أخبار

موسى لاينفي ولايؤكد أنباء عن عزمه الاستقالة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حرب لبنان تكشف مدى عمق الانقسامات العربية
موسى لاينفي ولايؤكد أنباء عن عزمه الاستقالة


نبيل شرف الدين من القاهرة: لم ينف عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، التسريبات التي تحدثت عن اعتزامه تقدم استقالته احتجاجاً على ما وصفته مصادر تلك التسريبات بحالة التخبط والتضارب في مواقف الدول العربية الأعضاء في الجامعة، غير أن موسى لم يؤكد أيضاً تلك الأنباء التي تحدثت عن استقالته اعتراضاً على ما أمسى يصفه صراحة بتردي الموقف العربي في مواجهة إسرائيل، وبلغة دبلوماسية غير محددة قال موسى "نحن نبني الموقف العربي ويتبلور موقف عربي الآن ليكون موقفا قويا وراء لبنان وضد هذه الحملة التدميرية التي يقوم بها جيش التدمير الإسرائيلي"، مضيفا "نحن الآن نركز في كيفية مواجهة هذا التحدي الكبير للأمن والإستقرار في الشرق الأوسط"، على حد تعبير أمين عام جامعة الدول العربية .

ومضى موسى مؤكداً "على أن أهم شيء في الموقف العربي الآن، أن يتوحد خلف لبنان وضد هذا العدوان الإسرائيلي، خاصة في ظل ما أسماه موسى "الفشل الكامل لعملية السلام، وبالتالي فإن هناك تداعيات خطيرة لهذا الفشل ولهذا التجاهل لعملية السلام"، على حد قول موسى .

وهكذا يبدو المشهد السياسي العربي في هذه اللحظة الراهنة عبثياً إلى حد "الكوميديا السوداء"، فقد كشف حدثان حجم الخلافات العربية الهائلة بين العواصم العربية، الحدث الأول حين تراجعت اليمن عن دعوتها لعقد قمة عربية بعد أن كاد يكتمل النصاب، وقالت صنعاء حينها إن اليمن تراجعت عن هذه الدعوة حتى لا تسهم في شق الصف العربي، وهذه إشارة واضحة للخلافات الدائرة في الكواليس .

ثم حدث آخر تمثل في تصريحات إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل التي قال فيها إن هناك عواصم عربية تؤيد موقف إسرائيل، دون تسمية تلك العواصم، وهو الأمر الذي سارع وزير خارجية قطر بالتقاطه حتى يجعله مادة للشجب والاستنكار، في ما سعت الدوحة منذ بداية الأزمة إلى عرض خدماتها على الأطراف، بما فيها تل أبيب غير أن ذلك العرض بالوساطة لم يقيض له القبول ولا الاستمرار .

جولة وقمة
على صعيد وثيق الصلة دان موسى الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على لبنان، وآخرها قصف بلدة قانا، وأعلن موسى أنه يعتزم القيام بجولة عربية قريبا تشمل لبنان للتشاور في الخطوات القادمة التي يجب مناقشتها مع العواصم العربية، ولم يستبعد موسى ، إمكانية عقد قمة عربية وقال "إن الأمور قد تستدعي ذلك ، وربما تستدعي ذلك " .

وفي معرض تعقيبه على تصريحات السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة قال موسى إن الموقف العربي ساهم في قيام إسرائيل بعدوانها على لبنان، قال موسى "بل إن هذا الموقف ساهم في الرد القاسي على إسرائيل في لبنان"، حسب تعبيره .

وحول زيارة مبعوث للأمين العام للجامعة العربية إلى بيروت قال موسى "نحن في الجامعة كنا نريد الذهاب إلى لبنان منذ الدقيقة الأولى وهناك طائرات تحمل مواد إنسانية واغاثة، فانتهزنا الفرصة لتذهب السفيرة نانسي بكير الأمين العام المساعد للجامعة العربية إلى لبنان في مهمة لإجراء الاتصالات وتقديم معونات طبية"، معربا عن أمله في زيارة لبنان في أقرب وقت ممكن، وأضاف أننا في تواصل يومي مع المسؤولين اللبنانيين، سواء رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أو مع عدد من الوزراء ووزير الخارجية اللبناني أو على المستوى التشريعي ورئيس مجلس النواب اللبناني، وآخرين من القيادات اللبنانية .

وأيدّ الأمين العام للجامعة العربية الخطة التي طرحها رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وصدر بها توافق رأي من المجلس بالاضافة إلى النقاط الثلاث التي طرحها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، وقال موسى "إننا نعلن دعمنا لهذا الموقف اللبناني الذي عبر عنه كل من مجلس الوزراء اللبناني، ورئيس مجلس النواب نبيه بري" .

الموقف العربي
وفي سياق تقويمه للموقف العربي من مشاريع القرارات المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن لبنان ، قال موسى "إن الموقف العربي يقوم على الموقف اللبناني ويدعم موقف لبنان"، وأوضح موسى أن النقاط السبع التي تعرض لها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتعرض لهذا الموقف ، وقال إن الموقف العربي يدعم الموقف اللبناني ولايصح أن يكون هناك موقف عربي إلا أن يكون داعما للموقف اللبناني الرسمي"، على حد تعبير موسى .

وسبق أن تحدثت مصادر بجامعة الدول العربية أن أمينها العام يعتزم تقديم استقالته من منصبه قريباً بسبب ما أسمته تلك المصادر التخاذل العربي وعدم القدرة على اتخاذ مواقف حاسمة، وأضافت ذات المصادر في تصريحات خاصة إن موسى الذي جددت له القمة الأخيرة قد أصيب بإحباط نتيجة الوضع الراهن وعدم قدرة المنظمة العربية على تقديم أية حلول جدية، نتيجة تضارب المواقف بين الدول الأعضاء والتي تتحملها الجامعة العربية، وهو ما انعكس عليه حينما صرح بلهجة لا تخلو من نبرة اليأس في أعقاب بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، بأن "عملية السلام ماتت وفشلت" .

واختتم موسى مؤكداً ضرورة الإسراع بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لمواجهة الاحتياجات المتزايدة نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية وتستهدف المدنيين والبنية التحتية اللبنانية تعد تاكيدا آخر على النوايا الإسرائيلية العدوانية وتكرس تجاهل إسرائيل لالتزاماتها الدولية ومخالفاتها للقانون الدولي وطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف تلك العمليات فوراً، على حد قوله .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف