العريضي: حل كامل كي لا تتكرر الحروب على الساحة اللبنانية

بيروت: اعلن وزير الاعلام غازي العريضي "انه تم الاتفاق على حل كامل في الحكومة اللبنانية لإنهاء الأزمة و تفادي "الحروب على الساحة اللبنانية". وقال الوزير العريضي في حديث الى قناة "الجزيرة" إن "الحل الشامل الذي اتفقنا عليه في الحكومة مبني على وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، إعادة مزارع شبعا بعد حسم هذه الاشكالية، ايجاد صيغة لتحرير مزارع شبعا، تسليم خرائط الألغام، بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية بما تعنيه من كلام بالنسبة إلى السلاح يجب أن يكون بيد السلطة اللبنانية، هكذا نكون فعلا قد أزلنا الأسباب وننطلق جميعا لمعالجة النتائج".

و أضاف العريضي أن "موضوع تسليم الجنود طرح من قبل كل الوفود التي أتت، للأسف لأن العالم كله تبنى موقف اسرائيل ويغطي عدوانها بدءا في اميركا وبعض الدول التي كانت في بداية الأمر تتمايز عن اميركا واسرائيل, ونقول حصل خطأ من حزب الله وهو يتحمل المسؤولية في أسر الجنديين ,ولكن هذا العمل الحربي الاسرائيلي لا يتناسب مع ما قام به حزب الله ولكن عندما بدأت قمة سان بترسبورغ تغيرت اللهجة وتبنى الجميع الموقف الاميركي الاسرائيلي الذي يبدأ بإطلاق سراح الجنديين، ثم بدأت حركة الموفدين، نحن اتفقنا لحسم الاشكالية حتى لا يصير هناك أي تأويل من قبل هذا الفريق أو ذاك، قلنا هذا هو الموقف اللبناني، هذه هي مبادئه واتفقنا عليها جميعا في مجلس الوزراء الذي يمثل كل الشرائح وبطبيعة الحال حزب الله".

و حول الدور الاميركي، قالالعريضي "انه يغطي اسرائيل بالكامل وهو دور معلن لا يحتاج لا الى قراءة ولا تفسير، الادارة الاميركية تغطي العملية الاسرائيلية ورفعت شعارا ان لاسرائيل حق الدفاع عن النفس وتبنت هذا الشعار دول أخرى محملة حزب الله المسؤولية، قد يكون حزب الله قد أخطأ في العملية في التوقيت، هناك نقاش واسع في لبنان حول هذا الموضوع قبل العملية، وبطبيعة الحال بعد العملية بهذا الأفق وما انتجته على الساحة اللبنانية من نتائج، لكن الموقف الاميركي يغطي كل العمل العدواني الاسرائيلي. ما يحدث الآن شراكة اميركية اسرائيلية والمحافظون الجدد في الادارة الاميركية ومنذ أن ظهروا واستلموا مركز القرار في الادارة الاميركية يمثلون عمليا السياسة الاسرائيلية وينفذون سياسة اسرائيلية وواضح التحالف المتين في العمل السياسي والبنية السياسية والمشروع السياسي وهم يغطون بالكامل هذا العمل وهم شركاء".

وتابع الوزير البناني "اي شرق أوسط جديد، تجربة الشرق الأوسط الجديد مع الادارة الاميركية تجربة مدمرة بدأت في العراق تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد تعميم الحرية وتعميم الديمقراطية والانفتاح والازدهار الاقتصادي، ما هي نتيجة التجربة في العراق؟ الدمار الخراب والفوضى والقتل والارهاب والعنف والتفتيت والاغتيال والنهب لثروات البلاد، وبالتالي ليس ثمة ديمقراطية ولا حرية ولا ازدهار ولا انفتاح، نقلت هذه التجربة الى فلسطين ومورست كل الضغوط على الشعب الفلسطيني تحت عنوان شرق أوسط جديد ينطلق من فلسطين، فما كانت النتيجة ضغطوا على الشعب الفلسطيني لممارسة الديمقراطية، منذ أيام أبو عمار، قالوا انتخابات شرعية وديمقراطية وقالوا للشعب الفلسطيني بكل وضوح، اذا انتخبتم أبو عمار، فلن تكون لكم مساعدات، فأين تكون هذه الديمقراطية، والشرق الأوسط الجديد، ثم بعد ذلك جاءت حركة حماس، قالوا انتخابات والشعوب تختار قياداتها وممثليها، انتخبت حركة حماس، فورا تمت محاصرة حماس والحكومة، ضغط وحصار وتجويع وأسر ، بالاضافة الى الجدار العنصري والقتل والمجازر والابادة الجماعية للاطفال، ماذا يمكن لهذا أن ينتج إلا ردات الفعل والمزيد من الكراهية والقتال في المنطقة، لذلك لا في العراق ولا فلسطين ولا أي مكان رفعت الولايات المتحدة هذا الشعار إلا وكانت النتائج تدميرية ،في لبنان لسنا لندفع ثمن هذه الحرب من أجل شرق أوسط جديد على هذه الطريق واذا كانت حرية وديمقراطية، لبنان فيه حريات وديمقراطية منذ مئات السنين، موجودة، ونحن كل يوم نصر ونختلف مع أشقاء في العالم العربي عندما يريدون المساس بديمقراطية لبنان فكم بالأحرى الآخرين".

وردا عن سؤال حول إمكانيةإلغاء حزب الله من المعادلة السياسية اللبنانية، قال العريضي "لبنانيا هذا الأمر ليس مطروحا على الاطلاق، حزب الله قبل هذه الحرب وبعدها، وبمعزل عن نتائجها، يمثل شريحة سياسية اجتماعية في لبنان وشريكا في القرار السياسي اللبناني في البرلمان والحكومة وواقعيا على الأرض ولا يستطيع أحد أن يلغي هذه الشريحة أبدا مهما كانت نتائج هذا العمل العسكري، ثانيا حتى هذه اللحظة لم تحسم مع حزب الله، قالوا بتدمير بنية حزب الله، دمروا البنية التحتية اللبنانية، أثبت حزب الله حتى هذه اللحظة أنه قادر في الجنوب على إطلاق صواريخ وبنيته العسكرية لا تزال متماسكة حتى هذه اللحظة لذلك لا يقوم الشرق الأوسط الجديد وفق هذه الرؤية".

و بشأن تصريح لوزير الاتصالات السوريفي "سكاي نيوز" بخصوص عرض سوري لتسهيل حوار بين اميركا وايران وكشف مراكز القاعدة في لبنان، قال العريضي" يا أخي أنت ماذا تطرح؟أنت تطرح صفقة على حساب ما يجري في لبنان، أنت تذهب في شراكة مع الولايات المتحدة مثلا أو تطمح الى ذلك .سمعت في بداية الأزمة السفير السوري في لندن، يقول نحن مستعدون لأن نقول لحزب الله بعدم قصف المدنيين في مناطق بعيدة وإطلاق سراح الأسيرين، كيف تفسر هذا الأمر؟ وزير الاعلام زميلنا يقول بالأمس "إذا دخلت اسرائيل الى الأراضي اللبنانية واقتربت من الحدود السورية، ندخل في الصراع"، يا أخي هل نحن بحاجة لتذكير أحد أن اسرائيل ليست موجودة في لبنان على مقربة من سوريا، بل هي موجودة في سوريا في الجولان، فأين الصراع؟ أنا أحيي هؤلاء الصامدين، طبعا هذا القتال في مارون الراس في بنت جبيل, هذه القدرة على الاستمرار، هذا الصمود والعنفوان وهذه المعنوية لا نستطيع إلا أن ننحني أمامها ونحييها، وهذا الموقف ليس موقفي فقط انه كذلك موقف وليد جنبلاط الذي حيا منذ أيام المجاهدين الصامدين".