السنيورة - حزب الله: لا اتفاق على القوات الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الموافقة الشيعية في الجلسة الشهيرة كانت لمنع استقالته
السنيورة - "حزب الله": لا اتفاق على القوات الدولية
إيلي الحاج من بيروت: لا يزال التفاوت بارزاً في النظرة والموقف بين رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والفريق الشيعي في حكومته وخصوصا "حزب الله". فرئيس الحكومة الذي ارتأى ضرورة اقتراح تعزيز القوات الدولية العاملة تحت راية الأمم المتحدة وتوسيع مهماتها كبديل من الاقتراح الاميركي الداعي الى تشكيل قوات متعددة الجنسيات تحت قيادة حلف الأطلسي( الناتو)، يصطدم حتى اليوم باعتراض شيعي حقيقي يعبّر عنه بوضوح الحزب المتحالف مع سورية وإيران، والذي تبين أنه وافق على المبدأ في الجلسة الحكومية يوم الجمعة الماضي ليحول دون مضي السنيورة قدماً في تلويحه بالإستقالة أو أقله بالإعتكاف . وتعمد الحزب ترك البحث في تفاصيل اقتراح الإتيان بهذه القوات ورفضها إلى وقت لاحق.
وبتعبير آخر يطرح "حزب الله" أسئلة كثيرة حول القوات الدولية المقترحة، ولن يحدد موقفه الرسمي والنهائي منها قبل توافر اجابات وافية عن أسئلته، ومنها: ما هي صلاحيات هذه القوات، وممن ستتألف، ومدة بقائها، اضافة الى خطة انتشارها؟ هل ستنتشر على الجانب اللبناني من الحدود فحسب وتكون رقعة عملياتها محصورة بلبنان، أم انه سيكون لها انتشار متوازن على جانبي الحدود الدولية؟ وما صحة ما تردد حول إنشاء نقاط مراقبة دولية على طول الحدود اللبنانية -السورية؟ وهل هي قوات رادعة قتالية بإمرة أطلسية، أم ستكون تابعة للأمم المتحدة وبإمرتها؟
المؤشرات السياسية تسمح باستنتاج ان "حزب الله" لم يقدم حتى اليوم "تنازلات جوهرية"، وان الاجماع الحكومي اللبناني حول خطاب السنيورة في مؤتمر روما لا يستند الى أساس سياسي متين. فما حصل هو اجماع مبدئي، وما وافق عليه "حزب الله" هو في الشكل وقابل للنقض والتراجع في أي لحظة تبعا لتطور العملية التفاوضية ذات الصلة بالتطورات العسكرية الميدانية. فمسألة العودة الى مجلس الوزراء للبحث في التفاصيل تظل بندا تفجيريا كامنا، خصوصا عندما يكون "حزب الله" في وضع يمكنه من توظيف انتصار يرى اليوم انه حققه او أنه يكاد أن يحققه في المواجهة مع اسرائيل.
ويقول الحزب انه وافق على أفكار عامة لا تشكل نقاطا تفصيلية، وان اتفاقا تم على مناقشة هذه الأفكار لاحقا، ولم يتخذ أي قرار في أي موضوع، وهو يعلن رفضه "إعطاء" اسرائيل والولايات المتحدة أي مكاسب سياسية، و"ليس هناك فوز عسكري لهما حتى تكون لهما مكاسب سياسية". أي أن "حزب الله" يرفض مجيء القوات الدولية اذا كانت ستحد من تفاعله وعلاقاته الاقليمية ( وبالأحرى ارتباطاته مع إيران والنظام السوري والتنظيمات الإسلامية المتشددة في الأراضي الفلسطينية) ومن حرية تحركه التي لا تتوقف عند مصالح الدولة اللبنانية واللبنانيين الآخرين وآرائهم، أو إذا كانت هذه القوات ستمس بالدور الذي رسمه الحزب لنفسه ولطائفته في الداخل اللبناني.
ولكن يبدو أن "حزب الله" لن يخرج تحفظاته أو بالأحرى رفضه الى العلن متذرعا بأن المرحلة ليست ملائمة لإجراء مناقشات سياسية ، بل يجب أن تعطى الأولوية للتوصل إلى وقف للنار. وهو يقول إنه "حريص على الاجماع الوطني في أثناء الحرب وعلى الصورة الايجابية للحكومة والمظهر الوحدوي" ، وهذا الموقف يدفع أفرقاء عديدين في لبنان إلى الاعتقاد بأن الحزب لا يريد سماع معترضين على ما يقرر ويفعل في هذه المرحلة ، فهذا هو مفهومه للتضامن والوحدة الوطنية: "اهتموا بالنازحين وأنا أقرر في شؤون السلم والحرب، وما يناسب ولا يناسب" .
وهو وضع يعني أن حكومة السنيورة غير قادرة على التفاوض فعلياً باسم لبنان، إلا إذا اعتبرنا المجتمع الدولي غبياً لا يفهم ولا يستوعب ما هي المواقف الحقيقية ل"حزب الله" . وهذا ما يدفع وزراء من فريق ١٤ آذار /مارس الى القول بأن خروج الحكومة متماسكة من "جلسة روما" الأسبوع الماضي لا يعني انها خطت خطوة حاسمة في اتجاه التوافق على خطة واحدة للحل يجري التفاوض على أساسها. كما لا يعني ان عراقيل جديدة لن تبرز مع تقدم المفاوضات، مما يعرض لبنان إلى احتمال تصدي إسرائيل لاستغلال هذه العراقيل "الحزباللهية" مما يجعل البلد الصغير يدفع أثماناً مضاعفة لما سيقبل به لاحقاً.