أخبار

قوات دولية لتخفيف العبء الأمني على إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: تركز الاهتمام بالشأن اللبناني في الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء على الجهود الدبلوماسية القائمة لنشر قوات دولية لحفظ السلام في لبنان. صحيفة الجارديان تحدثت عن وجود إجماع بين القادة الأميركيين والأوروبيين والعرب والإسرائيليين للاتفاق في مؤتمر روما حول لبنان على نشر قوات أممية.

وبخصوص الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمنطقة، أوضحت الجارديان أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أوضحوا أنه لن تكون هنالك ضغوط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية قبل أسبوع أو عشرة أيام.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تأكيده أن الإعلان عن تسوية يتم بمقتضاها وقف إطلاق النار سيتم خلال الأيام القليلة القادمة.

كما نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن هناك بعض النقاط العالقة بخصوص نشر قوات حفظ السلام ومنها كيفية تشكيلها والجهات التي ستشارك فيها والمهام المنوطة بها.

وبخصوص قضية الجنود المحتجزين والأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، أشارت الجارديان إلى وجود مباحثات مع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الألمانية للقيام بوساطة بين إسرائيل وحزب الله بهذا الخصوص، مضيفة أن المسؤول الألماني يحظى باحترام كبير لدى الجانبين بعد نجاحه في إبرام صفقة سابقة لتبادل الأسرى بينهما عام 2004.

تخفيف العبئ الأمني
وفي مقال للرأي بالصفحة ذاتها يكتب سيمون تسدال أن دخول المجتمع الدولي سيكون إنقاذا لماء وجه إسرائيل التي " رفضت في البداية أي تدويل للمواجهة بينها وبين جيرانها " ثم عادت وهي التي تحاول وضع هذه المواجهات ضمن ما يعرف ب"الحرب على الإرهاب" لتطلب تدخل الأسرة الدولية لاحتواء الوضع وإعادة المقاتلين إلى ما وراء الحدود الدولية.

ويشير كاتب المقال إلى فشل التجارب السابقة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة سواء في الجولان أو في معبر رفح وكذلك قوات اليونيفيل، منوها إلى ضرورة تعزيز صفوف هذه القوات وتحصينها ومنحها تفويضا أشمل لإحلال السلام.

وبرأي الصحيفة فأيا كان شكل القوات المنتظرة، فإنها ستشكل " فرصة تخفف فيها تلك القوات العبء الأمني على الواجهتين السورية واللبنانية لحدودها وربما في ما تبقى من الأراضي الفلسطينية أيضا في يوم من الأيام."

ويتساءل كاتب المقال: " من يستطيع نزع سلاح حزب الله أو يقوم بردعه، وكيف له أن يحقق ذلك؟ فحتى الدول الأكثر تضامنا مع إسرائيل ترفض خوض هذه المعركة بالنيابة عنها، بل حتى الولايات المتحدة رغم كل الكلام الصادر عنها.

ويضيف بهذا الصدد: " الصواريخ طويلة المدى التي بحوزة حزب الله قادرة على التحليق فوق رؤوس عناصر أية قوة لحفظ السلام."

ويخلص كاتب المقال إلى أنه بدون تسوية متفاوض بشأنها حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يعتبر جوهر الصراع في لبنان، فإن نشر أي قوات أممية سيكون عديم الجدوى.

تفويض أميركي
وبدوره يرى محرر الشؤون السياسية بصحيفة التايمز ألا فائدة في الاتفاق على شكل قوات حفظ السلام طالما أنه لم يتم بعد إقرار وقف إطلاق النار، إذ يشك معظم الدبلوماسيين في أن يقبل حزب الله بوقف إطلاق الصواريخ في حالة علمه بمقدم القوات الدولية لمنعه من استخدامها في المستقبل.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين بريطانيين قولهم إن كلا من مصر والمملكة العربية السعودية ستضطلعان بدور كبير للوساطة بينما طالب عنان بضرورة إشراك سورية وإيران في المفاوضات.

واستغلت إسرائيل التي تسعى بكل تأكيد لإلحاق أكبر قدر من الضرر بحزب الله قبل التوقيع على أي اتفاق، الزيارة التي قامت بها رايس للمنطقة لصرف أنظار العالم عن المأساة الإنسانية في لبنان، حسب ما أفاد به مسؤول إسرائيلي للصحيفة، ف" الطبيعة المطولة لجولة رايس توحي بأنها تتضمن تفويضا لإسرائيل للمضي في عملياتها لمدة أسبوع كامل. "

الاحتمالات الخمسة
صحيفة الاندبندنت رسمت على صدر صفحتها الأولى أوراقا تمثل الاحتمالات المطروحة للأزمة الراهنة في المنطقة. وتقسم الصحيفة الاحتمالات إلى خمسة تتفاوت في ما بينها في احتمالات الوقوع.

* الاحتمال الأول: أن تنسحب إسرائيل بشكل أحادي الجانب. وفي هذه الحالة تتم العودة إلى هدنة هشة ويواصل حزب الله تعزيز قدراته العسكرية معلنا تحقيق "النصر" الثاني على الآلة العسكرية الإسرائيلية.

ويكون بذلك حزب الله الرابح الأكبر رغم ما ستدعيه إسرائيل من إضعاف قدراته الدفاعية، إلا أن الصحيفة تعتبر أن هذا الاحتمال غير وارد بالنظر إلى حجم الخسارة التي ستمنى بها إسرائيل والولايات المتحدة.

* الاحتمال الثاني: التسوية السلمية، بحيث تسلم إسرائيل بأنها دخلت حربا لا يمكن تحقيق النصر فيها وتلجأ إلى الأمم المتحدة لإنقاذ ماء وجهها بينما تدفع الولايات المتحدة في اتجاه نشر قوة لحفظ السلام في المنطقة.

وفي هذه الحالة ستعلن الولايات المتحدة وإسرائيل الفوز بينما سيكون لبنان الخاسر الأكبر.

وتعتبر الصحيفة أن هذا الاحتمال أصبح يبدو واردا بشدة بسبب أن إسرائيل لم تعد ترى مخرجا عسكريا للأزمة.

* الاحتمال الثالث: أن تغرق إسرائيل في مستنقعات الناشطين على الجبهتين. وبما أن حزب الله قد تعود على مواجهة الاحتلال فإنه قد يتقوى ويعزز صفوفه بمقاتلين جدد.

وفي هذه الحالة ستعتبر كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أن المعركة كسبها ما يسميانه "محور الإرهاب" (حزب الله إيران وسورية) بينما تظل إسرائيل الخاسر الأكبر بفتحها لهذه الجبهة وتعرضها لانتقادات دولية.

وتعتبر الصحيفة أن هذا الاحتمال وارد في حال فشل التحركات الدبلوماسية لكوندوليزا رايس.

* الاحتمال الرابع: إسقاط الحكومة اللبنانية بسبب الضغوط المتزايدة عليها وتعزيز قوة حزب الله. وهو ما قد يسبب اندلاع الفوضى وعودة سورية للعب دور أساسي في المنطقة بعد أكثر من عام على انسحاب قواتها من لبنان.

بل إن الأسوأ من ذلك أن منطقة جنوب لبنان قد تصبح مرتعا للمقاتلين الذين سيتقاطرون عليه من شتى بقاع العالم لدعم حزب الله. وفي هذه الحالة ستكون إسرائيل وسوريا الرابحتين من الناحية العسكرية، فيما يظل حزب الله والشعب اللبناني الخاسرين في المعركة.

وتعتبر الصحيفة أن هذا الاحتمال وارد في حال استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

* الاحتمال الخامس: أن تحتل إسرائيل المناطق اللبنانية الواقعة جنوب نهر الليطاني، وهذا التوجه يضعف قدرة إسرائيل على نزع سلاح حزب الله. ولا يمكن في هذه الحالة تحديد أي طرف كاسب للمعركة باستثناء شركات صنع الأسلحة والمتاجرين فيها، بينما يقف في صف الخاسرين الشعب اللبناني والحكومة وكذلك حكومات منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

وترى الصحيفة أن هذا الاحتمال غير وارد بالنظر إلى الضغوط التي ستمارس على إسرائيل في هذه الحالة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف