العراقيون بين صلح الحسن وكربلاء الحسين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الماجدي من امستردام: بدات ظهر اليوم في بغداد أعمال هيئة الحوار والمصالحة الوطنية برعاية الهيئات الرئاسية الثلاث التي تضم رئاسة الجمهورية والوزراء ومجلس النواب. وتضم الهيئة الرئيس جلال الطالباني ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني واعضاء من الكتل البرلمانية وهي برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي. ويشرف على اعمالها وزير الدولة للحوار الوطني اكرم الحكيم وتضم ثلاثين عضوا بينهم رؤساء الكتل البرلمانية وشخصيات دينية وعشائرية ونخب سياسية .
وقال المالكي في مؤتمر صحافي ضمه مع الطالباني والمشهداني اليوم في قصر المؤتمرات ببغداد ان "اليوم هو انطلاق المبادرة بشكل عملي وان ما اعلن في الخامس والعشرين من حزيران / يونيو الماضي كان البداية لها واليوم هو التطبيق".
وحول استثناء من قتلوا اميركيين من المصالحة كما جاء في الصيغة التي اعلنها المالكي الشهر الماضي قال المشهداني "ان من يقتل اميركا وهو محتل لبلاده يعمل له تمثالا في البلدان الاخرى. وعلينا ان نحاسب الاميركي في هذه الحالة لان احتلاله تسبب في التمرد ضده"، قبل ان يستدرك قائلا " لكن عندما انحرفت البندقية من المحتل لابناء البلد اتجهنا للمصالحة". واكد انه سيعالج "النقاط الخاصة بالمبادرة من خلال مايسمح به موقعي في مجلس النواب".
وشبه المشهداني اجواء المصالحة في العراق بصلح الحسن بن علي بن ابي طالب مع معاوية بن ابي سفيان عام 41 هجرية وتضمن عدة بنود اهمها "تسليم الامر الى معاوية على ان يعمل بكتاب الله و سنة نبيه و سيرة الخلفاء" و "الامن العام لعموم الناس الاسود والاحمر منهم على السواء فيه ، وان يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم ، وان لا يتبع احدا بما مضى ، وان لا ياخذ اهل العراق بأحنة".
المالكي من جانبه قال "ان كل من ارتكب جريمة قتل على ارض العراق سيحال للقضاء" ،و وهو اختلاف في الاراء طغى ومازال على تفصيل المصالحة في العراق وتردد المجموعات المسلحة من الدخول فيها. غير انه اوضح ان هناك مجموعات مسلحة وضباط كبار في الجيش السابق عبروا عن رغبتهم في العود للجيش العراقي بالاضافة الى مجموعات مسلحة بعضها معروف وبعضها غير معروف اتصل عبر وسطاء معربين عن رغبتهم في المصالحة.
وسيكون شعار المبادرة الجديدة "المصارحة والمصالحة"، وفقا لرئيس البرلمان الذي شدد على "عدم السماح لاحد بان تكون مصارحته جارحة اذ ستكون بمثابة صب الزيت على النار".
وتسود في العراق اجواء خطابية وشعبية تجاه المصالحة شملت الحكومة والبرلمان ورجال الدين كالمرجع الشيعي السيد علي السيستاني الذي اطلق نداء يحث على التصالح ونبذ العف اول امس. كما تشير انباء صحافية عراقية الى ان الشيخ حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين السنية عبر من محل اقامته في عمان حسب جريدة الصباح البغادية عن دعوته بنفس الاتجاه. لكن موقع الهيئة على الانترنيت يخلو حتى كتابة هذا التقرير من بيان او تصريح للمصالحة سوى مااعلن عن رفضها لنداء المصالحة الذي اطلقه المالكي الشهر الماتضي عبر الناطق باسم الهيئة مثنى حارث الضاري معبرا عن رفض جماعات مهمة للمصالحة مثل مجلس شورى المجاهدين الذين يضم القاعدة واجماعات بعثية ودينية تكفيرية.
ويأمل العراقيون ان تنجح المبادرة الاخيرة للمصالحة التي ستكون اخر امل لهم بعد ان حصدت علميات العنف الطائفي الاف الارواح من السنة والشيعة بالاضافة الى الاف العوائل المهجرة. وسيكون البديل لما اطلق رئيس البرلمان العراقي عليه "صلح الحسن" كربلاء الحسين لكن بسيوف جديدة.