السوريون مقتنعون بانسداد افق التسويات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مفتي سورية: نصرة المقاومة اللبنانية واجبة
رجل دين إيراني يدعو المسلمين لتسليح حزب الله
الاتحاد الاوروبي ينتقد سياسة إسرائيل في لبنان
كارتر يدعو واشنطن إلى إجراء حوار مع سورية
بهية مارديني من دمشق: أكد مصدر سوري رفيع المستوى لـ إيلاف إن أولوية سوريا في هذه المرحلة هي تحصين نفسها داخليا وخارجيا، معربا عن اقتناعه التام بأن الإدارة الأميركية الحالية لا يمكنها ان تكون وسيطا نزيها في حل النزاع في المنطقة.
وأوضح المصدر - الذي فضل عدم الكشف عن اسمه - أن سوريا لا تحبذ توسيع نطاق النزاع في لبنان لكنها تخشى من وصول الأمور إلى مرحلة لا يعود بالإمكان السكوت عنها، مستبعدا احتمال اندلاع مواجهة مسلحة شاملة مع إسرائيل، موضحا إن إسرائيل لديها معلوماتها الإستخباراتية الكافية لتعدل عن فكرة "مهاجمتنا" لأنها في حال فعلت، فإنها ستدرك فداحة الخطأ الذي ترتكبه.
وعن سبب عدم رد سورية في السابق على استفزازات اسرائيل وتحليق طيرانها فوق الأراضي السورية وقصفه لقاعدة عين الصاحب، قال المصدر إن "الظروف تغيرت كثيرا الان" مشيرا إلى ان تحليق الطيران الإسرائيلي سابقا فوق الأراضي السورية كان "استعراضيا" في السابق، ويهدف للتأثير المعنوي موضحا "ونحن لم ننجر الى ما يريدونه اما وقد وصلت الامور الى هذه المرحلة فاننا لايمكن ان نسكت مجددا او نتحلى بضبط النفس خصوصا في ظل الموقف الدولي المخزي".
وعن مشاركة إيران إلى جانب سورية في حرب محتملة، قال المصدر "نحن لا نطلب من احد ان يواجه عدوا لنا ولكن ايران حليفتنا وصداقتنا تنبع اساسا من قيمنا المشتركة واعدائنا المشتركين وبينهم اسرائيل بطبيعة الحال، والإيرانيون لن يكونوا متفرجين عندما تندلع المواجهة الشاملة".
وتوقع المصدر السوري ان "تستمر الفوضى في الشرق الاوسط لا بل وان تتفاقم خصوصا مع عودة واشنطن الى عقود الاستعمار الكولونيالي المباشر الذي انقرض منذ زمن ولكن احيته واشنطن ومعها اسرائيل وهو ماسيزيد التطرف والعنف في منطقتنا التي باتت مرتعا خصبا لكل انواع الاصوليات التي يمكن تصورها".
وحول احتمال نشر قوات دولية على الأراضي اللبنانية، أكد المصدر ان مثل هذه القوات من دون موافقة الدولة اللبنانية "سيجعل منها قوات احتلال".
الى ذلك رأى محللون انه لا يمكن التوصل الى تسوية دائمة للأزمة في لبنان في غياب الدعم الدبلوماسي لسورية التي ما زالت تتمتع بنفوذ كبير في لبنان عن طريق حزب الله. وقال الباحث الأميركي جوشوا لانديس المتخصص في الشؤون السورية ان دمشق تريد هدنة بين الاطراف المتناحرة بواسطتها لتثبت انها ما زالت تلعب دورا محوريا في لبنان رغم انسحاب قواتها من هذا البلد في نيسان(ابريل) 2005 بعد ان مارست نفوذا سياسيا وعسكريا فيه لسنوات طويلة.
واضاف لانديس في حديث لوكالة فرانس برس ان "الولايات المتحدة طردت سورية من لبنان. ولإبقاء نفوذها في لبنان دعمت حزب الله"، معتبرا ان سورية "ستملأ نوعا ما الفراغ من خلال ثقلها الدبلوماسي اذا ما اصبحت طرفا في التوصل الى هدنة". وراى لانديس ان ارسال قوات اجنبية دون موافقة حزب الله، أي دون موافقة دمشق، سيكون "ضرباً من الجنون". واضاف "ستتعرض (هذه القوات) لهجمات بالعزيمة نفسها التي ابداها حزب الله لدى مهاجمته القوات الأميركية والفرنسية والاسرائيلية التي حاولت اعادة تنظيم لبنان دون موافقة حافظ الاسد" الرئيس السوري الراحل.
وحذر الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في 28 تموز (يوليو) ايران وسورية من انهما ستواجهان خطر المواجهة المتزايد في حال رفضتا لعب دور بناء في الشرق الاوسط. واستبعد الرئيس الفرنسي جاك شيراك اجراء اي اتصال مع سورية الا ان دمشق اعربت عن استعدادها للتعاون لإيجاد حل للازمة حيث قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث الى صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية "اننا مستعدون للتدخل من اجل القيام بدور ايجابي... نطلب ان تمارس الولايات المتحدة الضغط على اسرائيل لكي توافق على وقف لإطلاق النار وتبادل للاسرى".