أخبار

الفلسطينيون أفسدوا وحدات النخبة الإسرائيلية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة العيسة من القدس: تجد وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي صعوبة كبيرة، في إعادة صورتها المهولة ليس فقط أمام الرأي العام الإسرائيلي، ولكن أحد أفراد النخبة الاسرائيلية ايضا الحفاظ على سمعتها، كمنفذة لعمليات نوعية خلف خطوط العدو، كان لها صدى عالميا، بعد الفشل المتكرر كما تقول الصحافة الإسرائيلية، لهذا النوع من العمليات في لبنان، وآخرها الإنزال في صور. ولم تكشف إسرائيل عن هدف الإنزال، الذي اعترفت بأنه أدى إلى إصابة 8 من جنودها، والى مقتل 7 من مقاتلي حزب الله الذين خاضوا قتالا وصفته صحيفة يديعوت احرنوت بأنه دمويا ضد أفراد قوات الصاعقة الإسرائيلية. وقالت المصادر الصحافية الإسرائيلية، أن عملية صور هي الثانية من نوعها، التي تنفذها وحدات الصاعقة البحرية.

وأمام الفشل المتكرر لعمل الوحدات الإسرائيلية خلف خطوط العدو، بدأت الصحافة الإسرائيلية تطرح أسئلة عن أسباب هذا الفشل، وأرجعت بعض المصادر الصحافية ذلك إلى انتفاضات الفلسطينيين المتعاقبة التي "أفسدت" حسب هذه المصادر وحدات النخبة الإسرائيلية، التي وجدت نفسها تحقق النجاح تلو الآخر ضد أهداف فلسطينية، هي في النهاية نجاحات سهلة، ولكن أحاطها الجيش الإسرائيلي بلغط إعلامي كبير، وعندما وجدت هذه الوحدات نفسها في مواجهة عدو قوي ومختلف كحزب الله، اصبح الرأي العام على موعد شبه دائم مع الفشل المتكرر لعمل الوحدات الخاصة في لبنان كما حدث على الأقل في إنزالي بعلبك وصور، وعمليات إنزال أخرى قال الجيش الإسرائيلي انه نفذها في لبنان.

جنود يحاولون التسلل ومنذ تأسيس الجيش الإسرائيلي، تم تشكيل وحدات للعمل خلف خطوط العدو، وبرزت في هذا الجانب دورية وحدة الأركان التي اكتسبت سمعة كبيرة نتيجة لعملياتها التي غطيت إعلاميا بشكل كبير مثل ما عرف بعملية ربيع فردان في نيسان (أبريل) 1973 في لبنان، أو عشرات العمليات الأخرى التي نفذت في الأراضي الأردنية والسورية واللبنانية والمصرية، والتي لم تكتسب شهرة كبيرة.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، نفذت وحدات النخبة التي عرفت إعلاميا باسم وحدات المستعربين، مئات العمليات خلف خطوط العدو وكان العدو هذه المرة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الخاضعتين للاحتلال الإسرائيلي، وأسفرت هذه العمليات عن اغتيال نشطاء من المقاومة الفلسطينية، في عمليات كثير مها اتخذ الطابع الاستعراضي، ولم يكن يلزمه الكثير من المعلومات الاستخبارية، بل أن كثيرا من هذه العمليات أظهرت الجيش الإسرائيلي بصورة لم يكن يتمناها في الإعلام العالمي، الذي كان يتابع المعركة غير المتكافئة أبدا بين جيش يعتبر نفسه من أقوى جيوش الشرق الأوسط، ومقاومين كثير منهم كان سلاحهم الحجارة.

وطورت وحدات المستعربين من عملها خلال انتفاضة الأقصى، ونجحت في تنفيذ عشرات عمليات الاغتيال، اعتمدت فيها أساسا على قدراتها التكنولوجيا، ويعتقد أن دور العملاء المحليين كان ثانويا.

وفي كل مرة كانت زجاجات النبيذ تفتح في مقر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في تل أبيب، ابتهاجا بنجاح عملية اغتيال، كانت وحدات النخبة في الواقع تفقد جزءا من قدرتها، فنجاحها السريع والمتوقع، بتنفيذ مهامها في اغلب الأحيان، اثر على جهوزيتها وعقيدتها القتالية كما يظهر في لبنان الان.

ورغم ما يقال عن الانكشاف الأمني للأراضي الفلسطينية، أمام الأمن الإسرائيلي، إلا أن نجاح وحدات المستعربين لم يكن سهلا دائما، وكان يكفي لبعض المقاومين اتخاذ بعض أسباب الحيطة لإفشال عمليات لهذه الوحدات، كما حدث في عملية برية لاغتيال محمود أبو هنود قائد كتائب القسام في الضفة، ولم يتم اغتياله إلا لاحقا بعد عمليتي قصف نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، والفشل المتكرر للنيل من محمد شحادة أحد اقدم المطاردين الفلسطينيين، وعشرات الأمثلة الأخرى.

وحسب المصادر الصحافية الإسرائيلية فان أجهزة الأمن الإسرائيلية تبحث عن عملية تلفزيونية بشكل سريع وملح، لإعادة بعض الرونق لوحدات النخبة، ولهذا نفذت الانزالين في بعلبك وصور وغيرهما، وأمام هذا الفشل لم تجد المصادر الإسرائيلية إلا الفلسطينيين لتحميلهم مسؤولية ما تسميها هذه إفساد الوحدات التي تشكل فخر الجيش الإسرائيلي وصانعة أسطورته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف