السطوة الذكورية في الخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل أنصف قراء إيلاف نساء الخليج؟
السطوة الذكورية تحول دون نجاح المرأة الخليجية
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: خاضت المراة الكويتية في التاسع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو الماضي اول تجربة انتخابية لها على صعيد مجلس الامة بعد جهاد طويل من قبلهن لتحقيقها لكن الخيبة كانت قرينها في عدم الفوز باي مقعد نيابي. وقد شهدت الفترة التي سبقت الانتخابات تفاؤلا إعلاميا كبيرا بان المراة الخليجية ستجتاز اولى عقباتها من خلال الجبهة الكويتية التي كانت (هذه الجبهة) سباقة عربيا وخليجيا في التجربة الديموقراطية. لكن المنابر الاعلامية التي صورت صعود المراة الخليجية قاب قوسين اصابت متابعيها بخيبة بعد ان انكشف الخيط الابيض من الاسود من الواقع الراهن الذي لم يختلف عنه اجتماعيا في جارات الكويت. فكانت الرقاب التي نكصت بعد ان اشرابت أولا رقاب الخليجيات في السعودية والبحرين وقطر عمان والامارات قبل غيرها من رقاب النساء العربيات.
وبعد امعان النظر في مابعد اعلان النتائج الانتخابية داخليا تبين ان الخاسر الاكبر ليست المراة الكويتية ولحدها بل التيار الديموقراطي الذي جاهد لتجهر المراة الكويتية بصوتها من اجل دخول البرلمان. وزاد الامر خيبة ان معظم النساء الكويتيات صوتن لمرشحين رجال وليس نساء ماخوذات بارث اجتماعي طويل. فالمراة الكويتية وفقا للمرشحة السابقة فاطمة العبدلي تتبع زوجها وابيها واخيها في قرارتها فكانت مناشدة العبدلي لمثيلاتها في الجنس كهواء في شبك وهي تستصرخهن قبل ساعات من الانتخابات بأن "يضعن على رؤوسهن الله سبحانه وتعالى وحده وليس ازواجهن، أثناء وقوفهن منفردات امام ورقة التصويت" لكنهن وضعن كوفيات أزواجهن على رؤوسهن في خلوة التصويت مخيبات آمال 28 مرشحة كن ياملن ولو بصعود امراة واحدة منهن اذ تشكل نسبة الناخبات النساء 159 الف من بين 340 الف ناخب وناخبة يحق لهم التصويت اي ان نسبة المراة اكثر من 50 بالمئة.
إيلاف كانت سألت قراءها عن أسباب عدم تحقيق النساء الخليجيات والكويتيات خصوصا اي نجاح في الحياة السياسية فكانت اجوبة القراء متفاوتة اذ وجد مانسبته 87% ان السبب يعود لقلة الخبرة فيما فسره 7% بهيمنة الرجل وذهب 6% للعادات والتقاليد. وكان عدد المصوتين في استفتاء ايلاف الاسبوعي 29396.
وهي اجوبة اهملت العادات والتقاليد وهيمنة الرجل التي ساهمت الى حد كبير في الحؤول دون الصعود السياسي للمراة الخليجية. فالمرشحات الكويتيات فعلن مايفلعله اي مرشح لانتخابات برلمانية ولم تنقص احداهن الخبرة في الدعاية لانفسهن. ومثلهن النساء في السعودية والبحرين وقطر والامارات وعمان يسعين لرفع اصواتهن من اجل نيل حقوقهن الاجتماعية قبل السياسية حتى لكن العادات الاجتماعية والارث الديني الذي يجري تأويله ذكوريا هو الذي يحول دون صعود المرأة الخليجية سياسيا او اجتماعيا لذلك يتم تشجيع المراة على مزاولة العمل التجاري فقط لذات الاسباب الدينية المفسرة ذكوريا باعتبار ان زوجة النبي محمد (ص) خديجة بنت خويلد كانت سيدة
اعمال وهو مايفسر كثرة سيدات الاعمال الخليجيات.ولنفس السبب يمكن النظر لنتيجة استفتاء ايلاف من عدسة ذكورية. وربما ذات الاسباب ايضا حالت دون تلبية أمير الكويت منح النساء مقاعد ثابتة يتنافسن عليها كما طلبت بعض المرشحات ذلك.
لكن الامل الذي بعثته المجاهدات الكويتيات مع التيار الليبرالي الكويتي الذي يصعد بخطى بطيئة - سبب سطوة التيار الاسلامي - سيكون سابقة خليجية يمكن للناشطات الخليجيات الاهتداء بها فقد حققت بعض المرشحات نسب جيدة في بعض المناطق إذ حققت المرشحة "رولا دشتي" نتيجة جيدة بحصولها على المركز الخامس بـ 1539 صوتاً، تلتها بين أصوات النساء المرشحة "نبيلة العنقري" حاصلة على 1057 صوتاً، كما حصلت المرشحة "فاطمة العبدلي" على 794 صوتاً، وحلت خامسة بين 14 مرشحاً، فيما حلت "فاطمة الحساوي" في المركز السابع بـ 697 صوتاً، وهي نسب ليست قليلة في دولة مثل الكويت. وباعث على امل بعد اربع سنوات على الاكثر في ان تفتح المراة الكويتية كوة في جدار المراة الخليجية سياسيا واجتماعيا.