أخبار

حرب مفتوحة على لبنان.. ومعادلات إسرائيلية داخلية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تصفيات لحساب قديم أم رد فعّل على الإهانة؟
حرب مفتوحة على لبنان.. ومعادلات إسرائيلية داخلية

خلف خلف من رام الله: سبق لحزب الله أن أسر جنودا اسرائيليين لكن ردة الفعل الإسرائيلية لم تكن بهذه الشراسة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الأسباب التي تدفع بالقيادات العسكرية الإسرائيلية إلى فتح الحرب على لبنان بكامله،والأسباب الحقيقية غير المعلنة التي تهدف الى تحقيقها من هذه الحرب التي لا تستثني المدنيينوما إذا كانت ستمتد هذه الحرب لتشمل اجتياح بري للبنان في حال استمر حزب الله في استعمال ما لديه من صواريخ قد تطال كل المدن الإسرائيلية، أم ستكتفي إسرائيل بتفوقها الجوي وحصارها البري والجوي والبحري على لبنان قاطعةً أوصاله.

تساؤلات كثيرة تطرح في هذه الأيام حول الحرب المشتعلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، سياسيون وعسكريون كثيرون تحدثوا بعمق حول الموضوع، ولكن وجهات النظر متعددة فأي منها هو الصحيح في ظل الغموض الذي يكتنف المعادلة، حزب الله، حماس، إيران، سوريا، هذه هي المعادلة التي تحاول إسرائيل فكها شيفرتها وتحطيمها ومحوها عن الوجود.

هناك من يرى أن السبب في قوة الرد الإسرائيلي جاءت بسبب وجود غطاء أميركي، حيث أن زيارة أولمرت لواشنطن كانت لم يمض عليها أيام معدودات حين أقدم حزب الله على اسر الجنود الإسرائيليين، ويرى آخرون أن أولمرت حصل على تشجيع من الإدارة الاميركية بمحاربة ما يسمى "الإرهاب" في المنطقة، وأنه بإمكانه القيام بما يراه مناسباً للحفاظ على أمن إسرائيل، كون الولايات المتحدة الآن منهكة في ملفين وهما: العراق وإيران.

بيرتس يريد إثبات قدراته
وعلى الجانب الأخر من الصورة، يرى البعض أن الذي جعل رد إسرائيلي يكون قاسياً بهذا الشكل، فهو عائد لكون عمير بيرتس وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد الذي طالما تغنى الجميع بأنه لا يستطيع قيادة جيش كونه ليس عسكرياً وإنما رجلاً يهتم بالقضايا الاجتماعية، فقد وجد أن الوقت مناسب لإثبات قدراته أمام الإسرائيليين وبأنه رجل حازم وقادر على اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة مهما كانت الظروف، ووجد أن الفرصة سانحة أمامه ليدلل للعالم أن إسرائيل لن تصمت على أي اعتداء عليها، مع العلم أن اسر حزب الله لجنود إسرائيليين جاء بعد اسابيع قليلة فقط من اسر المقاومة الفلسطينية لجندي إسرائيل، مما يعني أن إسرائيل فقدت قوة الردع لديها، ولذلك قررت الرد بعزم لتقلب الصورة.

ولكن بيرتس يدرك تماماً أن إسرائيل الآن ليست معنية في حرب إقليمية، كون الخسائر ستكون أكبر من الإرباح، كما أن إسرائيل الآن معنية في تطبيق مخططاتها الداخلية، وهناك من يرى أن بيرتس من يريد من خلال التصعيد أيضاً توجيه رسالة لإيهود أولمرت أن مشروعه بالانسحاب عن الضفة سابق لأوانه، كما أن رسالة التصعيد الإسرائيلي تحمل رسالة ضمنية إلى الإيرانيين.

أولمرت لا يحارب الحكومة اللبنانية
إلا أنرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرتأعلنأن إسرائيل لا تحارب الحكومة اللبنانية إدراكا منها أنها ستكون مضطرة إلى القيام بخطوات سياسية بعد الانتهاء من العملية العسكرية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أولمرت قوله: أن الحكومة اللبنانية ستكون شريكة للخطوات السياسية، مضيفاً إن ما من احد في العالم العربي وحتى في حزب الله كان يفكر بالقرار الذي اتخذته حكومة إسرائيل بالرد على اعتداءات حزب الله بدون تردد وعلى الفور.
ونقل عن أولمرت قوله في جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية: أن قصف طريق دمشق بيروت حال دون إمداد حزب الله بشحنة صواريخ كانت قد أرسلت من سوريا، وزعم أولمرت أن الجيش الإسرائيلي تلقى الأوامر بالامتناع عن إطلاق النار إذا تبين له أن مدنيين معرضون للخطر.

كما يلقي أولمرت بعد ظهر اليوم خطابا أمام الكنيست بكامل هيئتها يتناول العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وتقول الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء ليس ملزما بموجب القانون بالإلقاء بمثل هذا الخطاب لأن عمليات جيش الدفاع لا تعتبر حرباً، وقال المستشار القانوني للحكومة في سياق رسالة بعث بها إلى النائبة زيهافا غال-أون من ميريتس إن الحملة العسكرية في لبنان لا تعتبر حرباً من الناحية القانونية وإنما يمكن نعتها بعمليات حربية عسكرية وذلك لأن الحكومة لم تتخذ قراراً بالإعلان رسمياً عن حرب.

وقال المستشار القانوني في الرسالة أيضاً إنه يتابع الجهات السياسية المختصة في مداولاتها وقراراتها منذ بدء الأحداث في الشمال ليتأكد من أنها تتمشى وأحكام القوانين الدولية، وكما سيقدم اليوم وزير الأمن الإسرائيلي عمير بيريتس ورئيس الأركان الجنرال دان حاولوتس تقارير أمنية إلى أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست يستعرضان من خلالها آخر تطورات الموقف.

تصفيات حساب مع حزب الله
حركة حماس ترى أن الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان تستند إلى تصفية حسابات قديمة مع الشعب اللبناني ومقاومته، كما جاء في بيان لها، وبينما يرى البعض أن في هجوم إسرائيل على لبنان محاولة لتدمير حزب الله عن الوجود، كون قوته تتعاظم مع الأيام، ويرى المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم أن إسرائيل ليست معنية في حرب إقليمية تستمر لمدى طويل، بل هي تسعى لحرب سريعة تحقق من خلالها أهدافها، ويضيف قاسم في حديث لـ ايلاف: إسرائيل تريد جر حزب الله لكي يستخدم ما لديه من أسلحة لكي تعرف مدى قوته وتستطيع التعامل معه، ولكن د.عبد الستار أشار أن حزب الله جيش منظم ويتعامل مع الأمور بشكل استراتيجي ولا تفوته مثل هذه النقطة، فهو لا يريد كشف جميع أوراقه لإسرائيل.

وشدد د.عبد الستار أن الانتصار ممكن لحزب الله، منوهاً أن إسرائيل الآن تختلف عن الماضي، والمجتمع الإسرائيلي مفكك وتنتشر فيه الجريمة، وأن التكاتف حول المشروع الصهيوني الذي كان سائداً في العقود الماضية انتهي، مشيراً أن هذا من طبيعة كل الدول، فليس هناك دولة تستطيع المحافظة على قوتها على الدوام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف