تعبير ثمن الحرب في الخطاب الإسرائيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس
وقال السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في خطابه المتلفز الذي بث في ساعة مبكرة من فجر اليوم بان البيوت التي هدمت ستبنى، وكذلك البنى التحتية أما المهم فهي الكرامة التي قال "لن نقبل أن يمسها أحد".
ومن بين الخرائب قال رئيس بلدية صيدا لقناة الجزيرة "الكرامة..المهم الكرامة، كرامتنا فوق كل شيء"، ويشبه هذا الخطاب ما يردده الفلسطينيون دائما، في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، التي دفعوا ثمنها الكثير.
ويظهر نصر الله في كثير من الكتابات، على مواقع المدونين العرب بصفته الشخص الذي يذود ليس فقط عن الكرامة اللبنانية ولكن ما تصفه تلك الكتابات بـ "الكرامة العربية والإسلامية".
وإذا كان اللبنانيون والفلسطينيون، يتحملون ويلات الحروب باعتبارها "ثمن الكرامة"، فلماذا يتحمل الإسرائيليون ما يصيبهم من جراء تلك الحروب، وان كان ذلك اقل بكثير مما جرى ويجري للبنانيين والفلسطينيين.
والتقط الناطقون الإسرائيليون العبارة، وبشكل بدى وكأنه مدروسا، فاصبحت عبارة "ثمن الحرب" تتكرر في المؤتمرات الصحافية والايجازات التي يعقدها قادة الجيش الإسرائيلي لتقديم معلومات عن سير المعارك.
ولكن التحمل بالنسبة لكثيرين من الإسرائيليين يبدو انه اصبح أمرا صعبا وانهم بدو غير مقتنعين في دفع "ثمن الحرب"، فالذين ما زالوا داخل الملاجئ يجدون صعوبة كبيرة في تحمل ذلك، خصوصا مع ازدياد المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بينهم، وازدياد حالات السرقة لممتلكاتهم المهجورة، وتسجيل حالات عديدة للانفصال والطلاق والشجارات التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، بسبب الظروف الضاغطة في الملاجئ.
وارتفعت شكاوى الإسرائيليين محدودي الدخل من ضعف السيولة النقدية لديهم، ويصرخون عبر محطات التلفزة "ليس لدينا نقود، نريد نقودا".
وبداوا يطالبون الحكومة بصرف مساعدات، ولكن الأخيرة تتلكأ لعدم وجود قوانين تنظم صرف الأموال في مثل هذه الحالات، أما الذين امضوا أيام الحرب الأولى في المنتجعات وفنادق الوسط والجنوب، فأخذوا يعودون إلى الملاجئ بعد أن نفذت أموالهم، ليدفعوا من جديد "ثمن الحرب".
ويدرك السياسيون حالات الضغط المتصاعدة، فيحرص كثيرون منهم على النزول إلى الملاجئ لمواساة ساكنيها، مثل الوزير مئير شطريت، ورئيس الدولة موسى قصاب وغيرهما.
ولكن السياسيين لم يستطيعوا تحمل غضب ساكني الملاجئ ولم يقدموا لهم سوى الوعود بحل قريب مؤكدين أن عليهم تحمل "ثمن الحرب".
اللبنانيون يدفعون الثمن من اجل الكرامة كما يقول نصر الله وغيره من فرقاء لبنانيين، أما الإسرائيليون فيريدون حربا، ولكن بدون ثمن.