شكوك حول الشرق الأوسط الجديد
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ويقول المراسل "هذه المنطقة المتنازع عليها هي البقعة التي يعتقد البعض في الجيش الإسرائيلي إنها ستشهد اندلاع شرارة الحرب القادمة في الشرق الأوسط".
وكان هذا المراسل هو أنا، وكنت على الحدود لأنقل من هناك عن أحدث الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وخصمها اللدود حزب الله. هكذا كانت الأمور، وها هي الآن، لم تتغير، أم هل تغيرت؟
تقول أمريكا وإسرائيل إن الأمر اليوم مختلف. إذا لا يمكن السماح للأمور أن تعود لما كانت عليه، مع وجود ميليشيا عربية مدججة السلاح تقبع خلف الحدود مباشرة مع إسرائيل.
يدور الحديث في واشنطن عن "الشرق الأوسط الجديد"، وهو مكان لن تسمح فيه الأغلبية العربية المعتدلة للمنطقة بالانزلاق في صراع بسبب مثيري اضطرابات مثل حزب الله وحلفائه سورية وإيران.
هل هذا أمر واقعي، أم مجرد تمني؟
بالتأكيد سارع منتقدو أمريكا برفض فكرة إقامة شرق أوسط جديد قالوا إنه سيكون مرسوما على خطوط تتماشى مع أهواء الولايات المتحدة وإسرائيل. وخلال هذا الأسبوع قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، والتي تترنح هي نفسها تحت الضربات الجوية الإسرائيلية، إن الخطة الجديدة مبنية على وهم أن القوى السياسية القائمة في المنطقة يمكن إزاحتها.
وقال وزير الإعلام اللبناني مستخفا "أي شرق أوسط جديد؟". وأضاف أن المقترحات الأمريكية لشرق أوسط جديد لم تقد إلا إلى الموت والدمار في العراق. وفي إيران قلبت الصحف المتشددة الفكرة رأسا على عقب قائلة "لقد قلب حزب الله كافة معادلات الغرب في المنطقة"، حسبما أبرزت صحيفة "رسالة" المحافظة، وأضافت "حزب الله يتحدث عن شرق أوسط جديد - لا مكان فيه لإسرائيل!".
وقد حدت العلاقة الوثيقة بين إيران وسورية وميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية البعض للتساؤل حول ما إذا كان لطهران دور في اندلاع أعمال العنف مؤخرا.
صراع متكرر
غير أنه من الواضح أن إيران، التي تود أن ترى إسرائيل وقد اختفت كدولة، سعيدة بأن صراعا عربيا-إسرائيليا آخر عاد ليتصدر بؤرة اهتمام العالم. لقد ساعدت إيران في تأسيس حزب الله في عام 1982 في محاولة لتصدير ثورتها الإسلامية إلى العالم العربي.
ومنذ ذلك الحين اكتسب حزب الله لنفسه سمعة سيئة لدى بعض الأوساط بقيامه بتفجير انتحاري باستخدام شاحنة، نسف خلاله أهدافا أمريكية في بيروت، ومن خلال خطف رهائن غربيين. وقد درب الحرس الثوري الإيراني مقاتلي حزب الله اللبنانيين بينما يتم نقل صواريخ إيرانية لهم عبر سورية.
ورغم أن حزب الله حركة شيعية، إلا أنها حازت على احترام ضخم بين الكثير من العرب على مستوى الشارع، باعتبار أنها القوة الوحيدة المستعدة لتحدي الآلة العسكرية الإسرائيلية. ويعزون لحزب الله على نطاق واسع الفضل في طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان قبل ست سنوات.
رقعة شطرنج سياسية
وخلال هذا الأسبوع رفرفت أعلام حزب الله الصفراء في شوارع غزة، ورفعت صور الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله، بلحيته وعمامته السوداء ونظارته، في سوق دمشق. كل هذا يزعج بشدة الحكومات المعتدلة الموالية للغرب في السعودية والأردن ومصر.
فتلك الحكومات لا تحب التغيير العنيف ولا تحب حزب الله، ولا تحب النظام الإيراني الحالي وتتوجس من محور قوى شيعي جديد يمتد عبر المنطقة من إيران مرورا بالعراق إلى لبنان. وآخر شيء تود تلك الحكومات الموالية للغرب رؤيته هو قيام ميليشيا نشطة بتغيير قواعد اللعبة على رقعة الشطرنج السياسي في المنطقة.
وحكام تلك الدول يدركون تمام الإدراك مدى التأييد والتعاطف الذي يحظى به حزب الله بين شعوبهم، إذ يتمتمون غاضبين كيف أن تلك الميليشيا اللبنانية فعلت أكثر من حكوماتهم الخجولة لمواجهة ما ينظرون إليه من "عدوان إسرائيلي".
ولذا فإن مقالة افتتاحية صدرت مؤخرا في صحيفة "الرياض" السعودية الموالية للدولة أكدت على أن "الموقف الحكيم" لعدد من البلدان العربية تصدى "للموقف المغامر" لحزب الله.
وبالنسبة لأي صحفي فإن الإبحار في خضم هذا البحر يمثل تحديا واضحا. فإذا لم تنحاز لجانب من الجوانب فإن كل جانب بالتأكيد سيعتقد أنك ضده. ولكنه تحدي طالما استمتعت به، وهو تحدي سأذوق طعمه من جديد إذ اتجه إلى الشرق الأوسط بعد ظهر اليوم لأنقل التقارير مجددا لبي بي سي.
فرانك جاردنر
المراسل الأمني لبي بي سي
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف