أخبار

بلير يؤجل إجازته لحل أزمة الشرق الأوسط

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موقف بلير يضعف سلطته
بليريؤجل إجازته لحل أزمة الشرق الأوسط

لندن: اجل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اجازته الصيفية اليوم الجمعة من اجل العمل على قرار دولي لحل الازمة في الشرق الاوسط، حسب ما افاد مكتبه.وذكرت متحدثة باسم مكتبه ان "رئيس الوزراء اجل اجازته حتى يتمكن من العمل بشكل اكبر على محاولة التوصل الى قرار دولي وتوسيع الجهود من اجل التوصل الى سلام دائم في المنطقة".وصرحت المتحدثة ان بلير يعتقد ان الايام القليلة المقبلة حاسمة وسيواصل جهوده الدبلوماسية المكثفة مع زعماء العالم من مقر الحكومة".

شيراك
من جهة ثانية اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك وبلير اكدا اليوم "ضرورة التوصل بسرعة كبيرة الى اتفاق حول القرار" الذي تقدمت به فرنسا الى مجلس الامن الدولي بشأن لبنان. وتحدث بلير وشيراك في اتصال هاتفي عن الوضع في الشرق الاوسط وتطور التحركات في مجلس الامن الدولي، حسب الرئاسة الفرنسية التي اوضحت ان رئيس الدولة "دعا الى بذل كل الجهود للتوصل بسرعة الى وقف لاطلاق النار واتفاق سياسي تقره الامم المتحدة".

موقف بلير يضعف سلطته
وساهم موقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من الازمة اللبنانية في تعميق الانقسامات داخل حزب العمال الذي يتزعمه وزاد من اضعاف سلطته كما سرع من إمكانية رحيله عن السلطة. وفي الوقت الذي يعمل فيه بشكل حثيث للاتفاق على قرار للامم المتحدة لحل الصراع رفض بلير من البداية الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار أو التشكيك في رد اسرائيل العسكري على مقاتلي حزب الله متفقا بذلك مع سياسة الولايات المتحدة.

وكان بلير قال انه لن يرشح نفسه بالانتخابات القادمة المتوقعة في عام 2009 كما حث كثيرون من أنصار حزب العمال رئيس الوزراء البريطاني على الاستقالة عاجلا وليس اجلا بسبب شعورهم بالقلق من تأثير تراجع شعبيته على احتمالات الحزب الانتخابية. وقال أعضاء بالحزب ومحللون ان تحركات بلير خلال الازمة التي دخلت يومها الرابع والعشرين ساهمت في تجنيد مزيد من الاعضاء لصالح هذا المعسكر المتمرد عليه. وقالت عضوة البرلمان عن حزب العمال والوزيرة السابقة جوان رودوك لرويترز "أعتقد أن هناك قلقا شائعا للغاية داخل حزب العمال وداخل البلاد." وأضافت أن الصراع الحالي ساهم في زيادة حدة "الشقاق" بين بلير وبعض المشرعين. وقالت "أرى أن السياسة قد وجهت بالكامل بالضرورة التي يدركها هو للوقوف جنبا الى جنب مع (الرئيس الأميركي ) جورج بوش."

كما ساهم الغضب ازاء الازمة اللبنانية في زيادة القلق داخل حزب العمال والدولة بخصوص تأييد بلير للحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق والتي يعتبرها البعض أكبر أخطاء فترة رئاسته للوزراء. وأظهر استطلاع للرأي أعدته مؤسسة ابسوس ام.أو.ار.اي تراجع التأييد الشعبي له الى أدنى معدلاته منذ أتى الى السلطة في عام 1997. وقال 67 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع انهم غير راضين عن الطريقة التي يؤدي بها بلير وظيفته.

ولم يعد بلير بحاجة الى الفوز في انتخابات غير أن موقفه ربما يقرر الفترة التي سيقضيها في السلطة ومدى سهولة نقل السلطة الى خليفته المنتظر وزير المالية جوردون براون وارثه السياسي. ويواجه بلير الذي يستعد للسفر لقضاء عطلة حزب العمال الذي يتزعمه خلال مؤتمره السنوي في سبتمبر ايلول الا اذا دعي البرلمان للانعقاد وهو غير محتمل. وبحلول ذلك الموعد قد ينتهي القتال بين اسرائيل وحزب الله وقد يتم التوصل الى تسوية دائمة. كما قد يتراجع القلق داخل حزب العمال بخصوص طريقة تعامل بلير مع الازمة.

غير أن بعض المحللين وأعضاء بحزب العمال قالوا ان المعارضة لتأييده الشديد للرئيس الأميركي وما يصفه بعض المنتقدين بطريقته "الرئاسية" في ادارة السياسة قد أصبحت أكثر ترسخا. واختلف أحد الوزراء بحكومة بلير معه وأدان أعمال اسرائيل واعتبرها "غير متناسبة". وقالت صحف بريطانية ان وزارء اخرين شككوا بشكل غير معلن في سياسة بلير . وقال وين جرانت أستاذ السياسات بجامعة ورويك "تسبب ذلك له في كثير من الاضرار حتى بين بعض الذين ينظر اليهم بشكل عام على أنهم موالون لبلير." وأضاف "هذه الامور تراكمية... كلما استمر ذلك زادت امكانية الرحيل المبكر (لبلير)."

وتتوقع الغالبية داخل حزب العمال أن يسلم بلير زمام الامور بالحزب الى براون في عام 2007 أو 2008. وقال جرانت ان الغضب داخل حزب العمال بخصوص أزمة الشرق الاوسط قد يجعل الامر الان أكثر صعوبة بالنسبة لبلير للصمود حتى 2008 كما ألمح بعض الموالين له. وقال عضو البرلمان ايان ديفيدسون المعروف بانتقاده المتكرر لبلير ان الكثيرين داخل الحزب يريدون من بلير أن يحدد موعدا لرحيله خلال مؤتمر الحزب .

وكان هذا التجمع السنوي للحزب ينطوي على مصاعب كبيرة دائما لبلير وقال ديفيدسون ان أزمة الشرق الاوسط قد تقدم لمنتقديه شيئا جديدا يلتفون حوله. وقال "هناك شعور قوي للغاية بأننا في الايام الاخيرة للنظام." وأقر بلير يوم الخميس بوجود قلق داخل حكومته وداخل البرلمان والدولة إزاء سياسته بالشرق الاوسط. غير أنه عبر الاعتقاد الذاتي الذي كان عماد رئاسته للوزراء وبصفة خاصة سياسته الخارجية أعرب بلير عن ثقته في أنه يفعل الصواب.

وقال أنتوني سيلدون كاتب السيرة الذاتية لبلير "عندما يقتنع بأنه على صواب فهو يكون صلبا بشكل مطلق." وقال سيلدون ان رفض بلير الاستسلام لمنتقديه يظهر قوته. ويعتقد اخرون أن بلير قد فقد مصداقيته بالداخل والخارج وذلك عبر انحيازه التام لبوش. وكتب رودريك بريثوايت سفير المملكة المتحدة السابق الى موسكو في صحيفة فاينانشال تايمز يوم الخميس "التطابق الكامل لاراء بلير مع البيت الابيض قد أتى على نفوذه في واشنطن وأوروبا والشرق الاوسط نفسه... ."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف