تباين في وجهات نظر الصحافة الاسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله زقوت من غزة : مع دخول الحرب على لبنان أسبوعها الثالث تواصل التباين في وجهات نظر وكتابات أبرز الصحافيين والمحللين السياسيين كوريا الشمالية : رايس حمقاء سياسيا الاسرائيليين، وفق ما نشرته الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم .ففي الوقت الذي يطالب فيه صحافيين بمواصلة الردع والحرب في لبنان، رأى آخرون أن هذه الحرب ألحقت خسائر فادحة في صفوف الاسرائيليين، بينما راح غيرهم يؤكد أن ابعاد هذه الحرب ستمتد لاحقاً عقب إنتهاء الحرب الحالية في إشارة منهم إلى إيران .
وقال الصحافي غادي طؤوف من صحيفة" معاريف" في مقال عنونه بـ " لا مناص من الغزو" ، أن الردع الاسرائيلي في لبنان هو عامل حاسم، لأن الردع بطبيعته عامل حاسم، لأنه يتوجب على إسرائيل استخدام قوة كبيرة عندما يحاول خصومها تغيير قواعد اللعبة.
وطالب غادي إسرائيل بألا تستخف بالعامل النفسي للحرب في لبنان، وقال :" ولكن من اجل أن يكون هذا التأثير النفسي فعالا، يجب على الحرب أن تكون مصحوبة بانجازات حقيقية... الانجازات بازاء جيش عصابات هي شيء يصعب قياسه، لانه كما نبه هنري كيسنجر مرة، كل ما يجب على جيش العصابات فعله لينتصر في الحرب هو ألا يخسر. بكلمات اخرى، يجب على الجيش النظامي أن يُري نصرا... يستطيع جيش العصابات المُهاجَم أن يكتفي بأن يظل موجودا، وما بقي موجودا، أو ما بقي يستطيع خلق انطباع بأنه موجود، فانه لا يخسر".
وإعتبر بأنه لا مناص سوى الدخول هناك بقوات برية، واقامة شريط أمني من جديد، وتابع :" لا كوماندو، ولا غزوات محدودة، بل احتلال شريط مهم من الارض.. سنضطر، أتخوف، الى فعل هذا الأمر، لا للبقاء هناك ثماني عشرة سنة اخرى، بل لتُقوِّم التسوية السياسية في نهاية الدورة الحالية نقائص الاخلاء السابق... لن يمر وقت طويل حتى يبدأ الضغط للتسوية؛ وعندما يحدث هذا، يحسن أن يكون في أيدينا شيء نقترحه يتجاوز حشد السلاح. يحسن أن يكون مطلبنا نقل المنطقة الى سيطرة جيش لبنان، أو قوة دولية، تكون قوية ويكون فيها منطق".
أما عاموس هرئيل وزميله آفي يسسخروف فكتبوا في مقال مشترك في صحيفة "هآرتس" تحت عنوان:" ثمن المعارك يتجلى"، أنه يمكن ملاحظة كيفية تبلور الغضب، المكبوت حاليا، في المستويات الميدانية المشاركة في القتال في ختام الاسبوع الثاني من الحرب في لبنان، لأن عدد غير قليل من القادة يجدون صعوبة في فهم ما الذي يريد المستوى السياسي وهيئة الاركان تحقيقه في هذه الحرب (وهي ليست دائما أهدافا متماثلة تماما)، بل ويُشككون اذا كانت كل الوسائل المتاحة قد وضعت رهن اشارتهم للنجاح في هذه المهمة.
وكشف هرئيل ويسسخروف أن هناك مسالة مركزية، تعتبر مثار خلاف تتعلق بحجم القوات المستخدمة في جنوب لبنان الان، فالجيش ارسل الى معارك بنت جبيل طاقمين من غولاني والمظليين بدعم خلفي من اللواء السابع، ولكن البلدة هي فقط احد مراكز اطلاق صواريخ الكاتيوشا بالاضافة الى كونها رمزا شيعيا.
الان تجري تحضيرات لشن عمليات مشابهة في مناطق اخرى. بعض قادة الالوية والكتائب يعتقدون أن هذا الامر يحدث بقدر أقل مما يجب ومتأخر جدا وان اسرائيل لا تملك وقتا فائضا في الوقت الذي اصيب فيه ثلثها في الشلل والخوف من رهبة الصواريخ.
واضافوا أن الحكومة الاسرائيلية تحت صدمة حرب لبنان الاولى، لأن المستوى السياسي يريد السير مع والشعور بدون ذلك، لأنه يسعى الى تجنب المشاهد التي تذكر بالمستنقع المتحرك في الماضي ، وكذلك يبذل جهودا اعلامية للتقليل من حجم العملية البرية، لذلك فهو يخشى ايضا استدعاء عدد كبير من الاحتياط لان ادخال جنود الاحتياط الى لبنان سيزيد من حدة الخلافات والانقسامات الداخلية حول الحرب وحول العبء الذي يتسبب فيه ذلك للاقتصاد (اي استدعاء الاحتياط).
وتابعوا أن تجربة الأسبوعين الأخيرين علما اسرائيل أن الأسلوبين المستخدمين حتى الان (الهجمات الجوية وادخال قوات برية صغيرة) لم يكونا كافيين لإيقاف اطلاق الكاتيوشا، فالنقاش الان يدور حول خيارين بديلين: "تواصل سلسلة الهجمات البرية او السيطرة المؤقتة على الارض مع استخدام قوات اكبر حجما".
وأشارا إلى أن في بنت جبيل وفي مارون الراس تكشف الثمن الحقيقي للقتال، فصور المصابين الذين تم اخلاءهم الى افيفيم لم تشاهد في إسرائيل منذ الايام التي سبقت انسحاب عام 2000، والآن اسرائيل تواصل تلقي الضربات في رموزها بعد ضرب البارجة وخسائر الوحدات الخاصة في مارون الراس اصيبت بالامس مروحية اخرى ودبابات مركباة شيمن (4) وهي احدث طراز يملكه الجيش، لذلك فإن الاصابات الكثيرة في الدبابات ليست صدفة كون أن وحدات المدرعات التي اعتادت طوال سنوات على التفوق المطلق في استخدام الدبابات في المناطق تجد صعوبة اكبر من القوات الاخرى في التكيف مع هذه النقلة الى ساحة الحرب.
وإعترف الصحافيان أن الاحاديث في اسرائيل عن مؤشرات انكسار في صفوف حزب ا لله تبدو الان مجرد امنيات خصوصا في ظل سقوط (80) كاتيوشا بالامس، وما زال على حزب الله ان لا يشعر بالرضى من نفسه رغم ذلك.
وفي صحيفة " يديعوت أحرونوت" أكد الصحافي اليعيزر يعاري تحت عنوان " يتجاوز النزاع المحلي كثيرا"، أن الحرب تتجاوز قضية المختطفين، وصواريخ الكاتيوشا وثبات الجبهة الداخلية؛ كلما طالت وتلاشى الدخان، لأنه اتضح أن تسلسل المعارك الحالي هو تحدٍ واضح من حزب الله للنظام السياسي اللبناني أيضاً.
وتابع:" إن عملية حزب الله، الذي أعد لهذه الحرب سنين طويلة، هي تحدٍ واضح للاطار اللبناني، الذي هو في نهاية الأمر من انشاء الاستعمار الاوروبي البغيض، ولجماعة الطوائف والعناصر التي لا مكان لها في التصور الذي يهب من طهران.
واضاف :" المثير للاهتمام هو أن الدول العربية، التي تجتمع على الأساس القومي - العلماني أو الاسلامي - السنّي، قد أدركت قبلنا ( إسرائيل ) بكثير التحدي الايراني، الذي لن يترك لها مجال وجود ما، لذلك فإن هذا هو سبب تأييدها لاجراء اسرائيل لتقليم الأظافر الايرانية التي نمت على شواطىء البحر المتوسط - حسب تعبيره-.
وقال : " لقد بنت اسرائيل في الجيل الأخير استمرار وجودها على اتفاقات سياسية مع الدول المجاورة، لهذا يهدد الاجراء الايراني الحالي احتمالات وجود اسرائيل في الشرق الاوسط، تتجاوز هذه الحرب لذلك نزاعا داميا آخر ينتهي الى اتفاقات سياسية على أساس حدود متفق عليها: فمن ناحية ايران وحزب الله لا توجد حدود متفق عليها، كما ترى حماس ايضا. وهكذا، برغم أن اسرائيل قد تكون وجدت عند التيار العلماني - المدني في الشعب الفلسطيني شريكا في تصور الحدود المتفق عليها - هُزم هذا التيار في الانتخابات الأخيرة وليس واضحا هل ستعود اليه قوته.
وختم قائلاً:" تبدو هذه الحرب، من اجل ذلك، كبداية مسيرة، يجب أن تعوق الخطة الايرانية.. ويصعب علي أن أصدق أن الحرب، برغم أنها تميزت في بدايتها كمحاولة لاعادة السيادة الاسرائيلية واللبنانية، ستنتهي الى غير علاج لب المشكلة لأن قدرة ايران الذرية المتوقعة ستُدخل متغير الرعب هذا في معادلة الارهاب، ولن يوجد حلها في النبطية أو في بنت جبيل، ولا في كريات شمونة أو حيفا ايضا.. سيضطر العالم كله الى علاج هذا الموضوع من فوره، وإلا فان الحرب التي بدأت قبل 13 يوما ستكون فقط معركة اولى من حرب فظيعة وخراب اقليمي".