يشتِم ولا يشتِم .. يُهاجم ولا يُهاجم !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي من عمّان وعلي المعني من لندن: توقف مراقبون كثيرون البارحة عند الحديث الذي خص به وزير خارجية قطرالشيخ حمد بن جاسم بن جبر فضائية (الجزيرة ) وبدا خلاله غامضا في كثير من الجوانب التي تطرق إليها، وهو شدد أنه يتحدث كـ "مواطن عربي ومسؤول" وقال "أنا اتحدث لتوضيح الكثير من الأمور رغم أنني مجاز من العمل الرسمي". وفي الحديث أيضا هاجم الوزير مواقف دول عربية من التطورات على الساحة اللبنانية، وهو أبدى استغرابه مما قال عنه " موافقة بعض الدول العربية على العدوان الإسرائيلي على لبنان للقضاء على حزب الله". وقال "إن التخاذل العربي غير غريب لكن الموافقة هي الغريبة، إعطاء الضوء الأخضر بشكل مباشر لإكمال هذا الموضوع هذه هي العملية الخطيرة".
ورغم نفيه أنه يقصد في كلامه بعض الدول كالمملكة العربية السعودية ومصر حين سئل عن ذلك، فإن وزير خارجية الدوحة أكد "أن هناك نوعا ما من الموافقة بأن تقوم إسرائيل وتكمل المهمة بالقضاء على حزب الله في المنطقة ضمن المخطط الأكبر"، في إشارة إلى المخطط الأميركي لبناء ما تسميه واشنطن الشرق الأوسط الجديد.
ورأى بن جبر ان هناك "ترتيبا مسبقا لما يجري في لبنان" (!)، مشيرا إلى أن الشرارة انطلقت من عملية اسر الجنديين الاسرائيليين. وقال: سؤال كبير يحيرني مقابل ماذا تقدم الدول العربية هذا التنازل؟، مشيرا الى انه "يعرف حقيقة الطبخة في المنطقة لكننا لم نصدق ان يصل العرب الى هذا المستوى". ودعا القادة العرب الى توحيد رؤيتهم لمصلحة المنطقة لان الاسرائيليين يريدون كل شيء ولا يريدون ان يعطوا شيئا. وقال النائب الاول اذا كان حزب الله ارهابيا فلنتفق في الامم المتحدة اولا على تحديد معنى الارهاب.
وفي الحديث "الملغوم" حسب توصيف أحد المحللين السياسيين، فإن الوزير القطري تحدث عن مشاركة مصر والسعودية والأردن في مؤتمر روما الخاص بالأزمة اللبنانية دون تفويض عربي، وقال "هذه الدول شاركت لكونها دولا ذات ثقل"، لكنه عبر عن أسفه متهماً هذه الدول بإطلاع باقي الدول العربية على تفاصيل الموقف. وقال إن موقف بلاده الداعم للبنان جاء تعبيرا عن الشارع القطري، مشيرا إلى "خطأ" من يبني موقفه استنادا إلى الحسابات الخارجية.
ونفي وزير خارجية قطر أن تكون الولايات المتحدة نقلت عبر الأراضي القطرية إلى إسرائيل قنابل ذكية استخدمت في قصف أهداف داخل لبنان. يذكر أن الدوحة تستضيف منذ ربيع 2003 أكبر حجم من القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وهي قوات تتخذ من قاعدة العديد مركزا لقيادتها، ومن هناك كانت العمليات الجوية والصواريخ الأميركية تنطلق ضد الشعب العراقي خلال الحرب التي أسقطت صدام حسين.
وفي شأن مسألة وجود مكتب للتمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة، قال الشيخ حمد بن جبر آل ثاني إن قطر مستعدة للامتثال لأي قرار عربي موحد في هذا الصدد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية الجلوس مع الطرف الإسرائيلي إلى طاولة واحدة لحل المشكلات الحالية. وفي هذا المجال، كانت معلومات تسربت من مصادر غربية ونشرت على نطاق واسع أشارت إلى أن وزير خارجية قطر أحد الزوار المهمين الدائمين لإسرائيل.
وفي الحديث الذي جاء متزامنا مع اعتراض قطر في مجلس الأمن الدولي على قرار لهذا المجلس في شأن إيران وملفها النووي، نفى وجود أي مخاوف من تشكل محور مصري أردني سعودي مع الغرب، وقال إن الدول الثلاث "ليست سيئة النية" (!), وعبر عن استعداد قطر للمشاركة في أي محور من أجل السلام.
وفيما يتعلق بمخاوف البعض من التوجه الطائفي لحزب الله، تساءل حمد بن جبر "إذا كنا نحترم المسيحي واليهودي .. فلماذا لا نحترم بعضنا كطوائف؟". كما حذر وزير خارجية الدوحة من أن الأحداث الحالية قد تساعد في تعميق جذور الإرهاب والتطرف.
نص حديث ابن جبر
وفي الآتي النص الكامل لحديث وزير خارجية حكومة الدوحة لفضائية (الجزيرة):
أولا نقدم تعازينا للشعب اللبناني الشقيق وهذا لا يكفي لما يواجهه الآن من هجمة شرسة على الأرواح قبل الممتلكات، ولقد كان مشهد مجزرة قانا منظرا مروعا مما جعل الذي لا يغضب يغضب والحليم لا يكون حليما نتيجة لما حدث، واعتقد ان هناك مجموعة اشياء تدخل في القضية فالصراع ليس بين حزب الله واسرائيل فهناك قضايا كثيرة في الشرق الأوسط وتعتبر هذه القضية جزءا من هذه القضايا، فالوضع الفلسطيني المأساوي مستمر بشكل يومي، ونحن نرى ان الوضع الآن خطير ولكن نأمل ان تكون هناك نقطة تأمل وتحول في الفكر العربي خاصة لدى أصحاب القرار وفي الشارع العربي والدول العربية، ونحن لا نسأل الآن من أخطا ومن المسؤول فأنا لست متحدثا باسم حزب الله او احد آخر ولا أوافق على هذا الموضوع لأنه ليس وقته الآن، فالأحداث الحالىة اكبر من هذا الموضوع فما يجري في لبنان وفلسطين وكذلك ما يجري في موضوع إيران وسوريا والعراق والمنطقة ككل لهذا يجب ان تكون نظرتنا متكاملة لهذه القضية ولا نربطها بحدث معين.
* هناك إصرار أمريكي عجيب على عدم وقف إطلاق النار فالبعض اعتبر ان هذا تغطية عسكرية وسياسية لإسرائيل كيف تنظرون إلى هذا الموقف؟
- لابد ان نكون واقعيين نحن نعرف ان هناك التزاما امريكيا واضحا بحماية اسرائيل والوقوف معها بكل الاشكال ونحن نعلم خلال الخمسين عاما الماضية في الصراع العربي-الإسرائيلي كان هناك موقف واضح لأمريكا، وكانت امريكا راعية للسلام ونتمنى ان تظل راعية للسلام ولكن نحن نعرف ان هناك حلفا امريكيا اسرائيليا ونحن لا نتدخل فيه وهناك احلاف عربية اسرائيلية فنحن في قطر قلنا في الجامعة العربية لا أحد يزايد على علاقتنا مع امريكا وبعد عملية السلام علاقتنا مع اسرائيل، فنحن مشينا في هذا الخط لاننا مؤمنون بعملية السلام، ايضا امريكا لها حلفاء في المنطقة وعلى رأسهم قطر حتى لا يقول احد اننا نتهم احدا في هذا الموضوع ولكن من المهم في رأيي كدولة صديقة لأمريكا أنها يجب أن تنظر بعين اوسع ان حفظ امن اسرائيل هذا مطلوب ولكن عدم خسارة الأصدقاء مطلوبة جدا في هذا الوقت، فالتوازن مطلوب اذا كانت امريكا الراعي الوحيد للسلام ولهذا لابد ان تكون امريكا مواقفها واضحة في هذا الموضوع فاطلاق يد اسرائيل للقضاء على حزب الله بموافقة امريكا ونحن لانستغرب الموافقة الامريكية ولكن يؤسفني ان هناك موافقة عربية لانهاء هذا الموضوع، بما معناه ان تقوم اسرائيل بانهاء هذا الموضوع وانهاء وجود حزب الله في هذه المنطقة ضمن المخطط الأكبر.
* الكل يتحدث عن تواطؤ وتخاذل عربي، ممن هذا التواطؤ وما معنى الصديق للولايات المتحدة في هذه المرحلة؟
- الصديق في التصنيف ان هناك حليفا رقم واحد وحليفا رقم عشرة وهناك حليف رقم عشرين وهناك حليف مصالح وهناك حليف استراتيجي وهناك حليف لأغراض معينة وهناك حليف ينتهي عندما تنتهي مهمته، ولا أريد ان ادخل في هذا التصنيف ولا اعرف اين نحن من هذا التصنيف حتى أكون صادقا معك، وعندما قلت بعض الدول العربية فهناك نوع ما من الموافقة من الدول العربية على أن تقوم اسرائيل وتكمل المهمة قبل إطلاق النار واستغرب كيف بنوا سياستهم في هذا الامر واعتقد انهم مجتهدون للمصلحة العامة اللبنانية ولكن نسوا المصلحة العامة العربية ونسوا مواطنيهم في بلادهم، وهم يتعاطفون مع ما يرون من الأحداث في لبنان ولذلك بدأ بعضهم يغير رأيه وهذا شيء جيد والتخاذل العربي "مش غريب" ولكن الموافقة هي الغريبة في هذا الموضوع، فإعطاء الضوء الأخضر بشكل مباشر هذه هي العملية الخطير وهذا لا يعني -حتى لا يشوش احد الأفكار علىنا- اننا نتفق مع كل ما جرى سواء من حزب الله او حماس او غيرهما ولكن نحن نتفهم الوضع الحالى ولكن الغريب ان نسمح بإكمال المهمة.
* سعادة الوزير تقول أعطي ضوء اخضر فهل معنى ذلك أنه حدث ذلك بتنسيق؟
- لا أعرف لكن هناك تنسيق مسبق لكن الشرارة حدثت بعد ما حصل في لبنان، والدول العربية موقفها كالتالي: هناك دول لها قضايا مع الرأي العام الامريكي والكونجرس وتريد ان تثبت انها الدولة التي يمكن ان يعتمد علىها وفي نفس الوقت تحل مشكلتها على حساب مشاكل المساكين الذين ماتوا.
* هل المقصود بها السعودية؟
- لا أقصد السعودية ولا اريد ان اتهم احدا وكلنا عندنا مشاكل ولا أريد ان اتهم السعودية ولكن انا احلل تحليلا عاما كمواطن عربي وانا أتحدث معك كمسؤول ومواطن وانا في إجازة من العمل وهناك دول عندها مصالح تنموية وتحتاج الى شيء، وهذا يدخل ضمن المصالح الذاتية وكل هذه ممكن تتوفق ولكن هل هذا هو اقصر الطرق للتوفيق ام ان هناك دولا عربية تريد ان تقول لامريكا انكم تستطيعون ان تعتمدوا علىنا لإنهاء الصراع وهذا جيد، ولكن لايمكن ان ننهي الصراع على حساب دماء الشهداء، وانه لإنهاء الصراع يجب ان نجلس مع اسرائيل على طاولة واحدة ونتباحث معهم وهذا جيد وهذا ما نقوله دائما ان نجلس وجها لوجه، ونقول هذا لكم وهذا لنا، ونحن نعرف ان هناك قرارات لمجلس الامن والجميع يطالب باحترام هذه القرارات ونحن نطالب باحترام قرارات مجلس الأمن التي تخص الفلسطينيين، ونحن مستعدون ان يستخدمونا اذا كان هناك هدف نحققه ونصل الىه، ولكن هذا الأسلوب من المؤامرات او تشتت الآراء فهناك تصنيف عربي خاصة بعد الاجتماع الأخير في مجلس الجامعة العربية، فانا اعتقد ان التصنيف الذي حدث من مع الموضوع ومن ضد هذا الموضوع ومن سيقوم بالمهمة، فكلنا تلقينا اتصالات من اصدقائنا وتلقينا بيانات وطلب منا مواقف ونحن نقدر ما يطلبه منا أصدقاؤنا من ان تكون لنا مواقف ونحن نعتقد اذا كانت تخدم المصلحة الوطنية العربية فنحن مستعدون ان نقوم بها لكن حان الوقت لأصدقائنا ان يروا ويتمعنوا ان هناك شارعا عربيا وانا اعرف ان البعض سمى الشارع العربي بانه غوغاء ولكن انا احترم الشارع العربي ومعظم الدول الديمقراطية في العالم الغربي حتى الىمين المتطرف يتهم الشارع لانه جزء من المنظومة السياسية ونحن نحترم الشارع ونتعامل مع الشارع الوطني ونحن نقول لأصدقائنا ان هذا لا يأتي بنتيجة، فكلنا نعرف ما هو الحل ومن بيده الحل ويستطيع عمل الحل واذا استوقفنا التاريخ العربي السابق فأي مؤامرة مع الاصدقاء نعتقد انها ستحل الموضوع لن تنجح، وانا آسف ان اسميها مؤامرات لكن نقول إن أي اتفاق بين أي طرف وآخر تاريخيا لم يؤد إلى حل المشكلة والوشاية لا تؤدي إلى حل الموضوع.
* هل تخشون من تبعات معينة؟
- مصلحتنا تتطلب منا كقطر ان نهتم بمشاعر الشارع القطري، وإذا لم نستمد قوتنا من الشارع القطري لن يحترمنا الغير. وهذا ايضا ينطبق على أية دولة في العالم العربي أو الغربي، ومع ذلك لا يمكن ان نصف الشارع على أنه كله غوغاء ويمكن ان تعمل تصويتا الآن وانتم لا تعملون لان انتم غير محايدين، أي أحد يعمل تصنيفا سيرى ما هو الشارع العربي، ولذلك نحن اتهمنا بعلاقاتنا مع أمريكا وقوطعنا في مؤتمرات إسلامية ومؤتمرات أخرى بسبب عملية السلام وبسبب إسرائيل وبسبب أمريكا وكانوا دائما يقولون هؤلاء هم العملاء، وهؤلاء هم كذا، وحتى عندما شنت الحرب على العراق رغم موقفنا الواضح قالوا إنها طالعة من قطر، وكأن ما في عند أمريكا إلا قطر لتطلع منها القوات.
* القنابل الذكية قيل ايضا إنها طلعت من قطر؟
- طبعا هذا من ضمن الأشياء وحتى لو رجعت لمصدر الخبر ومن أين طلع الخبر ستعرف مسبباته، وهذا تهييج، نحن عندنا وجهة نظر نحن نبحث في هذا الموضوع بعدما سمعنا هذا الخبر، لأن الاتفاقية الواضحة بيننا وبين الولايات المتحدة حتى أكون معك صادقا أنا لا أعرف إلى الآن إذا ما كانت طلعت من قطر أم لا، رغم إنني أشك ان هذا جزء من الحرب الإعلامية لأن المصدر يجعلني أشك في الموضوع، لكن رغم شكي في المصدر فإنني احترم المعلومة التي عنده واريد ان "اشيكها" - افحصها - لأنه يمكن جاءت أيضا من حليفنا المشترك أمريكا.
في ما بعد قالت مصادر أخرى ايضا انطلقت من بريطانيا حتى نكون واضحين، في ما يتعلق بالولايات المتحدة عندما تقول صديقك من صدقك وليس من صدقك، يعني ألا تخافوا مما يمكن اعتباره نوعا من عدم الليونة في موقفكم تجاه ما تريده الولايات المتحدة هذا له اثمان يعني هل تخشون من تبعات معينة إذا ما اخذنا بعين الاعتبار التحليل الذي تفضلتم به؟
- طبعا كل شيء جائز، ولكن أهم شيء ما يكون ثمن على حساب شعبنا، يعني إذا كان هناك شيء يسير على فرد وعلى حكومة ولكن يكون الشعب مرفوع الرأس وهذه ووجهة نظر سمو الأمير، نحن اتخذنا الموقف من إيماننا بأنه فيه ديمقراطية غربية وفيه احترام للرأي الآخر في الدول الغربية ولوجهات النظر المختلفة، نحن أصدقاء ومازلنا أصدقاء. ولكن هذه هي وجهة نظرنا، ووجهة نظر قطر لن تؤثر في العالم وانت تعرف انه هناك تصنيفات، عندنا الدول الصغيرة والدول الكبيرة في منطقتنا ودول فاعلة وهذا موقفنا ونترك باقي المواقف للدول الكبرى الفاعلة لتستطيع ذلك وسنسند موقفها لأنه الآن ليس مطلوبا الأكبر والأصغر، المطلوب ان نخرج الناس من هذه المحنة لا ان تعطى مهلة أسبوعين مثلما يريد الإسرائيليون لإنهاء هذه المهمة ثم نأتي بوقف إطلاق النار، هذه هي الخطورة ونقول نحن سعينا لوقف إطلاق النار؟ لا لم نسع، هذه شروط إسرائيل.
* فيما يتعلق باجتماع الجامعة العربية كيف لنقول بصراحة كيف تصرف أصدقاء الولايات المتحدة في هذه الاجتماعات وانتم من بينهم، هل أصبح الحديث ما ينفع العرب وما لا ينفعهم، ما ينفع لبنان وما لا ينفعه، أو ما المطلوب أمريكيا وغير المطلوب أمريكيا؟
- أنا قلت لهم نفس الكلمة التي قلتها أرجو عدم المزايدة علينا، لأن نحن عندنا علاقات وعندنا صداقة مع أمريكا ولا نخجل ان نقول عندنا صداقة مع أمريكا، نحن لا نقول شيئا ونخفي شيئا، وايضا لا نخفي ان هناك علاقات مع إسرائيل ولو انها محدودة في مكتب تجاري، ولكن هذه تعتبر نوعا ما علاقة قد يختلف معنا أحد وقد يتفق، لكن هذا هو الوضع كما هو، لذلك يعنى الذي استغربناه ان الموقف بيننا وبين أصدقائنا هو نفس الموقف الذي وجدنا يطالب به البعض، نحن لا مانع عندنا ان يكون هناك موقف، لكن أردنا مناقشته، ونتكلم بشكل عام ان هناك موقفا، لم يكن لدينا مانع ان نمشي مع هذا التيار، اذا كان هناك اقناع واضح في هذا الموضوع، ولكن مجرد أوراق ونبصم عليها، اعتقد انه يضرنا عند الشارع العربي والشارع القطري لأنه يفقدنا مصداقيتنا كحكومة ولذلك أردنا ان نناقش وعندما ناقشنا وجدنا ان هذا بدون اي تعهدات من الطرف الذي فرض هذه الورقة والذي أرادنا ان نتبنى هذا لم تكن هناك تعهدات بالموقف العربي ولكن مجرد تبرع، سيكون هناك أمل في ان نطلع ناس طيبين ومجتهدين وان نفذنا على اساس بروباجاندا إعلامية، وأنا اريد ان اقول هنا كلمة أي نظام عربي يستمد قوته أو يعمل حساباته على علاقات خارجية انها تحفظ آمنه خاطئ، وهنا نتكلم حتى عن قطر أول خطوة عندك في وضعك الداخلي، الخطوة الثانية علاقات الصداقات ذات الاحترام المتبادل بينك وبين الآخر، ونحن نعتز ان عندنا أصدقاء ونهتم بما يطلبه الأصدقاء، وكثيرا مشينا مع أصدقائنا في أشياء كثيرة ولكن ليس على حساب أية دولة، يمكن على حسابنا في قطر هذا يحاسبنا فيه شعبنا ولكن ليس على حساب أحد آخر.
* سيدي الوزير يعني عندما نتحدث عن قطر كصديقة للولايات المتحدة برأيك لماذا الولايات المتحدة إذا كنتم أصدقاء والصداقة يشترط فيها التبادل، ربما انتم تنظرون إلى أنفسكم كأصدقاء للولايات المتحدة، والولايات المتحدة لا تنظر بالضرورة إليكم كأصدقاء حقيقيين، برأيكم لماذا لا تستمع واشنطن لهذه النصائح المتكررة التي تتحدث حتى بالمنطق الحريص على المصالح الأمريكية؟
- أنا لا ألوم واشنطن كثيراً، لأن واشنطن مواقفها واضحة دائماً، لأنهم دائماً يتكلمون عن إسرائيل كحليفة لهم وان حماية إسرائيل واجب أمني، وأنا احترم هذا الرأي ولا عندي اعتراض حتى على هذا الرأي، هذا خيارهم وهم قرروا هذا، الباقي علينا نحن مع أصدقائنا ان نقول لهم إننا نحترم هذا القرار، ونحترم وجود إسرائيل وهذا ما جعلنا نمشي في عملية السلام أكثر من غيرنا، بعضهم قال ماذا حشركم في هذا الموضوع، لا أنتم دولة مواجهة ولا غيره، لكن لا، نحن السلام يهمنا في المنطقة، يعنى مثلا من الدول كسوريا وإيران كانوا من الدول التي يعترضون علينا في هذا الموضوع وكان فيه زعل، ولكن هذه كانت وجهة نظرنا في هذا الموضوع بسبب علاقاتنا، هذا الطرف الآخر يقدر علاقاتنا ام لا انا لا استطيع ان أتكلم عن الطرف الآخر، ولكن اتكلم انه هذه الصداقة بالنسبة لنا نهتم فيها، ولكنه اهتمام ليس على حساب دول أخرى وتطويره لا يكون على حساب دولة عربية أخرى.
* هل كان اجتماع الجامعة العربية فيه مزايدات لنقل لأصدقاء الولايات المتحدة من يبدى الولاء الأكثر وإذا كان كذلك مقابل ماذا؟، هل طرحت القضية بشكل واضح على الطاولة لتقف معهم الولايات المتحدة وإسرائىل، في هذه القضية على أن نصل في النهاية إلى كذا هل كانت هناك صفقة ربما تبدو مغرية؟
- ياليت قال لنا أي أحد أن هناك صفقة تفيده حتى نستطيع أن نساعده، لكن ما فهمت هو ليس مزايدات حتى لو مزايدات مقبوله لكسب الولايات المتحدة هذا مشروع تعمله دول كثيرة عربية وغير عربية مقابل ماذا؟ هذا سؤال يحيرني، يعني هناك دول عملت عملية السلام بالفعل، وهناك دول كأغلب الدول العربية بعلاقات جيدة مع أمريكا ونحن منهم ذوو العلاقات الجيدة مع أمريكا، لماذا ومقابل ماذا؟ أنا أعتقد أننا اهتممنا بالشارع الغربي أكثر لتحسين صورتنا، فهناك جزء يهتم بتحسين وجهة نظرنا في الشارع الغربي قبل أن يهتم بشارعه هو، إضافة إلى أن شارعنا تعود كثيراً على أن بعض الحكام العرب يكذبون على الشارع والشارع يصدق ويقولون الحاكم أعرف أو أدرى بهذه الأمور، الان هذه صارت مكشوفة وغير مقبولة، ولكن لست أفهم، يعني لو أن أحدا أدخلنا في هذا التفاهم الموجود لكنا اتفقنا مع الطرف هذا على المضى قدماً، حتى لو بيأتي لسلام أو وقف للعمليات العسكرية كنا سنتفق، نحن اجتمعنا والناس الذين عندهم وجهة نظر أو بعضهم لم يتفقوا على شيء.
* إذن في هذه الحالة هل أنتم منزعجون لأنه لم يتم اشراككم في هذه الطبخة؟
- لا، نحن فقط أردنا من أي أحد أن يكون شجاعاً ويقول لنا ما هي الطبخة ونحن نتفق معه.
* لا عرفتموها ولا شمتم رائحتها حتى؟
- لا.. عرفناها وشممنا رائحتها، ولكن ما صدقناها وأن نصل لهذه المرحلة في ظل وعي عربي وغليان في الشارع العربي ليس على هذا الوضع ولكن قبل هذا الوضع.
* دعنا نقول أنه لم يكن غطاء عربياً بل كان أكثر من غطاء؟
- لا أريد أن أحدد بهذه الطريقة ولكن يعني يمكن أن يحلل بعدة تحليلات، يعني تعرف المطلوب هو شرق أوسط جديد ومطلوب ديمقراطية أيضاً في الشرق الأوسط، هناك دول لا تريد هذا الموضوع وهناك دول بدأت هذا الموضوع وهناك دول مشت فيه، إذن هناك شيء إذا كان ذلك سيكون ثمن السبعمائة طفل وإمراة الذين ماتوا لمصلحة الأمة كلها ولو أن هذا صعب أن نقول أننا نفهم لكن ما أعرف وما أستطيع أن افهمه.
استطيع أن أفهم من يريد مكاسب مالية أو مكاسب اقتصادية ربما، لكن فيه شيء لا أفهمه، إذا أنت لا تريد مالاً ولا تحتاج اقتصاداً ولا تؤمن بعلاقات مع أمريكا ولا تؤمن بإسرائيل وتتكلم وتقول لشعبك كل يوم شيئاً مختلفاً وتعمل ضد هذا كله، هذا يطرح سؤالاً كبيراً.
* ذكرت سيدي الوزير الشرق الأوسط الجديد وأحد الكتاب الفلسطينيين سماه "شرق أوسخ جديد"، هل لديكم مخاوف مما قالته السيدة رايس خاصة إذا كانت الطبخة هكذا؟
- هذه ليست أول مرة نسمع فيها عن شرق أوسط جديد في مدريد سمعنا كذا مرة عن شرق أوسط جديد وقبل مدريد من 1982 والأحداث تتوالى وكل ما تحصل أزمة نقول نحن في شرق أوسط جديد، لما صارت الحرب العراقية- الإيرانية في البداية تكلموا عن أنه سيكون هناك سلام في الشرق الأوسط، يقولون، أنا ما شفت ولا أعرف، ولما احتلت العراق الكويت الاحتلال الآثم تكلموا أنه ستصير عملية سلمية، وصارت مدريد وبدأت عملية مدريد في هذا الموضوع وبعد المجازر التي تحصل من فترة لفترة دائما نتكلم، ومات عرفات وقلنا نساعد أبو مازن، أبو مازن تركوه وحده وما حد سانده وصار له رئيس حوالي سنتين وما فيه دولة غربية أو إسرائيل وصلت معه لحل، حتى من غزة انسحبوا إنسحابا انفراديا، ما أعطوا سجينا وما أعطوا شيئاً، هل نستطيع أن نقول أن أبو مازن غلطان، إذا هم يتحدثون عن أوضاع فهم يبدأونها، يعني هم يريدون كل شيء ولا يريدون أن يعطوا شيئاً الإسرائيليين، ومن المشكلة إذا كنا نريد سلاماً يعني غير معقول أن يقتل الناس كل يوم في غزة ويسمى قائد هذا أو ذاك ويذبح ناس في الشاطئ ويقول قصف بالخطأ، وتهدم بيتاً فيه عائلة وأطفال وتقول قصف خطأ وتقول لي أنا اعتذرت وعملت تحقيقاً، طيب وبعدين وبعد التحقيق؟ الان تقولون يعملون تحقيق ولكن ان حصل هذا في الجانب الاخر كان أين وصلنا، كان الان نحن في حالة صعبة.
* الان وصفنا قطر بأنها صديق زعلان.. هل هذا صحيح؟
- لا. نحن صديق له وجهة نظر لا يعرف أو يعرف البعض ويستغرب ما يجري من دول إقليمية وغير إقليمية في هذا الموضوع، ولذلك نحن نعتقد ومؤمنون بالسلام وبأن تعيش إسرائيل بيننا بسلام، والا يكون هناك مكان للإرهاب، وإذا كان حزب الله هو حزب إرهابي، دعنا نتفق على الإرهاب أولاً بالأمم المتحدة، ولما نتفق على الإرهاب ساعتها نستطيع أن نحدد ما هو الإرهاب، نحن مؤمنون بأن يكون الشرق الأوسط خالياً من أسلحة الدمار الشامل، ومؤمنون بالسلام وبأن تحل القضايا بالطرق الدبلوماسية ولذلك لا نفهم بعض الأحيان الاستعجال في بعض الأشياء وكأن هذه المنطقة قد قدر لها أن تكون دائما تهتز وتخسر فلوس في نفس الوقت.
* على فكرة سيدي الوزير كثير من التحليلات تسير في إتجاه أن ما يجري الان سيعزز في النهاية التطرف والإرهاب أكثر في المنطقة، لأنه ليس فقط الولايات المتحدة تراعى أصدقاءها ولا تراعي من تقول أنه صديق ولا من يريد أن ينصح، وفي النهاية تريد أن تطفئ أي موجة احتجاج أو ممانعة، هل لديكم تخوفات في هذه المسألة؟
- لا. نحن لا نريد أن نضع كل شيء على الولايات المتحدة، الولايات المتحدة عملت أشياء جيدة وعملت أشياء سلبية بالمنطقة، كيف نفصل بين هذا وهذا ونشجعهم ونصارحهم ونشجعهم على الجيد ونحاول أن نكون صرحاء معهم، أعتقد أن ذلك سيفيد المنطقة، لأن نحن أصحاب المنطقة أعتقد أننا قد نفهم أكثر ما الذي يفيدنا، أما الإرهاب فله عدة أشياء، الإرهاب لابد وأن نبدأ من جذوره، فالإرهاب غذى في أفغانستان في البداية، تحالفنا مع أمريكا وتحالفت دول كثيرة مع أمريكا لطرد الاتحاد السوفييتي ووجدت حكومة إسلامية وطلعت غير صالحة، وطلعت راعية للإرهاب، هؤلاء الإرهابيون يجب أن نعرف لماذا صاروا إرهابيين ومن أين أتوا ومن غذاهم فكريا قبل ان يغذيهم ماليا للوصول لهذه المرحلة ويبدأون هذا العمل وعليه نعالج هذه المشكلة من جذورها.
نحن بالطريقة التي نسفه فيها الشارع العربي مثل ما يريد البعض أو شارع الغوغاء نخلق ناساً يقودون الشارع العربي إرهابياً، لماذا نسمح بذلك، يجب أن ننصح الولايات المتحدة كأصدقاء لها، أننا سنتضرر وهم سيتضررون من هؤلاء الارهابيين، ولذلك يجب ان يكون هناك نوع من الانصاف ونحن لا نطلب من الغرب ان يكون فيه انصاف، نحن نحترم ذلك فعندهم سياسات وعندهم قضايا بحجم العالم، يعني هم يرعون العالم، يرعون منطقتنا، ولكن يجب ان نساعدهم على معرفة الطريق الصحيح.
* ارتباط بذلك كان هناك تصويت قطر في مجلس الامن كدولة وحيدة اعترضت على ادخال ايران فترة لوقف تخصيب اليورانيوم وإلا ستخضع لعقوبات، هذا ايضا مظهر من مظاهر الزعل؟
- لا.. هذا الزعل يعتبر زعل اطفال اذا كان على هذا الاساس نحن نتعامل كدول ومصالح، نحن أخذنا هذا الرأي ان ايران قالت ايضا ستعطي في 22 اغسطس جوابها ونحن اليوم في اول اغسطس، وقلنا لهم باق 20 يوما، ننتظر العشرين يوما، وإذا كان الجواب سلبياً نصوت بالاجماع كلنا، واذا كان الجواب ايجابياً نبني عليه خاصة وان ايران قالت انه اذا صدر قرار لن نجاوب في اغسطس، ونحن المستفيدون والمتضررون من هذا الموضوع، لأننا في المنطقة وجيران لايران، وتقع علينا مسؤوليات امام شعبنا.
فدرسنا الموضوع ووجدنا انه ما الذي يمنع من الانتظار عشرين يوما، وهذه وجهة نظرنا، طبعا مجلس الامن قرر ان يمشي في القرار، ونحن نحترم قرار مجلس الامن ونتفهم ذلك، ولكننا نرى ان العشرين يوما لن تغير هذا الموضوع خاصة ان "الباكيدج"- حزمة الحوافز- التي اعطوها لايران ما نعرف عنها شيئاً، ومفاوضات الغرب الخمسة زائد ستة مع ايران لم نعرف عنها، والاتفاق الذي كان بين مجموعة الثماني وايران لا نعرف عنه وكذلك رد ايران لا نعرف عنه، مباحثاتهم المعلنة وغير المعلنة من قبل مع ايران لا نعرف عنها، فقط يريدون ان نأتي ونصوت على القرار على الاستنتاج الذي وصلوا اليه هم، يشاركوننا في الاستنتاج حيث نصوت معهم، نحن كدولة ذات مصلحة وبيننا حدود مشتركة، هذه وجهة نظرنا.
* سيدي الوزير فيما يتعلق باسرائيل، صرحت وزيرة الخارجية الاسرائيلية قبل ايام قليلة بان ما يجري الآن في لبنان لم يؤثر في علاقاتنا لا مع قطر ولا مع تونس ولا مع موريتانيا، إذن كيف يمكن ان نفسر ذلك؟
- نحن لا نريد ان نستخدم سحب السفير واعادته بعد ايام ولانه اذا اتخذنا قرارا يكون واضحا، لما اتخذنا قرارنا الصعب بأنه يكون فيه ممثلية تجارية هنا مصالحنا اقتضت ورأينا انه لا يضر بالمصالح العربية، بينما البعض قال اضرت بالتفاوض مع اسرائيل، طيب نحن مستعدون ان نطردهم غداً إذا كان سيكون هناك تفاوض وموقف عربي مختلف، الشيء الآخر نحن نعرف ان هناك ممثلين اسرائيليين في اغلب الدول ولكنهم بغطاء آخر وبموافقات الحكومات ولذلك نحن موقفنا علني وهذا موقفنا، علاقتنا لم تتضرر نحن ليس لدينا علاقات اكثر من اتصال تليفوني أو مقابلة وصورة ما قابلنا اي مقابلة غير معلنة.
* لكن إذا خرج من قطر قرار بان قطر تقرر إغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة هذا له مدلول سياسي ليس بالهين؟
- هذا صحيح وايضا نحن نعمل حساباتنا، هذا ليس في استطاعتنا كدولة عربية منفردة ان نقوم به ونحن نرى انه يجب ان نتفاهم مع اسرائيل ويجب ان تكون هناك علاقات مع اسرائيل ولا يعني ذلك ان نفتق معها أو نشجعها على ضياع الحق العربي، نشجع اسرائيل بالاسلوب الذي اتبع عربيا، باختلافنا في الجامعة العربية وفي فشل مؤتمر روما ووصولنا لهذه الحالة، هذا نشجع به، هناك دول عربية كبرى سحبت السفير، ولو رأينا اسرائيل اهتزت نسحب ولكن من الاصل ليس لدينا مكتب في اسرائيل ولا عندنا سفير.
* سيدي الوزير دائما انتم وكل الدول التي ترتبط مع اسرائيل بشكل أو بآخر سواء على مستوى سفارة أو مكتب تمثيل او مكتب تجاري أو غيره، الحجة دائما جاهزة نحن علاقاتنا مع اسرائيل نستغلها لمصلحة الفلسطينيين الآن هناك محنة، علاقتكم مع اسرائيل ماذا فعلت؟
- انا اقول لك شيئا، بعد مؤتمر مدريد كان هناك بعض الدول التي مازالت متمنعة عن عملية السلام، وكان بين فترة وفترة هناك مبادرة عربية للسلام، ومبادرات كخريطة الطريق أو السلام، نحن إلى الآن لسنا عارفين.. بحسن نية نحاول ان يكون هناك سلام بين العرب واسرائيل ويكون هناك امن، اعتقد ان المشكلة الرئيسية اننا حتى الآن لم نجلس مع اسرائيل كلنا كعرب على الطاولة وما يصير ان نرسل مبادرة من خلال الانترنت أو من خلال احد ونقول هذه مبادرتنا العربية، صاحب المبادرة يجب ان يقدمها، نحن كعرب نجلس مع اسرائيل ونقول هذا موقفنا معكم، نتفق أو نختلف واذا اختلفنا هل يكون هناك قرار عربي موحد، قرار سياسي يحترمه كل العرب، نحن اول من يحترم اي قرار سياسي لكل العرب بقطع العلاقات مع اسرائيل.
* هذا لم يبحث بأي شكل من الاشكال؟
- هذا يبحث من خلال الصحف على اساس انهم يعتقدون ان الشارع العربي مثل شارع غوغاء لا يفهم، ويقولون انظروا قطر عملت علاقة مع اسرائيل، ويعتقدون بانهم يقنعون الشارع العربي بان هؤلاء يقولون شيئاً ويتعاملون بشيء آخر ولكن الشارع العربي اليوم واعٍ ويعرف من الصادق ومن الكاذب.
* الشارع العربي هذا أصبح يقول: كنا ندين الصمت العربي ويقول الآن يا ليته ما تكلم، الآن اليمن سعت الى قمة ولكن ما حدث لم تعقد؟
- نحن في قطر ايدنا القمة وسعينا لدعم فخامة الرئيس علي صالح لعقد القمة وما صارت القمة، الآن في كوالالمبور نحن مدعوون لقمة إسلامية، ونحن في قطر صدر بيان بتوجيهات صاحب السمو بأننا سنحضر هذه القمة، ونحن لا نمانع من حضور أي قمة ممكن ان نخرج منها بأدنى اتفاق أو حتى اختلاف حتى نعرف وجهة نظر إخواننا الآخرين.
* ولكن أليست كارثة ان تنتهى الأمور في لبنان هكذا ثم تقع الدعوة إلى قمة فيصبح مطلوبا منه أشياء معينة؟
- جائز، نحن ندعو إلى وقف إطلاق النار ولكن لا يصير ان يحددوا لنا، على الوضع الذي أراه ان هذا الوضع.
* في مؤتمر روما الأخير الخاص بلبنان شاركت ثلاث دول عربية السعودية مصر والأردن، بصراحة نريد ان نعرف من الذي فوض هذه الدول، هل هو عمل عربي مشترك؟
- أنا لا اعتقد انه لابد ان يكون هناك تفويض عربي، لقد شاركوا بصفتهم دولاً عربية فاعلة، وبأنهم يريدون ان يعملوا نوعا من التفاهم، أنا في الحقيقة لي عتب على أنهم لم يطلعوا الجامعة العربية على نتائج هذه المباحثات، ولكن إذا كانوا هم لا يريدون هذا شيء نحترمه، ونحن مؤمنون بأنهم راحوا مجتهدين ولكن يعني هذا ما نقوله، من حق أي دولة ان تذهب لأي مؤتمر وتدعو له على أساس فيه تنسيق لوقف إطلاق النار هذا ما فهمناه.
* هذه الدول تقريباً كانت متناغمة في موقفها فيما يتعلق بما يجري في لبنان وتم إشراكها في مؤتمر روما دون غيرها، هل هناك تخوف من نشوء محور معين في المنطقة جديد أمريكي - إسرائيلي مع هذه الدول تحديداً؟
- أنا لا اعتقد ان هذه الدول سيئة النية، وأنا احترم قرارها واعرف انها تبحث عن المصلحة العربية، ولا أريد ان اضع أحدا في محور مع أحد، إذا كان محور من أجل السلام نحن سنؤيده وسننضم له متى ما أرادونا ننضم له، وهذا موضوع يتعلق بعملية السلام.
* أولمرت اليوم في خطابه أكد ان ما يجري تتابعه كثير من الدول الإسلامية بعين الرضا، وهناك صحف إسرائيلية لا تتردد في القول إنه تتلقى القيادة الإسرائيلية اتصالات من قيادات عربية وحتى خليجية تقول الله معكم أكملوا ولا تتوقفوا، هل يمكن ان تكون الأمور بهذا الشكل؟
- للأسف ثمة شيء من هذا، وهذا لا يعني أنني خائف على حزب الله، حزب الله يحتاط لنفسه بنفسه، يمكن أنني آخر المؤيدين، لكن لا أعتقد الآن أن موقفنا -عربياً- موقف صحي وهذا ليس غريباً علينا، وليست أول مرة نمر بمحنة، وإذا كان فيها مصالح للغير تعودنا أن يحلوا لنا المشكلة، وبعد ذلك نمسك السيوف ونرقص نقيم عارضة أي إننا تعودنا على ذلك.
* البعض يرى في الأمر اعتبارات طائفية حتى نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني قال نحن نحارب لأننا نحارب إسرائيل، وليس لأننا شيعة فإذا كان الأمر بهذا الشكل، لماذا لم يتصرفوا مع شيعة العراق وهم متحالفون مع الولايات المتحدة، هل الاعتبار الطائفي لعب فعلاً دوراً في حسابات بعض الدول في التحالف مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل لإنجاز المهمة؟
- أنا لا أعتقد أن العامل الطائفي موجود فقد يكون هناك مناطق قوة.. دعنا نكون صرحاء شيعية وسنية وهذا صراع موجود منذ القدم، لكن مرت فترة طويلة من الزمان من الهدوء، وما صرنا نعرف السني من الشيعي لأن هذا موضوع يخص كل إنسان وعقيدته، نحن نحترم المسيحي ونحترم اليهودي، لماذا لا نحترم بعضنا كطوائف؟ ولذلك فإن احترامنا لبعضنا كطوائف يجنبنا مصادر القوى سواء الشيعي أو السني، وإذا كان الصراع مبنىاً على هذا الموضوع فأي طرف يجب أن يقول هذا بوضوح، حتى نفهم لماذا، وأي طرف يريد أن يستقطب معه أطرافاً اخرى، يجب أن يقول لهم نحن نريد أن ندخل في صراع سني - شيعي لانه حتى مصادر القوى بدأت تختل، وهذا كلام استراتيجي لكن كيف نصلحه؟ بإيمان.. بما نريد أن نقوم به.. وهذا لا يعني ان نقتتل مع الطرف الآخر، ولكن يعني أن نقوم بعمل أحسن اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتعليميا لشعوبنا وبديمقراطية حتى نستطيع أن نقول نحن كسبنا الجولة، الجولات عادة لا تؤدي لانتصار، حتى الحرب تستغل لتحريك مواقف، حتى يجلس السياسيون على الطاولة، لكن جربنا الحروب ومن المناسب الآن ان يهتم كل واحد بتطوير نفسه حتى يعمل لهذه الحالة، فلماذا الغرب تفوق علينا؟ وآسيا؟ حتى الاتحاد الأفريقي يرسل جيوشاً لفك اشتباكات، وهي دول فقيرة، وغير قادرة، وكنا نعتقد أنهم يمثلون العالم الثالث نحن إلى الآن غير قادرين على عمل شيء كهذا.
* لبنان يجري التعامل معه على هذا المستوى ونحن نضع أيدينا على قلوبنا في ما يتعلق بفلسطين، فغزة في هذه الحالة والضفة الغربية والوضع الفلسطيني سيذهب بين الأرجل، إذا كان التعامل مع دولة قائمة بهذا الشكل سيوصف بالتواطؤ شئنا أم أبينا كيف سيتم التعامل مع الفلسطينيين في هذا الوضع؟
- موضوع فلسطين للأسف فيه قرارات دولية ويجب على اصدقاء اسرائيل ان يصروا على تنفيذ القرارات الدولية حتى يستطيعوا ان يبرروها في مناطق أخرى يجب ان تبررها أولا في اسرائيل، ان نقول لهم هذه حدودكم التي أقرتها الأمم المتحدة تقفون عندها ونقيم علاقات طبيعية مع اسرائيل ويكون هناك دولتان فلسطينية واسرائيلية مثلما قال الرئيس الأمريكي لكن متى بعد عشرين سنة؟ نريد أن نفهم الوقت والتاريخ ليس مهما الآن ولكن نريد أن نفهم التاريخ.
القضية الفلسطينية طبعا تدفع الثمن للخلافات العربية وندفع ثمن التخاذل العربي في بعض الأحيان وندفع نثمن علاقاتنا مع الآخر، ولذلك اقول لهم يجب الاعتماد على النفس، ولكن ممكن تعتمدون علينا ماليا أن نعطيكم ماليا ولكن الاعتماد السياسي يجب ان يكون فيه رؤية متفق عليها ووحدة سياسية اذا عملنا مبادرة عربية نلتزم بهذه المبادرة، لا أن يذهب واحد ويقول لهم والله أنا سأجيب لكم ديسكونت "خصم" على هذه المبادرة، هنا تبدأ المشكلة اذا التزمنا بشيء نمشي فيه واذا كان عندنا مبادرة نريد ان نقابل اسرائيل ويا راعي السلام ويا الدول الخمس الدائمة العضوية، ونحن 22 دولة ندرس وننهي هذا الخلاف بالجلوس بطريقة حضارية وهذا هو الاسلوب الأمثل.
* سيدي الوزير البعض يعتقد انه ربما لا يصلح حال المنطقة إلا بطوفان كبير بمعنى حالة تذهب بكل هؤلاء القادة الموجودين والأنظمة وان المستقبل سيكون لحزب الله ولحماس وحتى القاعدة لأنه لن نصل الى درجة أسوأ من هذا هل يمكن ان يأتينا طوفان يجرف كل هذا؟
- أتمنى للقادة طول العمر والصحة وأتمنى للقادة كلهم ان يجلسوا بشكل جدي وأنا متأكد انهم حريصون أكثر مني ولكن كل واحد له رؤيته وان يوحدوا رؤيتهم لمصلحة المنطقة ولمصلحة السلام مع اسرائيل ومع ايران ومع الغرب ومع أمريكا هذه المنطقة يجب ان تعيش في سلام، وهناك خيرات كثيرة محسودة عليها هذه المنطقة، وقد مرت بحروب كثيرة في التاريخ الحديث ولم تهنأ بالاستقرار ولا بالسلام ولذلك يجب أن نفكر في نظرة استراتيجية على الأقل نتفق مع اقليمنا حولنا كيف نعيش بسلام.