إسرائيل تواجه صعوبات في تحقيق نصر معنوي على حزب الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد مواجهات طاحنة مع حزب الله في عيتا الشعب القدس: * قررت إسرائيل توسيع هجومها البري في جنوب لبنان. ويبدو أن الإسرائيليين أصبحوا في عجلة من أمرهم لأن من الواضح أن المجتمع الدولي لن يستمر في تقديم الضوء الأخضر لهم لتنفيذ العمليات العسكرية في لبنان إلى ما لا نهاية. كما أن الاقتصاد والمجتمع الإسرائيليين غير مستعدين لمعركة طويلة، ولكن أين النقطة التي ستصمت عندها المدافع؟
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في كلمة ألقاها أمام رؤساء بلديات المدن الشمالية لإسرائيل: "لن نوقف الحرب إلى أن يزول التهديد (ضرب إسرائيل بالصواريخ)، وعودة الجنديين الإسرائيليين، وإلى أن تنعموا بالأمان". ويذكر أن المناطق الشمالية من إسرائيل هي التي تتعرض إلى الضربات الصاروخية من جانب لبنان.
وذكر اولمرت أن الحملة العسكرية المستمرة منذ 20 يوما أدت إلى إضعاف حزب الله بشكل كبير حيث شهدت تدمير مراكزه القيادية والكثير من مستودعات الصواريخ التي يملكها. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو: ما هي طبيعة الهدف النهائي للعملية العسكرية الإسرائيلية، ومتى ستنتهي؟
ذكر الرئيس السابق للموساد إفراييم هاليفي في حديث لمعلقة وكالة نوفوستي: "ستستمر العمليات العسكرية إلى أن يصبح واضحا أن أحد الطرفين انتصر على الآخر". وأكد على أن الوضع في المنطقة بعد أسبوع سيبدو مغايرا لما هو عليه الآن.
وقال محلل عسكري إسرائيلي في حديث لوكالة نوفوستي: "لقد جاء ردنا على عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين غير متوقعا بالنسبة لقيادة حزب الله التي تكبدت خسائر كبيرة. ولكن من الصعب تحويل النجاح العسكري إلى نصر رمزي". ومن الصعب بالنسبة للجيش الإسرائيلي أن يحدد تلك النقطة التي يمكن أن يعلن عن إحراز النصر عندها. ومن الصعب تحويل النجاح العسكري إلى نصر رمزي". وطلب المحلل العسكري عدم الكشف عن اسمه لأنه استدعي الآن للخدمة في الجيش. وأضاف أن تصريح ايهود اولمرت حول منع راية حزب الله من أن ترفرف مرة أخرى في جنوب لبنان لم يأت مصادفة.
ومازالت إسرائيل بعيدة عن الوصول إلى إحراز النصر الرمزي لعدة أسباب، منها:
أولا، مازالت صواريخ حزب الله تتساقط على المناطق الإسرائيلية، ومازال سكان المدن الشمالية لإسرائيل يعيشون في الملاجئ. أما الجيش الإسرائيلي فيتعرض إلى خسائر إلى حد الآن. وبالإضافة إلى ذلك غيرت القيادة الإسرائيلية أهدافها أكثر من مرة. فقد أعلنت في البداية أنها تسعى إلى نزع سلاح حزب الله أو تدميره بالكامل في حين تصر الآن على إبعاد مقاتليه عن الحدود الإسرائيلية.
ثانيا، زعيم حزب الله حسن نصر الله يعتبر سياسيا ومتحدثا محنكا يستطيع تغيير الوضع إلى صالحه. وقال الخبير العسكري الإسرائيلي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "تخسر إسرائيل معنويا بغض النظر عما سيؤول إليه الوضع".
وأقر الخبير في الوقت ذاته بأن الوضع في منطقة النزاع اللبناني الإسرائيلي تغير لصالح إسرائيل بشكل جذري بعد أن قرر المجتمع الدولي من حيث المبدأ نشر قوات دولية في جنوب لبنان. وأكد الخبير العسكر الإسرائيلي على أهمية هذا الاعتراف.
وأضاف أن "إسرائيل ستستمر في عملياتها العسكرية إلى أن يتم نشر قوات دولية في منطقة النزاع". وشدد على أن "حزب الله لن يبقى في منطقة الحدود مع إسرائيل". وأكد على أن "المجتمع الدولي يتفهم هذه الحقيقة".
ولكن بهذا الشكل يصعب التكهن بنهاية العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
بقلم المعلقة السياسية لوكالة نوفوستي ماريانا بيلينكايا