أخبار

مباحثات مكثفة في الأمم المتحدة حول قرار لبناني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عادل درويش من لندن، وكالات، عواصم: أعلن دبلوماسي أن الولايات المتحدة وفرنسا تواصلان اليوم مباحثات مكثفة حول بنود قرار يرمي الى وقف القصف الاسرائيلي خلف دمارا واسعا لمعارك في لبنان. وقال هذا الدبلوماسي صباح اليوم طالبا عدم الكشف عو هويته "ان الفرنسيين والاميركيين مجتمعون في هذه الاثناء، واجتمعوا في وقت متأخر مساء امس" الخميس. واضاف انهم "يحاولون ايجاد حل". وبحسب دبلوماسي اخر، فان قاعدة هذه المحادثات لا تزال مشروع القرار الذي قدمته فرنسا الى مجلس الامن الدولي. وقال هذا الدبلوماسي "لا يزال التفاوض جاريا على اساس النص الفرنسي الذي اجرى عليه الاميركيون بعض التعديلات". الا ان ايا من الطرفين لم يشأ ان يعطي اي تفاصيل حول المفاوضات الجارية والتي تعقد خارج مبنى الامم المتحدة. ويدعو النص الفرنسي خصوصا الى "وقف فوري للاعمال الحربية" ويحدد بعض الشروط الضرورية لوقف دائم لاطلاق النار وحل دائم للنزاع الحالي بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. وتتواصل المفاوضات في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حول صياغة قرار يحث على إنهاء القتال في لبنان وإسرائيل.

وقد وزعت فرنسا صيغة مقترحة، غير أن هناك مباحثات مكثفة مازالت دائرة حول التفاصيل. ويقدم جيمس روبينز مراسل بي بي سي في نيويورك تصورا للصيغ المحتملة للقرار فيقول ان القائد العسكري الشهير ويلينجتون وصف ذروة القتال خلال معركته الملحمية مع نابليون بونابرت في ووترلو بأنها "دك شديد".

و"الدك الشديد" - حول تفاصيل الكلمات والخطط - هو ما يقوم به الآن الدبلوماسيون في الأمم المتحدة. ورغم وجود اتفاق على نطاق واسع بين فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا حول الدعوة لنهاية للعنف كأولوية فورية، إلا أن واشنطن وباريس مازالتا مختلفتين حول اللغة المحددة التي سيأتي عليها القرار - وتفاصيل تسلسل الأحداث على الأرض خلال أي هدنة أولية.

سيارات محترقة ويحذر المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جان مارك دولاسابليير، من أن التحرك من اتفاق بنسبة 95% إلى 100% سيستغرق وقتا. والأمر يستغرق وقتا فعلا - فقد استمر دولاسابليير يتحدث الخميس إلى المندوب الأمريكي جون بولتون طيلة ثلاث ساعات، ولم يمكنهما التوصل لاتفاق كامل. محادثات مرهقة

وقال بولتون إن مساحة الخلافات قلصت، ولكنه شدد بالقول "لم نتوصل بالتأكيد لاتفاق. قمنا ببعض التفكير الخلاق وتمكنا من التوصل على شيء يمكن رده إلى عواصمنا ليلا للحصول على المزيد من التعليمات" حول كيفية المضي قدما. وتدور محادثات الجمعة أيضا.

وقالت الخارجية الأمريكية إنها ستطلب من دبلوماسييها العمل خلال عطلة الأسبوع، السبت والأحد، إذا لزم الأمر. وتأمل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن تسافر إلى نيويورك، ربما الاثنين، للانضمام الى وزراء الخارجية الآخرين للبلدان الخمسة عشرة في مجلس الأمن والتي تصوت على قرار، إذا أمكن التوصل إلى اتفاق.

ولكن ماهي نقاط الخلاف الرئيسية ؟

هناك نقطتان بالأساس

أولا إلى أي حد مبكر ينبغي إرسال قوات متعددة الجنسيات إلى لبنان لمراقبة هدنة ومنطقة عازلة في جنوبه؟

ففرنسا، التي من المرجح أن تقود تلك القوة وتكون أكبر البلدان إسهاما بجنود فيها، لن تدخل لبنان إذا كانت هناك مخاطرة من اضطرار جنودها للقتال حتى أزمة وقود تلوح في أفق لبنان ثبتوا أقدامهم في المساحة التي سينتشرون فيها، فقد أصرت فرنسا إلى التوصل على هدنة يمكن أن تستمر، وإلى تسوية سياسية شاملة، قبل إرسال قوات. أما الولايات المتحدة، التي لن تسهم بقوات، فإنها تريد أن يتم ارسال تلك القوة في وقت أبكر، لضمان التوصل إلى هدنة قابلة للاستمرار. دور إسرائيل

والنقطة الثانية هي، ما الذي يتعين على إسرائيل فعله؟ هل ينبغي السماح لقواتها بالبقاء في جنوب لبنان حتى تنتشر قوة متعددة الجنسيات، كما تصر الحكومة الإسرائيلية، أم يجب إلزامها بسحب قواتها إلى ما وراء الحدود الإسرائيلية مع لبنان، بمجرد إن يتم الإعلان عن هدنة مؤقتة؟ ومن شأن هذا أن يترك مهمة الانتقال جنوبا على عاتق الجيش اللبناني، وهي المنطقة التي تركتها الحكومة اللبنانية من قبل لسيطرة حزب الله. ويظل الأمل أن تتمكن الأمم المتحدة من إصدار دعوة لإنهاء العنف في خلال أيام قلائل.

ومن شأن قرار لمجلس الأمن بهذا الصدد أن يحمل في طياته السلطة الأخلاقية للمنظمة الدولية، ولكنه سيحمل أيضا السلطة السياسية للقوى الرئيسية ومنها بالأساس الولايات المتحدة وفرنسا.

ومن شأن هذا القرار أن يوحد الصف الأوروبي والأمريكي، حيث يفرض الجانبان ضغوطا على كافة الأطراف لوقف القتال والعمل من أجل لبنان توفر فيه حكومته مصدر القوة المسلحة الوحيدة، وبحيث يكون قادرا على السيطرة على كافة أراضيه السيادية.

ولا ضمانات على إمكانية تحقيق أي من هذا، غير أن الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، حث مجلس الأمن على العمل "بأسرع وقت ممكن". وقال عنان "أعتقد أن الناس في إسرائيل ولبنان قد عانوا بما فيه الكفاية".

نتانياهو

منح بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء اسرائيل السابق وزعيم المعارضة تأييده الكامل لرئيس الوزراء الحالي ايهود اولمرت في الحرب في لبنان، واضاف بان منطقة عازلة في جنوب لبنان لن تحل المشلكة، واتهم ايران بانها تسعى الى تدمير اسرائيل، واعترف باستخدام بلاده لقوة غير مناسبة فسرها بانها لمعادلة ضيق الوقت، وطالب المجتمع الدولي بتجريد ايران من السلاح النووي. وكان زعيم حزب الليكود المعارض يتحدث الى مجموعة من الصحفيين اليوم حيث رفض ان ينتقد اولمرت قائلا انه كزعيم للمعارضة، يمنحه الثقة والتأييد الكاملين مثل باقي الأسرائيليين.

واعترف نتانياهو بان بلاده استخدمت قوة مفرطة، لكنه برر ذلك بعلاقة تناسب بين الفترة المتاحة للحرب وبين القوة المستخدمة لتحقيق الأغراض من الحرب، قائلا انه بسبب الضغوط الديبلوماسية العالمية، وتأثير الصحافة، فإنه لايتوقع ان تستمر الحرب فترة " كافية للتخلص من ترسانة حزب الله من الصواريخ"، ومن ثم فإنه كلما قصر امد الحرب كلما زاد العسكريون من كثافة وحجم النيران والقصف.

ورغم اعترافه بان هدف اسرائيل الآن هو تحقيق الهدوء في شمال البلاد بابعاد حزب الله عن الحدود، الاانه شدد على ان منطقة عازلة في جنوب لبنان لن تحل المشكلة، وانما يجب القضاء على ترسانة حزب الله من صواريخ قد تصل اسرائيل.

وقال نتيانياهو ان اسرائيل تحارب ضد ايدولوجية متشددة مجنونة، مؤكدا اعتقاده ان حزب الله هو اداة ايران في المنطقة، وقارن ايران بالمانيا النازية، مستشهدا بقول الرئيس الأيراني محمود احمدي نجاد امس بازالة اسرائيل من المنطقة لحل مشكلة الشرق الأوسط. وقال ان هتلر جاء بانتخابات ديموقراطية وغسل ادمغة الألمان واعتبر " القبيلة ألأيدولوجية " التي تحكم ايران تسعى الى ترويج " هتلرية جديدة" أكثر خطورة من المانيا النازية لآن المانيا " لم يكن لديها مليار او مليارين توجه دعايتها اليهم " ويقص ان مسلمي العالم يستمعون لأيران. واتهم ايران بانها تسعى ايضا للسيطرة على الحركات السنية الجهادية، قائلا " ان التنافس الطائفي بين حزب الله الشيعي وحماس السنية اصبح تنافسا تعاونيا."

وطالب العالم بضرورة اتخاذ موقف موحد وحازم للحيلولة دون حصول ايران على السلاح النووي، مضيفا انها اذا حصلت عللى رؤس نووية فستعطي هذه الرؤوس لحزب الله ليضعها على صواريخ يطلقها على اسرائيل التي تعتبرها ايران " الشيطان ألضغر بينما امريكا هي الشيطان الأكبر".
وحاول دعم جدله باعتقاده ان المجموعة ألأيدولوجية التي تحكم ايران آلآن مهووسة بخلق الظروف التي سيعود فيها الأمام الغائب او المهدي المنتظر وان ذلك يتم من خلال حرب مدمرة وشاملة، وانهم يسعون لتحقيق هذه الحرب .

وحذر نتانياهو من تمكن ايران من تطوير سلاح نووي وصواريخ بعيدة المدى تحمل هذه الأسلحة تصل لندن ويمكنها ان تصل الساحل الشرقي للولايات المتحدة اذا لم يوقفها العالم.

رايس
من جهتها، ردت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس على تصريحات امين عام حزب الله حسن نصرالله، حيث قالت في مقابلة مع برنامج "لاري كينغ لايف": "وإسرائيل لديها القدرة أيضاً على التعامل مع هذه التهديدات."

وأضافت رايس: "المجتمع الدولي يود أن يقول لحزب الله إن مثل هذه التهديدات لا تساعد أيضاً في الوقت الذي يرغب فيها المجتمع الدولي والشعبان اللبناني والإسرائيلي في وقف الاعتداءات." ووصفت رايس شبكة القيادة والسيطرة التابعة لحزب الله في جنوب لبنان بأنها "متطورة" و"يصعب التعامل معها" لوجودها بين السكان المدنيين.

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، الخميس إنها تأمل في أن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى قرار بشأن وقف الاعتداءات بين إسرائيل وحزب الله في "غضون أيام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف