العالم الإسلامي غاضب من ازدواجية المعايير حول لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باكستان: الهجوم الاسرائيلي قد يؤدي الى "صدام حضارات"
العالم الاسلامي "غاضب" من "ازدواجية المعايير" حول لبنان
بوتراجايا (ماليزيا)، كوالالمبور: قال الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اليوم الخميس ان العالم الاسلامي "غاضب من ازدواجية المعايير" التي يعتمدها المجتمع الدولي حيال الهجوم الاسرائيلي على لبنان مشددا على ضرورة حصول وقف فوري لاطلاق النار. وحذر اكمل الدين احسان اوغلوا كذلك من ان فشل مبادرة سلام جديدة سيؤدي الى مزيد من العنف والارهاب في الشرق الاوسط. وقال التركي احسان اوغلو ان "الامة الاسلامية حانقة وغاضبة" لانها لا تفهم كيف يسمح بوقوع مأساة انسانية كهذه.
غضب من ازدواج المعايير
وقال في كلمة الافتتاح في اجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الاسلامي للبحث في النزاع الاخير في الشرق الاوسط "الامة الاسلامية تقف حائرة امام ازدواجية المعايير التي يطبقها المجتمع الدولي". واضاف "الغضب ينتشر في كل انحاء العالم الاسلامي. واخشى ان يتحول غضب الجماهير المسلمة الى حقد دائم على المعتدين وعلى من يحميهم ضمنا وصراحة". وحذر من ان "فشل مبادرات السلام سيعرض للخطر ليس فقط جهود السلام في الشرق الاوسط بل ايضا السلام والاستقرار في العالم باسره (..) ان اي فشل جديد في هذا الاطار قد يؤدي الى مزيد من العنف والارهاب".
وتفيد السلطات اللبنانية ان هجوم اسرائيل المتواصل منذ ثلاثة اسابيع ادى الى مقتل اكثر من 800 مدني لبناني. واشار احسان اوغلو الى الحاجة للتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار يليه تبادل للاسرى وعملية فك ارتباط عبر قوات دولية تشرف عليها الامم المتحدة. وشدد على ان اي جهود لحل النزاع يجب ان تأخذ في الاعتبار جذور المشكلة. واوضح ان "المشكلة متواصلة منذ ستين عاما تقريبا، منذ حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في العيش ومن حقه بارضه".
وجدد احسان اوغلو ادانته للضربات الاسرائيلية في لبنان. وقال "اجدد ادانتنا القوية للعمليات الاسرائيلية التي لا ترحم ضد فلسطين ولبنان". واضاف "العدوان الاسرائيلي المتكرر يتحدى كل المعايير ويضرب القوانين الدولية عرض الحائط. شعبنا ينتظر منا اتخاذ اجراءات عاجلة".
وتستضيف ماليزيا التي ترأس منظمة المؤتمر الاسلامي اكبر منظمة اسلامية مع 57 دولة، اجتماعا طارئا تشارك فيه حوالى 20 دولة للمطالبة بوقف الهجوم العسكري الاسرائيلي في كل من لبنان وقطاع غزة.
تخوف من صدام حضارات
من جانبهاعتبر وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري اليوم الخميس ان الهجوم الاسرائيلي على لبنان قد يؤدي الى "صدام حضارات"، وذلك خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الاسلامي المخصص للشرق الاوسط وبحضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وقال في بوتراجايا، العاصمة الادارية لماليزيا "لا نريد صدام حضارات ولكن في كل العالم الاسلامي هناك شعور سلبي جدا يرتفع في الشارع". واضاف ان الهجوم الاسرائيلي على لبنان هو "مجزرة وهذه المجزرة يجب ان تتوقف".
وقد بدأت منظمة المؤتمر الاسلامي اجتماعاتها اليوم الخميس في ماليزيا باجتماع للجنتها التنفيذية خصص للنزاع في الشرق الاوسط وذلك بحضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وقالت مصادر دبلوماسية ان الاجتماع الذي سيعقد ليوم واحد وتشارك فيه حوالى عشرين دولة في مدينة بوتراجايا، العاصمة الادارية لماليزيا، سيدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في لبنان وارسال قوة دولية برعاية الامم المتحدة وحصول تنسيق افضل للمساعدات الانسانية.
واعتبر كاسوري انه يتوجب على منظمة المؤتمر الاسلامي ان "تركز اولا على الكارثة في لبنان وفي فلسطين وان تعزز المساعدات الانسانية" ولكنه اشار ايضا الى الحاجة للتصدي "للسبب الحقيقي" للمشكلة وهي ان "دولة فلسطينية قابلة للحياة لم تبصر النور بعد".
ومن ناحيته، قال وزير خارجية ماليزيا سيد احمد البار الذي ترئس بلاده الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي، مساء امس الاربعاء ان الدول الاسلامية "غاضبة تجاه غياب اي تحرك ومن اي نوع كان". واضاف "هناك شعور بالخيبة واليأس في العالم الاسلامي تجاه البطء الذي تظهره الامم المتحدة" مضيفا "ما نريده هو معاملة متوازنة".
قوة اسلامية لحفظ السلام
قال دبلوماسيون بمنظمة المؤتمر الاسلامي يوم الخميس ان المنظمة تدرس إنشاء قوة اسلامية لحفظ السلام لإرسالها الي جنوب لبنان والمطالبة بتحقيق في "جرائم حرب" اسرائيلية ضد المدنيين. ويقول مندوبون يشاركون في الاجتماع الطاريء للمنظمة الذي تستضيفه ماليزيا ان مسودة بيان يجري تداولها الآن تسعى الى مشاركة جنود لحفظ السلام من دول إسلامية ضمن قوة للأمم المتحدة.
وتطالب أيضا بتحقيق في جرائم حرب مُحتملة في حملة القصف التي تشنها اسرائيل ضد أهداف في جنوب لبنان وقطاع غزة.
وقتل 643 شخصا على الاقل معظمهم مدنيون في لبنان و56 اسرائيليا في الحرب التي مضى عليها 23 يوما. كما تطالب مسودة البيان بوقف فوري لإطلاق النار مما يزيد الضغوط على اسرائيل وحليفها الرئيسي الولايات المتحدة للموافقة على إنهاء للقتال أولا ثم نشر قوة لحفظ السلام. وقال وزير الخارجية الماليزي سيد حامد البر للصحفيين خارج قاعة الاجتماع "نريد وقفا لاطلاق النار وعندئذ فقط يمكننا أن نتحدث عن الأشياء الأخرى."
ويقول مندوبون اطلعوا على المسودة ان العناصر الأخرى قيد المراجعة الآن تشمل مطالبة اسرائيل بدفع تعويضات للبنان وغزة عن تدمير بنيتهما التحتية وأن يساعد الغرب في إعادة بناء لبنان. وبين المشاركين في الاجتماع رئيسا ايران واندونيسيا ورئيسا وزراء تركيا وباكستان وممثلون عن سوريا ومصر ولبنان والفلسطينيين.