زيارة رايس بين سخط الشارع الفلسطيني وصمت قيادته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وحماس تستبقها وترفض الإفراج عن شاليط
زيارة رايس بين سخط الشارع الفلسطيني وصمت قيادته
سمية درويش من غزة: يترقب الساسة على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية ، ما ستسفر عنه الزيارة المرتقبة اليوم "الاثنين" لوزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس ، في حين يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي ، للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة للبحث عن أسلحة وذخائر يخزنها المواطنون الفلسطينيون في منازلهم.
وتلقى زيارة الوزيرة الأميركية رفضا شعبيا فلسطينيا ، حيث دشنت المحطات الإذاعية موجة مفتوحة أمام السكان للتعبير عن رأيهم حول زيارة رايس للمنطقة ، والتي تتزامن مع العدوان المتواصل على الشعبين اللبناني والفلسطيني على حد سواء .
وقد عبر الشارع الفلسطيني عن رفضه وسخطه لزيارة رايس للمنطقة ، عقب تصريحاتها التي وصفوها بـ"العدوانية" ، في وقت التزمت فيه القيادة الفلسطينية الصمت حيال الزيارة ، فيما استبقتها حركة حماس وأعلنت رفضها للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط".
وكانت واشنطن ، قد استخدمت حق النقض "الفيتو" ضد قرار يدين العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ، كما أنها أعلنت خلال جلسات مجلس الأمن خلال هذا الأسبوع ، رفضها وقف إطلاق النار الذي دعت إليه العديد من الدول في لبنان ، مقدمة دعما غير محدود لإسرائيل في استمرار عدوانها ضد الأرض اللبنانية.
ومن المتوقع أن تشهد الأراضي الفلسطينية اليوم إضرابا شاملا ويوم غضب شعبي ، بعدما دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية ، الفلسطينيين للخروج بمسيرات للتنديد ورفض الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة.
من جهتها قالت حركة حماس ، التي تدير دفة الحكم بالأراضي الفلسطينية ، بان زيارة رايس للمنطقة جاءت بعدما عجز الاحتلال عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني بإجراءاته القمعية والهمجية التي مارسها وحاول بقدرته الإستخبارية أن يعرف مكان الجندي هنا وفي لبنان ، وعندما أحس بعجزه الكامل على الصعيد العسكري والدبلوماسي بدأ يستعين بالعصا الأميركية الغليظة لكي تنقذه مما هو فيه.
وأكدت حماس بان أمريكا لا تتدخل ، إلا عندما تكون إسرائيل مهزومة ، حيث لا تتدخل عندما يكون الأمر في صالح الفلسطينيين ، أما عندما تكون إسرائيل في مأزق فأن واشنطن تهرع وتلهث.
وكان رسامو الكاريكاتير ، قد جسدوا رايس على شكل أفعى تستعد لبث سمومها بالمنطقة ، فيما أظهرتها الأيام المحلية حسب المثل الشعبي " حية من تحت تبن" ، في حين استعرض الكتاب والمحللون السياسيون بفلسطين الزيارة ومخاطرها على المنطقة .
وقد أعلنت مسبقا رايس ، صاحبة السيقان التي أعجب بها رئيس الوزراء الإسرائيلي المصاب بجلطة دماغيه ، بأنها ستتوجه إلى الشرق الأوسط ، لبدء محادثات دولية حول الأزمة في الشرق الأوسط ، حيث قالت للصحافيين ، "ما نراه هنا هو آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد ومهما فعلنا ، فيجب أن نضمن إننا ندفع باتجاه شرق أوسط جديد وليس باتجاه الشرق الأوسط القديم".
وقال الكاتب الفلسطيني يوسف القزاز ، لا أحد يعرف تماما إذا كان الشرق الأوسط الجديد في مفهوم رايس في ذروة الحرب على اللبنانيين والفلسطينيين يعني في أحد جوانبه التخلي عن قداسة الخرائط السياسية والجغرافية الراهنة أو القديمة .
وأوضح بأنه لا يمكن للفلسطينيين القبول بأقل من دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية "أي في حدود عام 1967" ، سواء فرضت أميركا شرقها الأوسط الجديد أم ظل القديم على قدمه .
بدوره أشار كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، إلى خطورة هذه الزيارة المرتبطة بتصور أميركي ، والهادفة إلى القضاء وإنهاء المقاومة في فلسطين ولبنان.
وأكد الغول ، بأنه من الضروري أن تسمع رايس خطاب فلسطيني واضح رافض للمشروع الإسرائيلي ، مشددا على تمسك الفلسطينيين بقرارات الشرعية الدولية .
هذا وقال المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني محمود الهباش ، بان أميركا لا تضيع الوقت ولا تفوت الفرص ، هذا هو عنوان المرحلة الراهنة بتحركاتها المحمومة ، التي ما إن تقع سواء بتخطيط وترتيب أميركي أو إسرائيلي مسبق أو بدون ذلك ، حتى تسارع الدوامة الأميركية إلى حرفها عن وجهتها الحقيقية ، باتجاه تسخيرها لتصبح جزءا من مخططاتها الرامية لفرض الهيمنة التامة على المنطقة العربية .