أزمة سياسية في أوكرانيا والشيوعيون يناشدون المخابرات والجيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد عبدالعزيز من موسكو: من المقرر أن توقع اليوم لائحة وحدة وطنية بين ائتلاف مواجهة الأزمة وكتلة "أوكرانيا لنا" الموالية للرئيس الأوكراني أثناء عقد "طاولة مستديرة" بمشاركة الرئيس فيكتور يوشينكو وزعماء الكتل النيابية. وقال مصدر في حزب الأقاليم أن لائحة الوحدة الوطنية ستتضمن نية كافة القوى السياسية المتمثلة في البرلمان للمساعدة على توحيد أوكرانيا والتمسك بالتطلعات التكاملية الأوروبية في نهج السياسة الخارجية للبلاد.
وبعد أن توقع اللائحة سيتم في الأيام القريبة القادمة التوقيع على مذكرة حول توحيد "أوكرانيا لنا" مع ائتلاف مواجهة الأزمة بقوام حزب الأقاليم والحزبين الاشتراكي والشيوعي. واستنادا إلى معطيات مصادر برلمانية يبدأ ائتلاف مواجهة الأزمة حاليا بمفاوضات رسمية حول توسيع الائتلاف. وأعرب أحد زعماء حزب الأقاليم يفغيني كوشناريوف عن أمله في تحديد قائمة القضايا التي يجب أن تنسق بين جميع الأطراف بدقة، وكذلك إعداد صيغة مناسبة من شأنها إتاحة تشكيل ائتلاف واسع. وأكد بأن الحديث يدور عن توسيع ائتلاف مواجهة الأزمة لا عن تشكيل ائتلاف جديد. وأشار كوشناريوف بالأخص إلى أن الائتلاف لا ينوي إعادة النظر في ما يخص المرشح إلى منصب رئيس الوزراء. وقال "إننا نقترح توحيد كتلة أوكرانيا لنا مع ائتلاف مواجهة الأزمة.
وينص ذلك على صيغة جديدة للاتفاقية حول الائتلاف ويمكن إطلاق تسمية جديدة عليها ولكن مسألة المرشح لمنصب رئيس الوزراء لا تخضع للمناقشة. وقد طرح الائتلاف بالإجماع ترشيح زعيم حزب الأقاليم فيكتور يانوكوفيتش لمنصب رئيس الحكومة. ووعد الرئيس يوشينكو بتحديد موقفه من الترشيح لهذا المنصب حتى 2 آب (أغسطس) المقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن يوشينكو وزعماء برلمان أوكرانيا سيجلسون وراء "طاولة مستديرة" في النصف الثاني من نهار اليوم لمناقشة الوضع في البلاد. وأكد أحد زعماء كتلة "أوكرانيا لنا" يوري يخانوروف أن سكرتارية الرئيس قدمت المعلومات التي تؤكد عقد مثل هذه "الطاولة المستديرة" ويجري التدقيق حاليا في المواعيد الدقيقة لعقدها.
وكانت "الطاولة المستديرة" في قصر ماريينسكي التي أعلن عنها ممثلو المجلس الأعلى قد انتظرت يوم الأربعاء إلا أنها لم تدرج على جدول أعمال الرئيس. وأعلن يوشينكو في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء وقنوات التلفزيون أن المحادثات مع زعماء الكتل ستجري يوم 27 تموز (يوليو). وأشار إلى أن "الطاولة المستديرة" للقوى السياسية حول تسوية الوضع يمكن أن تعقد بشرط تحديد أصول إجراءاتها بدقة. وحسب رأي يوشينكو يجب أن يشارك في "الطاولة المستديرة" لا الأحزاب الممثلة في البرلمان فقط بل ومنظمات اجتماعية و"إناس متنفذون في أوكرانيا".
من جهة أخرى تحدثت تقارير حول وجود أزمة سياسية حقيقية تجتاح أوكرانيا، بينما يدلي ممثلو الأحزاب والائتلافات بتصريحات متناقضة. إذ لم يحضر أي أحد "الطاولة المستديرة" التي كان من المقرر عقدها يوم امس الأربعاء. ففي البداية أجلت إلى 27 من الشهر الحالي بيد أن "جدول عمل رئيس الدولة ليوم الأربعاء لم يكن يتضمن فعالية من هذا القبيل"، حسبما أعلن مكتبه الصحافي.
وذكر نيكولاى آزاروف أحد قادة "حزب الأقاليم" إنه تسنى في المفاوضات مع ائتلاف أوكرانيا لنا التحرك بعيدا. لكن أناتولى لوتسينكو مسؤول القسم التحليلي للائتلاف الموالى لرئيس الدولة دحض هذه المعلومات. وقال إن تصريحات قيادة حزب الأقاليم عن إجراء مفاوضات لا وجود لها مع "أوكرانيا لنا" تعتبر اختلاقا وتضليلا. ولا ينوى الائتلاف الموالى لرئيس الدولة الانضمام إلى ائتلاف مواجهة الأزمة، ولا يعتبر فيكتور يانوكوفيتش شخصية تجميعية بالنسبة للمجتمع ولا يحق له ترشيح نفسه لمنصب رئيس الوزراء.
وفى الوقت ذاته دحض النائب رومان زفاريتش الذي يترأس القسم القانوني لائتلاف "أوكرانيا لنا" ما ذكره لوتسينكو. إذ قال "نحن على استعداد للانضمام إلى الائتلاف الجديد في حال موافقته على مبادئنا"، موضحا أنه يقصد بذلك حفظ نهج السياسة الداخلية والخارجية التي يتبعها الرئيس الأوكراني.
ومن جهة أخرى فإن بضعة آلاف من أنصار فيكتور يانوكوفيتش قاموا بمسيرة في شوارع كييف لم يسجل فيها وقوع حوادث. ورأى الحزب الشيوعي الأوكراني أن البلاد يجرى فيها التحضير لاغتصاب فيكتور يوشينكو السلطة الرسمية باستخدام القوة، وتشهد على ذلك لقاءات الرئيس الأوكراني مع قيادة أجهزة القوة، حسبما جاء في بيان للمكتب الصحافى للحزب الشيوعي. وأكد الحزب أيضا، لدى إعرابه عن القلق من ما وصفه بعدم وجود معلومات موضوعية عن مضمون هذه اللقاءات، أن "المجلس الأعلى انتخب من قبل الشعب وسيؤدى واجبه بغض النظر عما إذا كان ذلك سيروق لرئيس الدولة أم لا". وتضمن البيان تحذيرا من عدم جواز تدخل قيادات هيئات الأمن ووزارتي الداخلية والدفاع في تسوية الجدال السياسي، وكذلك حذر من مسؤوليتها الجنائية الشخصية في حال عدم مراعاة دستور أوكرانيا وقوانينها. ووجه الشيوعيون إلى العاملين في المخابرات والعسكريين نداء يدعو إلى عدم الامتثال إلى الأوامر "التي قد تؤدى إلى اندلاع نزاع أهلي".