قوة ضخمة من الأطلسي لتسلّم جنوب لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هذه شروط رايس لوقف النار بين إسرائيل و"حزب الله"
قوة ضخمة من "الأطلسي" لتسلّم جنوب لبنان
إيلي الحاج من بيروت: علمت "إيلاف" أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أبلغت المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم خلال زيارتها لبيروت أن واشنطن لا تقبل إلا بصفقة متكاملة لقاء السعي إلى وقف الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حزب الله". وعرضت عليهم الترتيب الآتي:
- إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان تصل الى 30 كيلومترا من الحدود مع اسرائيل تكون خالية كلياً من مسلحي " حزب الله"، بما يتيح المجال لانتشار قوة دولية رادعة، من حلف شمال الأطلسي على الأرجح، تساعد الجيش اللبناني في بسط سلطته وسيادة الدولة اللبنانية على اراضيها الجنوبية.( ذكرت معلومات خاصة ل"إيلاف" أنه خلافاً لما يتردد عن عديد هذه القوة المقترحة وعن أنه سيكون في حدود الثمانية آلاف جندي، تجري اتصالات حالياً بين الدول المعنية لتكون أكبر ، وتضم ما بين 15 و20 ألفاً، معززة بحاملات طائرات وكل ما يلزم لضبط المنطقة الجنوبية من لبنان بإحكام).
- استكمال تطبيق القرار 1559 بنزع سلاح " حزب الله وبقية المنظمات الفلسطينية، لا سيما خارج المخيمات.
- إجراء تبادل للأسرى بين لبنان واسرائيل، ثم الشروع في مفاوضات مع الامم المتحدة من اجل حل موضوع مزارع شبعا. ( هنا قالت رايس لبري إنها مستعدة للبقاء ساعتين إضافتين في بيروت لاصطحاب الجنديين الإسرائيليين الأسيرين معها إلى إسرائيل، لكنه صرفها عن هذه الفكرة).
وكان الموقف اللبناني الذي عبّر عنه خصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه المكلف التفاوض عن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله :
- وقف فوري للنار اولا، على أن تبحث النقاط المطروحة لاحقاً. لأنه لا يمكن الدخول في التفاصيل تحت القصف والعمليات العسكرية المتواصلة، فهي تشكل ضغطا يؤثر على طبيعة القرارات التي يمكن ان تتخذ.
- لبنان ينوي ان تتسلم الدولة كل الأمن وتفرض سيطرتها على الجنوب وفق اتفاق الطائف، ولكن هذه المسألة تبحث لاحقا . وهذا على الاقل موقف "حزب الله" الذي يضغط تاليا على لبنان الرسمي المطالب بدوره بالحل الشامل ولكن بعد وقف للنار أولا .
إلا أن الموقف الاميركي أبدى تصلباً على قاعدة ان وقف النار غير ممكن ولا يدخل قيد التنفيذ بمعزل عن عناصر الصفقة المتكاملة ولا بد من حل سياسي يمنع العودة الى الوراء في أي شكل. وتاليا لا يعتقد أحد حالياً في لبنان ان وقفا للحرب سيكون ممكنا اذا لم تحصل اسرائيل ومعها الولايات المتحدة على ضمانات للحل السياسي .
ويستند مضمون الصفقة كما تعرضه واشنطن على جملة القرارات الدولية التي صدرت في شأن لبنان ، والتي ارتكزت بدورها على عنصرين اساسيين هما دعم حكومة لبنان المنتخبة ديموقراطيا واعتبار أنها هي المرجعية وليس اي طرف اخر، ثم الموقف الدولي والعربي المؤيد لعدم عودة الامور الى الوراء وتسلم الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة على اراضيها .
وأوضحت مصادر الوفد المرافق لرايس ان المجتمع الدولي اعطى لبنان فرصته من اجل فرض سلطته على جميع الافرقاء في داخله وبسط سيطرته على اراضيه ولم يستطع الإفادة من هذه الفرصة عبر الحوار الوطني وغيره ، فكان أن وصل هذه الحرب المدمرة .
وقالت مصادر مطلعة على رأي "حزب الله" في الموضوع أنه يرى في ما عرضته رايس اقتراحاً لإقامة "شريط أمني حدودي" على غرار الذي أقامته داخل الأراضي اللبنانية من منتصف السبعينات إلى عام 2000 في مقابل وقف النار، مع اختلاف يتمثل في أن قوة أطلسية ستحمي حدودها هذه المرة وليس ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي".
وحذرت هذه المصادر أن اقتراح رايس هذا يمكن ان يثير ازمة في لبنان إذا ما سار به بعض المعنيين . وأضافت ان لبنان هو الذي يصر على السلة المتكاملة التي حددها مجلس وزرائه في اجتماعاته، أي : وقف النار ، تبادل الأسرى عبر مفاوضات غير مباشرة ، على ان يلي ذلك حصول لبنان على خرائط الالغام وانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا .
ولفتت إلى بقاء مساعدي رايس ديفيد ولش واليوت ابرامز في المنطقة لتابعة السعي إلى حل.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء اللبناني اليوم لاتخاذ موقف موحد مما حملته رايس قبل توجه وفد لبنان الى مؤتمر روما غدا حيث يتوقع ان يعرض اكثر من فريق عربي وغربي خلاصة استنتاجاته واتصالاته الديبلوماسية والسياسية .
موقف أنان من القوة الدولية
وعلمت "إيلاف" من مصادر ديبلوماسية في بيروت أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أعد طلباً إلى مجلس الأمن للتمديد شهرا فقط للقوة الدولية العاملة في جنوب لبنان والتي تنتهي مدتها في آخر الشهر . وجرت العادة أن يكون التمديد لستة أشهر ، لكن أنان يريد أن يتصرف في ضوء الاتصالات الجارية لتشكيل قوة دولية جديدة غير الحالية للجنوب، تكون مهمتهات الردع على غرار ما هي القوة الدولية في كوسوفو ، وليس المراقبة فحسب كما هو الوضع الحالي للدوليين في جنوب لبنان.