بيروت تتطلع إلى باريس خشبة خلاص
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت تتطلع إلى باريس خشبة خلاص
بري: مقترحات رايس لا يمكن تطبيقها الا بقيام فتنة داخلية
وزيرة لبنانية تؤكد على أن بلادها تواجه كارثة إنسانية
السنيورة يترأس وفد لبنان الى مؤتمر روما
حرب لبنان أظهرت مدى ضعف الحكومة في بيروت
ويبدو من آراء بعض المحللين في الصحف الفرنسية ان ساعة الحقيقة تجلت بمحادثات رايس في بيروت امس، وأدت الى ظهور اول غيمة سوداء في سماء العلاقات الصافية التي سادت أكثر من سنة بين حكومة السنيورة والعواصم الغربية ولا سيما منها واشنطن . ويبدو ايضا أن الدعم المطلق الذي حظيت به هذه الحكومة اصبح موضع شك، خصوصا بعد فشل محادثات رايس مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي رأى بعضهم انه تحدث باسم "حزب الله" اكثر منه باسم مجلس النواب، يدل على ذلك ما قاله بري نفسه لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية و تعريبه: " أنا لست وسيطاً في النزاع الحالي بين المقاومة وأطراف اخرين ، بل أنا والمقاومة واحد. وقد نقلت لرايس موقفي المتوافق مع موقف حزب الله ". لذا رأت الصحيفة ان رايس قد تكون خرجت بانطباع مفاده ان السلطات الرسمية اللبنانية التي كانت تعول عليها واشنطن لمواجهة "حزب الله" ونزع سلاحه أصبحت أقرب الى مواقف الحزب في هذه الأزمة تحديداً منها الى مواقف الإدارة الاميركية، أو حتى بعض الأطراف الدوليين والعرب الساعين الى انهاء نفوذ الحزب المذكور.
والمفاجأة لرايس كانت عند اجتماعها برئيس الحكومة السنيورة وبعض الوزراء الذين لم يجاروها تماما في مطالبها، مما جعل صحيفة "لوفيغارو" تعتبر ان ساعة الحل لم تحن بعد. ووفقا لتقرير تحليلي التزمت حكومة السنيورة وعدين متناقضين، فهي وعدت المجتمع الدولي بتسوية مسألة سلاح "حزب الله" وبتنفيذ القرار 1559 من خلال الحوار، وفي الوقت نفسه اعترفت في بيانها الوزاري بحق المقاومة في الوجود والعمل وهي الآن أمام مازق الوفاء بالتزاماتها المتناقضة، ولم تعد تستطع اللعب على النقيضين او تأجيل الاستحقاق. فبدت أمام طول مدة المعارك وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين وحجم الخسائر المادية وفداحة الدمار في البنى التحتية اقرب الى الداعين إلى "التضامن" و"الوحدة الوطنية" والمطالبين بتأجيل مساءلة الذين جروا البلاد الى هذه الكارثة ومحاسبتهم منها الى مطالب رايس .
وهكذا يمكن القول ان الخاسر الاول من هذه الحرب ليس "حزب الله" او اسرائيل بل الحكومة اللبنانية التي فقدت صدقيتها وبدا عجزها وضعفها واضحين وتماسك اعضائها هشا، فاضطرت إلى مجاراة وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" القادرين على فرط عقدها.
من هنا يبدو موقف بعض الأصدقاء الدائمين مثل فرنسا بمثابة خشبة الخلاص، خصوصا أن باريس لا تجاري واشنطن في تشددها، وبدأت تتحدث وإن بخجل عن وقف نار من دون شروط، خلافا لموقف واشنطن التي تضع شروطاً، في حين ذهب وزير خارجية فرنسا فيليب دوست ـ بلازي الى حد التأكيد ان الحل لن يكون عسكريا . واذا كان دوست ـ بلازي طالب بالبحث في نزع سلاح "حزب الله" بعد وقف النار وبإعادة الجندين المخطوفين ونشر الجيش اللبناني فإنه ابدى ايضا بعض التفهم لمطالب اللبنانيين المتعلقة بإيجاد حل لمشكلة المعتقلين في اسرائيل ومزارع شبعا .
وفي انتظار حسم الخيارات خلال المناقشات المقبلة وتبلور الصورة في مؤتمر روما غدا لا ترى الولايات المتحدة واسرائيل بديلاً من شروطهما للحل، وعدم تلبية هذه الشروط يعني استمرار المعارك وزيادة ضراوتها أقله حتى الان.