي قدمه المحاميان سكوت ويندلسدورف وباتريك بولدين، اللذان يتوليان الدفاع عن الجندي السابق ستيفن دي غرين "إنّ تغطية القضية في وسائل الإعلام الدولية والقومية والمحلية كبيرة. واشار الطلب الى ان الحديث الذي أدلى به الرئيس الأميركي جورج بوش قبل ايام ووصف فيه الحادثة بأنّها "جريمة حقيرة معتبرا ما قام به الجندي "ملطخا لصورة وشرف الجيش الأميركي."
واعتبر المحاميان أنّ ما يحيط بالقضية على هذا الصعيد يعتبر "تهديدا للعدالة " وطالبا بفرض التقييد على الرئيس جورج بوش والمدعي العام ألبرتو غونزاليس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكلّ الموظفين الذين يعملون تحت إمرتهم.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن الاثنين أسماء الجنود الخمسة المتهمين باغتصاب وقتل الفتاة وأهلها بعد أن تم توجيه التهم رسميا حيث قال المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق إن المتهمين "قد يواجهون حكما بالإعدام."
واكد في بيان رسمي صادر عن الجيش الأميركي انه " تم في السابع من تموز (يوليو) 2006 توجيه التهم لكل من السيرجنت بول كورتيز، والمختص جيمس باركر، والجندي الأول جيسي سبلمان، والجندي الأول براين هاورد، بمزاعم القيام بدور في عملية اغتصاب وقتل فتاة عراقية وعائلتها." وأضاف " كما تم توجيه التهمة للسيرجنت أنتوني رايب، لعدم التبليغ عن عملية اغتصاب وقتل هؤلاء المدنيين العراقيين، ولكن دون اتهامه بالقيام بأي دور مباشر في الاغتصاب والقتل." وقال الناطق باسم الجيش الأميركي الميجر جنرال ويليام كالدويل إن المتهمين الأربعة قد يواجهون حكماً بالإعدام حال إدانتهم.
كما تاتي زيارة وزير الدفاع العراقي هذه في وقت يتصاعد فيه العنف الطائفي بشكل غير مسبوق ادى الى مقتل حوالي 110 عراقيا واصابة اكثر من 250 اخرين في عمليات انتقام متبادلة سنية شيعية . وقد دفع هذا التدهور الامني الخطير مجلس النواب العراقي الى اتخاذ قرار باستدعاء وزيري الداخلية والدفاع للمثول امامه غدا الخميس لتقديم تفسيرات عن اسباب هذا الوضع الذي يضع البلاد على حافة حرب اهلية طاحنة والاجراءات المتخذة لحفظ الامن .
كما ان زيارة رامسفيلد لبغداد جاءت بعد يوم واحد من اعلان السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد انه تقرر تشكيل لجنة مشتركة اميركية عراقية لدراسة ظروف تخفيض القوات الاجنبية في العراق .
وقال خليلزاد ان "قائد قوات التحالف في العراق الجنرال جورج كايسي وانا, سنجتمع مع رئيس الوزراء العراقي لتشكيل لجنة مشتركة مكلفة بدراسة الظروف التي تسمح بتخفيض القوات" . واوضح في كلمة القاها أمس الثلاثاء امام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان اللجنة ستضم عراقيين وممثلين عن الدول المشاركة في التحالف لكنه حذر من ان "الخفض السريع او البطيء للقوات ينطوي على مخاطر" .
واضاف ان "رحيل قوات التحالف بصورة مبكرة قد يؤدي الى اندلاع حرب اهلية طائفية تجر الدول المجاورة الى حرب اقليمية وهذا من شأنه ان يتسبب في وقف امدادات النفط وعدم الاستقرار" . وقال ان الرحيل المبكر "يمكن ان يؤكد سيطرة تنظيم القاعدة على جزء من العراق "
ويوجد في العراق حاليا 129 الف جندي اميركي منذ أكثر من ثلاث سنوات في حرب أوقعت 2500 عسكري منهم قتيلا.
ويؤكد الرئيس بوش باستمرار ان القوات الاميركية ستبقى في العراق الى ان تتحسن الاوضاع بينما اشار رامسفيلد امس الى ان الادارة الاميركية طلبت من الجنرال جورج كيسي وخليلزاد العمل مع الحكومة العراقية على وضع خطة "مريحة" للطرفين لكنه رفض الكشف عن موعد اجراء هذه المناقشات ومتى ستتمخض عن وضع خطة.