أخبار

بقعة النفط على الشواطىء اللبنانية كارثة بيئية اضافية في المتوسط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: اعتبر الخبراء أن الانعكاسات التي تخلفها بقعة النفط الصغيرة الحجم نسبيا، والمنتشرة على الشواطىء اللبنانية، قد تتضاعف بسبب الوضع البيئي البحر المتوسط من جهة لبنان لهش أصلا في شرق المتوسط. وتفيد السلطات اللبنانية أن عشرة الى خمسة عشر ألف طن من المازوت تسربت الى البحر اثر قصف اسرائيل خزانات الوقود في معمل الجية الحراري على بعد 25 كلم تقريبا جنوب بيروت في 14 تموز(يوليو). والكمية التي تسربت في حال تأكدت ليست كبيرة جدا لكن حجمها كبير بالنسبة الى لبنان وطول شواطئه التي تمتد على 220 كيلومترا.

واعتبر كريستيان بوشيه مدير مركز دراسات البحار في المعهد الكاثوليكي في باريس والعضو في الاكاديمية البحرية "انه امر مأساوي بالنسبة الى السكان المتضررين لكن سيتم التخلص منها تماما في غضون تسعة اعوام". غير ان القلق يكمن في مكان اخر. واوضح هذا الخبير "ان المتوسط بحر يعاني من مشكلات اصلا، خصوصا في القسم الشرقي منه. فقد اكد العلماء ارتفاع حرارته الى حد ان 56 نوعا استوائيا انتقلت لتستوطن فيه آتية من المحيط الهندي او البحر الاحمر عبر قناة السويس. لم يكن في وسع هذه الانواع سابقا العيش في المتوسط على الاطلاق لانه كان باردا بالنسبة اليها".

وابدى الخبير قلقه وقال "ان الارتفاع الكبير في حرارة المياه في هذه المنطقة، وهو اعلى ارتفاع يتم تسجيله، يؤثر سلبا على الحيوانات والنباتات البحرية، ولذلك فان تأثير التلوث البشري مثل بقعة النفط، اكبر بكثير مما هو عليه في المحيط الاطلسي او غيره". واضاف "المشكلة ليست بقعة النفط بحد ذاتها وانما في انتشاره في هذا الوسط الحساس جدا"، مشيرا الى تناقص كميات المياه في المتوسط بسبب التبخر.

وفي المقابل، فان غياب حركات المد التي تلعب دور المنظف في المحيط الاطلسي لا يشكل عائقا كما قال. لكنه اضاف "ان ما نخسره في مجال التنظيف، نكسبه عبر محدودية الانتشار". وبعد اكثر من 17 يوما من انتشار البقعة السوداء، بقيت محاولات التدخل مستحيلة بسبب استمرار الحرب. ويقول مركز التوثيق والابحاث حول حوادث تلوث المياه ومقره برست، غرب فرنسا، فان الوقود المنتشر وهو مادة وسطية بين الفيول الثقيل جدا والديزل، اقل لزوجة من المادة التي تسربت من ناقلتي النفط "ايريكا" (في 1999 قبالة شواطىء بريطانيا) و"بريستيج" (في 2002 شمال غرب اسبانيا).

وحذر نائب مدير المركز جورج بينييه من ان بقعة النفط "ستصبح اكثر لزوجة مع الوقت واكثر التصاقا وبالتالي اكثر صعوبة لازالتها عن الصخور". وقال غابي خلف مدير المركز الوطني اللبناني لعلوم البحار في البترون (شمال لبنان)، ان التسرب توقف الاثنين. واضاف "لكننا لا نعرف بعد ما اذا كان التسرب حصل من خزان واحد او اثنين". وفي اتصال معه من باريس اثر عودته من جولة ساحلية، لفت خلف الى ان اجزاء من الشاطىء كانت لا تزال ملطخة في نهاية الاسبوع الماضي، نظفتها الامواج. اما جنوب العاصمة حتى الجية وخصوصا شاطىء الرملة البيضاء الذي يقصده اللبنانيون للسباحة مجانا في بيروت، فبقي على العكس "اسود اللون".

وقال هذا الخبير البيولوجي "لم نتمكن بعد من سحب عينات لان مراكزنا تقع في الجية وصيدا (جنوب لبنان)، لكن الحيوانات والنباتات البحرية التي تعيش في الاماكن حيث كثافة النفط كبيرة، ستنفق". لكنه قلل من العواقب الفورية وقال للوهلة الاولى "الكارثة جمالية اكثر منها بيئية. ان بحرنا ليس غنيا بالاسماك. كما لا توجد الكثير من طيور البحر". واضاف كريستيان بوشيه "انها نقطة فيول في بحر يشبه سلة مهملات، لكنها نقطة اضافية. بدأ الكيل يطفح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف