أخبار

إعلان بيت حانون مدينة منكوبة تحت الجراح

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة ولبنان الصورة واحدة..
إعلان بيت حانون مدينة منكوبة وسكانها تحت الجراح

خلف خلف، بشار دراغمةمن رام الله، بيروت: أكد اليوم عدد من الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين أن مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة التي انسحبت منها إسرائيل اليوم بعد اجتياح استمر ليومين تحولت إلى مدينة منكوبة مدمرة بفعل آلة الحرب الإسرائيلية. وأكد الدكتور عاطف عدوان وزير شؤون اللاجئين الفلسطينيين أن الخسائر الأولية كما تقدرها بلدية بيت حانون تبلغ أكثر من 7 ملايين دولار. ويرى الفلسطينيون أن إعادة تموضع الدبابات الإسرائيلية في أنحاء المدينة لا يعني انسحاباً كلاماً. كما أن الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدار الساعة مستمرة بالتحليق في سماء غزة محولة حياة المواطنين لرعب وخوف متواصل.

ولا تفرق صواريخ هذه الطائرات بين طفل أو شيخ، فهي تستهدف كل معالم الحياة في القطاع، ففي كل يوم يسقط أبرياء منهم أطفال ونساء بين شهيد وجريح، وكل ساعة تقصف بيوت ومؤسسات مدنية وحكومية، وتتذرع إسرائيل إن صواريخها أخطأت أهدافها، ولا تتوانى عن توجيه ترسانتها الحربية المتطورة ضد شعب اعزل في فلسطين ولبنان على حد سواء. وبشكل مقصود تواصل الطائرات الإسرائيلية على مدار الساعة خرقها لجدار الصوت لإحداث الرعب في قلوب المواطنين في قطاع غزة الذي بات أكثر من 200 أسرة من سكانه يعيشون دون كهرباء بعد قصف مولدات الكهرباء الرئيسة، ما يرغم المستشفيات في القطاع على إلغاء 200 عملية جراحية يومياً، حسبما تفيد مصادر مطلعة في وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفاد تقرير يرصد الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال الاجتياح والتوغلات الإسرائيلية التي بدأت يوم الأربعاء الخامس من الشهر الجاري وصل إلى 100 شهيد بينهم 27 طفلا وأكثر من 350 جريحا من بينهم 117 طفلا، وبين مركز المعلومات الفلسطيني، في تقرير له أن قوات الاحتلال ارتكبت 1164 انتهاكاً بحق مستخدمةً كافة إمكاناتها العسكرية.

وأوضح خالد راضي الناطق الإعلامي لوزارة الصحة الفلسطينية أن أهم ما يميز الهجمة الإسرائيلية المستمرة هو استهداف عائلات بأكملها حيث تم استهداف عشر عائلات فلسطينية آخرها عائلة أبو سلمية الأربعاء الماضي التي قتل خلالها تسعة أفراد هم الأب وزوجته وأبناؤه، وأشار راضي إلى أن نحو (40%) من الجرحى تعرضوا لبتر أطرافهم سواء في الساق أو كلتيهما معا أو اليدين أو إحداهما كما أن هناك من الجرحى من حدثت لديه جروح غائرة في الجسم يصعب شفاؤها قبل مرور وقت طويل بسبب استخدام قذائف من نوع جديد تحوي مواد سامة.

وتحدث لؤي شبانه رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن الوضع المأسوي في قطاع غزة قائلاً: ما لا يقل عن 179 ألف أسرة توقفت ثلاجاتها المنزلية عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتعيش في ظلام دامس، مؤكداً أن قطاع غزة يتعرض حالياً لضغط هائل على مختلف الأصعدة الخدماتية والإنسانية، مشدداً على أن عددا كبيراً من المرافق الحيوية تعطلت بشكل شبه كامل، نتيجة تدمير محطة الكهرباء وأنابيب المياه في عدد من محافظات قطاع غزة، وكذلك نتيجة نفاذ الوقود لعدم وصوله إلى القطاع بسبب الحصار، وحذر شبانه من أخطار إنسانية كبيرة على حياة الإنسان الفلسطيني خلال هذه الفترة العصيبة.

فيما تحاول شركة الكهرباء في قطاع غزة إصلاح ما دمره الاحتلال، قامت الشركة بالتعاون مع البلدية بتوزيع جدول لتوزيع الكهرباء على المناطق والمحافظات والضواحي بالتساوي، لكي تسير عجلة الحياة وتستمر، ولم تسلم الأرض والقطاع الزراعي من آلة الحرب الإسرائيلية، فتبين الإحصاءات الصادرة عن مركز المعلومات الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي صادرت 38004 دونمات، كما قامت بأعمال التجريف واقتلاع الأشجار، حيث بلغ عدد هذه الأعمال 287، فيما نفذ المستوطنون 736 اعتداء.

أحمد الصوراني مدير قسم المشاريع في اتحاد لجان الإغاثة الزراعية، يقول إن إسرائيل استهدفت القطاع الزراعي منذ أول يوم لحملتها العسكرية في محاولة منها للتضييق على مصدر التمويل للمواطنين، محذراً من أن القطاع الزراعي يتعرض بالفعل لنكبة كبيرة ما سينعكس سلباً على معاناة الأسر الريفية التي تركت أراضيها، مشيراً إلى أن الإغاثة الزراعية خلال العام والنصف الأخر نفذت مشروع استصلاح ألف دونم في شمال قطاع غزة وإقامة شبكات الري فيها ولكن 25% من هذه الأراضي تضررت بعد الدخول الإسرائيلي إليها بفعل القصف المستمر، وهذا المشروع بتمويل من الحكومة اليابانية وتم تنفيذه بالتعاون مع UNDP، وعبر عن شعوره بالحزن إزاء تدهور قطاع الزراعة.

ومن ناحيته، كشف محمد البكري مدير اتحاد لجان العمل الزراعي أن إسرائيل قامت بتدمير 1000 دونم كانت استصلحت للزراعة خلال النصف العام الحالي، محذراً من خسائر فادحة قد تصل لثلاثة ملايين دولار، وأشار البكري إلى أن المدفعية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة دأبت على إطلاق نيرانها على المزارع الفلسطينية، ناهيك عن تقطيع خطوط المياه وتدمير الآبار وعدم تمكن المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، كما أن انقطاع التيار الكهربائي أثر سلباً في عمل الآبار وضخها للمياه، فتيبس الشجر والأرض على حد سواء.

وعلى الرغم من قسوة الألم، يرى أهالي الأسرى الفلسطينيين أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع هي تعبير عن الإفلاس للحكومة الإسرائيلية، معتبرين أن إسرائيل ستجبر في نهاية المطاف على التفاوض، بما يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين مضى على اعتقالهم سنوات عديدة، وعلى الرغم من صعوبة الحياة التي تفاقمت بعد إطلاق إسرائيل لحملتها العسكرية ضد القطاع عقب اسر المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شليت بتاريخ 25 يونيو الماضي، فإن أهالي الأسرى لا زالوا يتشبثون بالأمل.

والد الأسير علي خليل محمود الذي قضي من محكومتيه حتى الآن أربع سنوات من أصل ستة عشر عاما، يقول: لا يمكن أن نسلم الجندي الإسرائيلي مهما كان الثمن، ويجب أن نفاوض عليه لأننا جربنا جميع الأساليب مع إسرائيل ولكنها لا تفهم سوى لغة القوة، ونشد نحن أهالي الأسرى وكل الشعب الفلسطيني علي أزر المقاومة الفلسطينية وندعمهم بقلوبنا وأرواحنا، لاستئناف العمليات النوعية التي تهز قلب إسرائيل.

وأكد محمود علي ضرورة العمل الدوري على خطف الجنود الإسرائيليين، لأن تلك العمليات البطولية تزلزل الكيان الإسرائيلي وتجعله يعيش في حالة إرباك، مستذكراً والدة الجندي المختطف، وهي تناشد حكومتها للعمل ساعية لإيجاد ابنها المختطف، وتتوسل إليهم بالسعي الحثيث لإعادته إليها، مستغرباً أن هذه أم جندي إسرائيلي فقدت ابنها والذي مازال على قيد الحياة، وتذرف عليه كل تلك الدموع واصفاً إياها بدموع التماسيح، متعجباً من صلابة الأم الفلسطينية الصابرة المحتسبة والتي يقتل ولدها أمام عينيها، ويعتقل، ويعتصر قلبها ألماً علي فراقه وهو على قيد الحياة، والتي لا تستطيع حتى وأن تملي عينيها منه، وملامسته، وتقبيله وضمه إلى أحضانها الحنونة الدافئة، هل الأم الفلسطينية من المريخ أم ماذا؟. محتسباً ذلك عند الله بالاكتفاء (بقوله حسبي الله ونعم الوكيل).

أما والدة الأسير جابر سالم، فبدورها ناشدت الحكومة الفلسطينية بعرض الجندي الإسرائيلي الأسير للمحاكمة أمام مرآي الشعب الفلسطيني وخصوصاً أهالي الأسرى، مستغربة من الصمت العالمي على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود.

أولمرت: حزب الله خطف الجنديين بتنسيق كامل مع نجاد

من جهة ثانيةقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت إن حزب الله اللبناني نفذ عملية أسر الجنديين الإسرائيليين عند حدود إسرائيل الشمالية بتنسيق كامل مع إيران ورئيسها أحمدي نجاد. وقال:" توقيت عملية حزب الله في الشمال ليس بمحض الصدفة، فقد تم تنسيق ذلك مع إيران بهدف تحويل أنظار العالم عن إيران". وبين أولمرت أن ما حدث هو مصيدة إيرانية في خطف الجنديين وقال:"المكيدة الإيرانية نجحت بالفعل لكن الجميع الآن سيذكرون قرار الدول الصناعية الثمانية بشأن لبنان، ولن ينشغلوا بالمسألة الإيرانية" كما عاد أولمرت ليؤكد أن سوريا لعبت دورا مهما في عملية الاختطاف هذه وفي دعم حزب الله في الحرب الدائرة الآن مع إسرائيل.

وشدد أولمرت على اهمية التسلح بموقف الدول الثماني الكبرى من الحرب الدائرة وقال:" لم يطلب أحد من المجتمع الدولي وقف الحملة العسكرية قبل تنفيذ قرار الدول الصناعية"! وأضاف:" من أجل تطبيق ذلك، سنضطر لإجراء مفاوضات سياسية، ولكن ليس مع حزب الله. وفي كل الحالات فإن بدء المفاوضات لن يوقف العملية العسكرية من دون استعادة الجنديين".

وحول الإقتراح الأوروبي والأمم المتحدة بشأن نشر قوات دولية في لبنان، فقال أولمرت:" يوجد الآن قوات دولية في لبنان، فماذا تفعل. يجب توخي الحذر في هذه المسألة، ومن السابق لأوانه مناقشة ذلك". وكان أولمرت يتحدث في جلسة استثنائية لحكومته مساء اليوم الثلاثاء بحضور ممثلين عن سفارات عدد من الدول الممثلة لدى إسرائيل.

حزب الله والمقامرة الكبرى

لبنانياأيضا تواصل اسرائيل هجماتها على أهداف في لبنان في محاولة لإضعاف حركة حزب الله الشيعية ومنعها من التمركز في جنوب البلاد. وفي الأسبوع الماضي قام مقاتلو حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين في هجوم عبر الحدود اللبنانية-الاسرائيلية، تبادل بعدها الطرفان الردود عسكريا، مما يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط.

ومنذ ذلك الحين، ظل التساؤل عن تصرف حزب الله هذا والتوقيت الذي جاء فيه يحير الخبراء، بل ويحير اللبنانيين الذين تحملوا مرارة الرد العسكري الاسرائيلي. وقال حزب الله إنه أسر الجنديين كي يؤمن إفراج اسرائيل عن عدد من أسراه وكذلك الأسرى العرب في سجون اسرائيل. ولكن ليست هذه هي القصة، بل جزء منها.

لحزب الله عدد من المآرب:

يريد حزب الله أن يقوي موقعه على الساحة السياسية اللبنانية، وان يقوض الضغط الرامي إلى نزع سلاحه حسب قرار أصدرته الأمم المتحدة عام 2004. يسعى الحزب إلى إظهار دعمه للفلسطينيين وبخاصة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وبذلك يقدم نفسه على أنه بطل في الصراع ضد اسرائيل.

وكذلك يرسل حزب الله رسالة لا تخطئها العين للولايات المتحدة، بالنيابة عن حليفيه الاقليميين سوريا وإيران، مقتضاها أنهما قادران على إثارة المتاعب إذا قامت الولايات المتحدة بالضغط عليهما. وبذكائه المعهود، يقامر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. فينبغي عليه أولا أن يحسب تأثير ذلك على الرأي العام اللبناني، الذي انقسم على مدى العامين الماضيين مابين مؤيد لسوريا ومناهض لها.

ويتكون المعسكر المناهض لسوريا من تجمع هش للمسيحيين والمسلمين السنة والدروز. بينما تقف الحركتان الشيعيتان الأكبر تأثيرا وهما حزب الله وحركة أمل في صف سوريا. ويصب عدد من اللبنانيين، فيما يبدو، جام غضبهم على اسرائيل بدلا من حزب الله، إلا ان ذلك يمكن أن يتغير حسبما تجري الأمور. ويتهم منتقدو حزب الله، داخل لبنان وخارجها، إياه بالتهور، وبتبني أجندة سورية وإيرانية، لا لبنانية.

وثانيا، يتوجب على قيادة حزب الله أن تأخذ في الحسبان تأثير الأزمة الحالية على حليفيها الاقليميين، واللذين تتلاقى مصالحهما في الوقت الحالي. فطهران ودمشق منشغلتان حاليا بتخفيف الضغط الذي تمارسه عليهما إدارة جورج بوش في واشنطن. وتعتبر الولايات المتحدة إيران رسميا جزءا من "محور الشر"، وكذلك سوريا ولو بشكل أقل حدة. ولكنهما يتحديان الولايات المتحدة ويدعيان أنها يجب ان تأخذ في الحسبان "محور القوة" الجديد في المنطقة، والذي يتضمن سوريا وإيران وحماس وحزب الله.

ولكن ماذا لو اتسع نطاق المواجهة؟

برغم اللهجة القوية التي يستخدمانها، فإن أيا منهما لايريد التورط مباشرة في في الصراع الملتهب الدائر. ويكمن الخطر في سياسة حافة الهاوية في أن يجانب الصواب حسابات هذا الطرف أو ذاك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف