صيدا المحاصرة .. بين مؤيد ومعارض لحزب الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"هل يحيي نصر الله العظام وهي رميم؟"
صيدا المحاصرة .. بين مؤيد ومعارض لحزب الله
تساؤلات من دون أجوبة حملها معظم أهالي صيدا التي أصبحت عالقة في النصف بين بيروت والجنوب حيث تعرض مدخلاها الشمالي والجنوبي إلى قصف إسرائيلي عنيف دمر جسر الأولي شمالا وطريق درب السيم جنوبا فيما بقي المنفذ البحري سالكا يصل صيدا بالجنوب فقط لتصبح بيروت بعيدة لا بل مستحيل الوصول إليها.
بعض السياح في مدينة صيدا عاشوا الأسبوع الماضي في حالة هلع وتوتر إن لم يكن من أصوات القصف على الجسور فمن تواجد البوارج الإسرائيلية الظاهرة للعيان خلف جزيرة صيدا المواجهة للشاطئ مباشرة، في حين تسعى سفاراتهم إلى إجلائهم خارج لبنان.
المحال والمكاتب مقفلة باستثناء بعض "الدكاكين" في حين خلت الشوارع من حركة السير او المارة تخوفا من أي قصف عشوائي او مدروس يطال مرافقها الحيوية، ليكسر الصمت سيارات تابعة للمخابرات تجول الشوارع بين الفينة والأخرى.
توتر وضغط نفسي من مناظر الدمار والهدم والتحليلات السياسية التي لا تبشر ابدا بالخير. تعاطف مع القتلى والجرحى يعيد ذكريات سنين حرب "تنذكر ما تنعاد". لكن الهمسات التي لا تتخطى محيط حيطان البيوت تلقي اللوم على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بطريقة أو بأخرى، رغم العمليات النوعية التي ينجح حزب الله في تنفيذها داخل الاراضي الإسرائيلية لأول مرة وباعتراف الجميع ... لكن السؤال الذي لا ينفك يحوم داخل رؤوس المواطنين - لماذا ولحساب من؟
"حرب الغير على أرض لبنان" و"التاريخ يعيد نفسه"، و"إسرائيل لم تبدأ بعد فكم سيصمدوا وماذا يأتي عدد صواريخ الحزب مقابل ترسانة دولة بأكملها تمتلكرابع أقوى جيوش العالم".. تعابير وتعليقات تتردد داخل معظم البيوت الصيداوية، حتى ان بعض التعليقات ذهبت لتصف نصر الله بـ"العميل" الذي أدخل إسرائيل إلى لبنان وأعطاها الذريعة للرد من أوسع فوهات مدافعها الحربية.
شحن طائفي وأية عمامة سوداء تمر في الشوارع تقابلها نظرات غضب وعدم رضى خوفا من إدخال صيدا كطرف في الحرب التي أعلنت الحكومة ان لا علاقة او علم لها بها. وجاءت كلمة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، لتحاكي خواطر الشارع الذي انقسم بين مؤيد ومعارض لعملية "الوعد الصادق"، ففي حين تبتهج بعض العناصر التابعة لأطراف متوازية سياسيا مع خط حزب الله، يلزم الآخرون بيوتهم خوفا من الرد الإسرائيلي في تلك الليلة.
المنشور نجح في مهمته.. إذ كادت صورة لنصر الله- في أحد الأحياء- ان تتسبب في خلاف يكشف حقيقة مشاعر السخط الذي يكبر يوميا مع ازدياد عدد وقساوة الضربات الإسرائيلية.
الغضب الصيداوي والخوف من الانقسام الداخلي في المدينة يؤكده غياب التصريحات من أقطاب المدينة خوفا من تجييش الشارع الصيداوي، ففي حين تكتفي النائب بهية الحريري بالامتناع عن التصريحات وبتقديم الدعم لمراسلي محطة تلفزيون المستقبل في صيدا، تغيب ايضا اصوات التنظيم الشعبي الناصري بقيادة النائب أسامة سعد الذي ظهر مرة واحدة على إحدى المحطات اللبنانية ليعلن خبر إحباط محاولة إنزال إسرائيلية مقابل شواطئ صيدا ليتبين لاحقا أن الخبر عار عن الصحة وأن هذه "الضفادع البشرية" لم تكن سوى صياد أعزل ملّ من الجلوس أمام التلفاز فكان البحر منفذا لينفس عن ملله وفق ما أكدت لـ"إيلاف" إحدى أفراد عائلته. كما تغيب أيضا أصوات الجماعة الإسلامية والفصائل الفلسطينية.
عدة الصيداويين في ظل هذه الأجواء زيارات متكررة إلى المحال والدكاكين لتموين البيوت بالمواد الغذائية التي لم تسجل ارتفاعا كبيرا في الأسعار حتى الآن كسائر المناطق اللبنانية، وسجل الارتفاع الأكبر في ثمن بطاقات شحن الهاتف التي تهافت الصيداويون على شرائها. كما سجلت بعض المحال إقبالا على شراء "ورق اللعب - الشدّة" لتمضية الوقت الطويل الذي يمر عند انقطاع الطويل والمتواصل للكهرباء بالإضافة إلى التقنين الذي اتفق عليه "أصحاب الموتيرات" خوفا من انقطاع تأمين المازوت والبنزين، الأمر الذي طمأن بشأنهمصدر مقرب من آل الحريري لـ"إيلاف" مؤكدا أن تيار المستقبل يعمل على تأمين كل ما تحتاجه المدينة بالتنسيق مع القوى الأخرى.