الأردن يطلق النار على حلفاء الهلال الشيعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رافضاً شعارات دمشق وطهران وحروب الفضائيات
الأردن يطلق النار على حلفاء الهلال الشيعي
نصر المجالي من عمّان: يستمر المشهد السياسي في الأردن رافضاً لكل المغامرات السياسية والعسكرية والمزايدات التي تصدر من بعض عواصم الإقليم وخاصة دمشق وطهران، وحليفتيهما حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان، ومع تواصل المشاورات التي يجريها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع القادة العرب المعتدلين وأطراف دولية لتطويق الأزمة الناشئة، فإن وسائل الإعلام الأردنية على صعيد متصل واصلت حملاتها الهجومية ضد من أسمتهم "محبو الانتصارات والنذخ والبطولات الكلامية،، حيث الكلام على الفضائيات لا جمارك عليه".
وكان عاهل الأردن، تحادث أمس مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في المنامة التي كان وصل اليها فجرا غداة اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث انقسم هؤلاء الوزراء رغم إصدار ثلاثة قرارات، فيما نعى امين عام الجامعة العربية عملية السلام كاملة.
كما تحادث الملك عبدالله الثاني مع كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وقالت المصادر الأردنية أنه تم خلاله بحث تداعيات الاوضاع في لبنان وقطاع غزة.
وأشارت إلى أن الملك شدد على اهمية دعم الدول الثماني الكبرى للجهود الدبلوماسية الرامية لنزع فتيل الازمة. ودعا عاهل الأردن المنظمة الدولية خلال الاتصال الى التدخل الفوري والعمل على انهاء الازمة التي تعصف بالمنطقة.
وكان العاهلان الأردني والبحريني أكدا في محادثاتهما على اهمية احلال السلام العادل والشامل في المنطقة وشددا على اهمية الوقف الفوري للمواجهات العسكرية في الاراضي الفلسطينية ولبنان وعلى ضرورة حل النزاعات من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية.
وبين الزعيمان ان استمرار المواجهات العسكرية سيزيد من حدة العنف ويؤدي الى زعزعة امن واستقرار المنطقة برمتها وجرها الى منزلقات خطيرة تكون عواقبها وخيمة على الجميع. ودعا الملك عبدالله الثانـي وملك البحرين الى الحرص على ابعاد المنطقة عن النزاعات المسلحة ومخاطر الحروب والى ضبط النفس وتكريس مبدأ التعاون والتفاهم وحل المسائل المتنازع عليها بالحوار البناء بعيدا عن استخدام القوة.
حلفاء الهلال الشيعي
وإليه، فإن الصحف المحلية الأردنية شنت هجوما إعلاميا واسعا ضد ما أسمته أطراف حلف "الهلال الشيعي"، يذكر أن مسألة الهلال الشيعي والتحذير من قيام حلف يجمع عدد من الأطراق الإقليمية، كانت وردت عبر تصريحات للعاهل الأردني قبل أكثر من عام، وواجه التحذير ردات فعل متباينة في حينه في منطقة الشرق الأوسط.
وتصريحات الملك الأردني كانت حملت في طياتها تحذيرا مشددا من قيادة ايران لمحور شيعي يمتد من طهران مرورا بالعراق وسورية وصولا الى لبنان "الأمر الذي يهدد استقرار المنطقة بأكملها،، وخاصة دول الخليج العربية التي بين سكانها مواطنون ينتمون للطائفة الشيعية وبعضهم يدين بالولاء الى إيران".
وعبر عن الموقف الأردني من حلفاء الهلال الشيعي، الكاتب المخضرم طارق مصاروه في تعليق نشرته صحيفة (الرأي) القريبة من الحكم، وقال مصاروة "لا يقرر حلفاء الهلال الشيعي عن الاردنيين او المصريين او السوريين قضايا الحرب والسلام ونستطيع ان نضع اصابعنا في وجوه سادة هذا الهلال.. ونقول: انتم الذين تتحالفون مع الاحتلال الاميركي في العراق، وبيان السستاني عن التضامن مع حزب الله لا يغير شيئا من سكوته على الاحتلال واعلان نجاد عن وقوفه الى جانب سوريا يجعل الجميع يتساءل لماذا سوريا وليس لبنان؟؟ ولماذا لا تنطلق صواريخه التي يتجاوز مداها الالفي كيلومتر؟؟".
ومن جهته، كتب رئيس تحرير صحيفة (الغد) أيمن الصفدي تعليقا ندد فيه بالنفوذ السوري الإيراني في المنطقة، وقال "أما النفوذ الإيراني-السوري، فلا يمكن حصاره إلا بتحرك عربي مبادر، لا تمتلك سوى مصر والسعودية والأردن إمكانية قيادته".
وأضاف الصفدي "لكن لذلك شروطه. فلن ينجح حلف الاعتدال، اذا تبلور، في دحر تحالف الدول المأزومة، إلا إذا قدّم ذلك الحلف خطوات عملية تنتج تغييراً ملموساً في راهن يرفضه العرب. وأميركا وحدها تملك أدوات تمكين تحالف الاعتدال شروط النجاح التي يشكل وقف عدوانية إسرائيل وإنهاء احتلالاتها أساسها".
وفي مقاله الهجومي، قال طارق مصاروة "لا شيء يمنع الذين يحبون "الانتصارات" و"النذخ" و"البطولات الكلامية" من اشغال وقت الفضائيات العربية.. فالحكي لا جمارك عليه!! لكننا لم نعد نبلغ تخوين العرب، وشتم حكوماتهم، والصاق تهم العمالة لاميركا بقادتهم.. لان الجميع لم يلتزموا بمعارك السيد نصرالله، وخالد مشعل وحملات طهران!!".
وأضاف "لم ننتخب السادة نصرالله ومشعل وخامئني ولم نوكلهم بالنضال، ودساتيرنا لا تقول ان نصرالله ومشعل وخامئني يملكون سلطات اعلان الحرب.. متى شاؤوا وكيف شاؤوا !!".
وانتقد مصاروة القول في مقاله ما أسماها "فضائيات التهليس" التي يشن البعض من على شاشاتها الحرب من خلف المعسكرات الأميركية، وذلك في إشارة إلى فضائية (الجزيرة) القطرية التي تمولها حكومة قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط".
وقال مصاروة "نحن في الاردن لا نمنع احدا من ان يحارب.. لكننا لا نقبل ان يقرر مصير شعبنا اي انسان خارج حدودنا تحت اي مسمى ولا نقبل اتهام احد، ولا نقبل باسم محاربة اسرائيل نشر ارهاب سياسي في المنطقة".
يذكر أن مئات الآلاف خرجوا يوم الجمعة الماضي في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة استنكارا للعدوان على الفلسطينيين واللبنانيين، وقال الكاتب مصاروة "ولم نر صورها في فضائيات التهليس.. لان التظاهرة كانت ترفع العلم الاردني وصور الملك عبدالله فالمطلوب ان يرفع الاردنيون صورا واعلاما اخرى.. والا فهذه ليست مظاهرة حقيقية!!".
الطائرات اللبنانية
وختم مصاروة قائلا "وامس الاول استقبلنا الطائرات المدنية اللبنانية واهلا وسهلا بها، لكننا نحب ان نذكر ان احدا من اخواننا لم يقبل لجوء طائراتنا عام 1991.. وقد رأيت بام العين تسع عشرة طائرة اردنية تصطف على احد مدارج مطار فينا.. والثلج تساقط عليها لان الرئيس الشريف كورت فالدهايم اتصل ورحب بتأمين طائراتنا بعد ان اعتبرنا الاميركيون جزءا من منطقة حرب وارتفعت رسوم التأمين 300% على طائراتنا حتى لو كانت هاجعة في مطاراتنا.. وقتها خجلنا ليس من هواة الحروب الكلامية، والكذابين، ولاعبي الثلاث ورقات في السياسة.. وانما خجلنا من انفسنا!!".
ومن جهته، كتب رئيس تحرير (الغد) متهما الولايات المتحدة بأنها الحليف الأكبر لإيران "اذا قيست الأمور بنتائجها، التطرف الإسرائيلي والجرائم الإسرائيلية، خلقت البيئة اليائسة التي وجدت فيها الشعارات الإيرانية، ومن خلفها البعثية، مرتعاً للانتشار والسطوة".
وقال "لن تحسم الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان اليوم الصراع العربي الإسرائيلي. وكما أثبت التاريخ، لن يؤدي تدمير حزب الله إلا إلى ولادة حزب الله آخر، أشد عدائية، وأصلب موقفاً في مواجهة إسرائيل. الصراع ينتهي بانتهاء أسبابه. وأسبابه هي الاحتلال الإسرائيلي لأرض العرب. وعند ذاك فقط، لن يتجدد حزب الله".
أجندة فارسية
وتابع الصفدي يقول "ولن تهزم أميركا إيران وأجندتها الفارسية في المنطقة بالسماح لإسرائيل تدمير عاصمة عربية. ستهزم إيران اذا تغيرت البيئة التي تسمح بنمو التعاطف معها. والطريق لذلك واضحة لكل من يريد أن يرى: كبح جماح التوسعيّة الإسرائيلية وإلزام إسرائيل إقرار حقوق العرب في فلسطين وفي لبنان وفي سورية. سقوط الطرح الإيراني يتطلب مواجهته بطرح يفقده معناه.. وبالصورة الكلية، ستتجدد الحرب جيلاً بعد جيل اذا لم يحصل العرب على حقوقهم. وستبقى إيران والتطرف محجاً للعواطف إذا لم يُحل دون استغلال مشاعر الناس بإنهاء هذا اليأس".
حق الأردن
وأكدت صحيفة (الدستور) في افتتاحيتها عن حق الأردن في التعبير عن رأيه في تطورات الأحداث مادامت هناك قوى تعتقد ان من حقها التأثير في التوازنات الاقليمية لاي سبب من الاسباب. وهاجمت الصحيفة "الدور المشبوه الذي تلعبه بعض وسائل الاعلام الناطقة بالعربية والتي تعيد صياغة المواقف الصادرة عنا وعن غيرنا لكي تثير حولها الجدل وتعمق التجهيل وترسخ عقلية القطيع"، وقالت "من حق الاردن المتمسك بالشرعية الدولية وبالنظام العالمي للدول والملتزم بمسؤولياته الاقليمية والقومية والدولية وهو لا يقبل ان يتحول الى متفرج يصفق للاعبين وفق الاهواء والامزجة والمبالغات والمغامرات، وهو في مثله العليا وقيمه لا يستهين بارواح الناس ولا يقبل العبث بدمائهم تحت مقولة التضحيات التي تعني في نهاية الامر،، الدم المهدور للضحايا".
وقالت الصحيفة "لن نسمح لاحد ان يفرض علينا ان نختار بين حزب الله واسرائيل ونحن لا نختار اسرائيل في اي حال من الاحوال، فالاردن يعرف اكثر من غيره الخطر القادم منها ويدرك كم هي عدوة للسلام ولكنه يعلم كذلك باوراق اللعبة وبالقوى التي لا يهمها جعل لبنان وغيره من دول عربية مسرحا للتنافس على مركز "القوة الاقليمية" ولذلك فانه يأخذ موقفه المناسب من الجميع وفي مقدمتهم اسرائيل التي ظلت تترصد الفرصة وتعمل على خلقها كي تفرض كلمتها وتدفع القوى الغربية معها لتصفية كل المواقع التي قد تشكل تهديدا لها لخمسين سنة قادمة مستفيدة من قوتها العسكرية ومن الظروف الراهنة في المنطقة ومن الحالة التي اصبح عليها العراق اليوم".
وأخيرا، ختمت (الدستور) قائلة "سيقول البعض لهذه الاسباب نحن نفهم ما فعله حزب الله اللبناني وما فعلته من قبل جماعات مسلحة فلسطينية، ونحن نقول في المقابل تلك هي المغامرة بعينها وقد آن الاوان لكي نتعلم من دروس الماضي، وهي دروس لا تدفعنا الى الخضوع والخنوع والقبول بمنطق القوة الاسرائيلية وانما الى القراءة الدقيقة لعناصر القوة والضعف كلها وهي موجودة عند جميع الاطراف من دون شك ويمكن للموقف العربي الثابت والواضح ان يسجل من خلالها الكثير من المكاسب ولكن في الوقت والمكان المناسبين، ولسنا بحاجة لاعطاء امثلة يستطيع كل واحد ممن شهد الحروب العربية مع اسرائيل ان يعثر عليها بسهولة".