كوبا : راوول يمسك بزمام الامور و فيدل يتعافى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هافانا: شددت كوبا على ان راوول كاسترو "يمسك بحزم بزمام السلطة" وان شقيقه الزعيم فيدل كاسترو يتعافى بعد خضوعه لعملية جراحية، فيما رفض النظام الكوبي الدعوات الاميركية الى "تغيير ديموقراطي".واصدرت الحكومة اول انباء ترد منذ يومين عن وضع فيدل كاسترو الصحي ساعية في الوقت نفسه الى تاكيد موقع راوول بعد اربعة ايام على تسلمه السلطة "موقتا" من شقيقه.غير ان الكوبيين ما زالوا يترقبون النتائج المحتملة لهذا الانتقال غير المسبوق في السلطة في وقت يلف الغموض مستقبل البلاد التي حكمها فيدل كاسترو منذ 1959 بدون انقطاع او منازع.
واعلن وزير الصحة خوسيه رامون بالاغوير خلال زيارة الى غواتيمالا ان "فيدل خضع لعملية جراحية يتعافى منها بشكل مرض"، بدون ان يكشف المزيد عن حالة كاسترو بعد العملية التي اجريت له لوقف نزيف في الامعاء.وصدر هذا التصريح عن بالاغوير وهو من كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي بعد يومين من اعلان رئيس الجمعية الوطنية ريكاردو الاركون ان كاسترو البالغ من العمر حوالى ثمانين عاما يبدو "بكامل قدراته الذهنية".وكانت صحيفة "غرانما" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوبي افادت في وقت سابق ان كوبا على استعداد للدفاع عن نفسها غير انها تلزم موقفا من التروي.
وكتبت الصحيفة "اننا مستعدون للدفاع وراوول يمسك بزمام البلاد بحزم".وتلزم كوبا منذ انتقال الصلاحيات الى راوول حال انذار عالية وتم استدعاء جنود الاحتياط فيما تستعد موجموعات الحراسة المدنية في الاحياء للدفاع عن البلاد التي يزيد عدد سكانها عن 11 مليون نسمة.
وفي هذه الاثناء، دعت الولايات المتحدة العدو اللدود لكوبا الى تغيير ديموقراطي في هافانا.واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في رسالة نقلتها اذاعة وتلفزيون "مارتي" التي تمولها الولايات المتحدة الموجهة الى الشعب الكوبي "في وسع جميع الكوبيين الراغبين في تغيير ديموقراطي سلمي الاعتماد على دعم الولايات المتحدة".واضافت ان "الولايات المتحدة تشجع ايضا جميع الدول الديموقراطية على ضم اصواتها والدعوة الى اطلاق سراح السجناء السياسيين واعادة حقوقكم الاساسية وحصول عملية انتقالية تؤدي سريعا الى اجراء انتخابات تعددية في كوبا".
وطالب وزير الثقافة الكوبي آبيل برييتو واشنطن باحترام مؤسسات كوبا رافضا تعليقات رايس. وقال انه "على حكومة الولايات المتحدة ان تحترم مؤسسات هذا البلد التي اثبتت انها متينة تماما".واضاف ان "كوندوليزا تعرف جيدا ان احدا في كوبا لن يسمع رسالتها الصادرة عن مسؤولة في حكومة اجنبية لا قيمة لها بنظر الكوبيين".
واعلنت كوبا حال انذار عالية الخميس خشية التعرض لاجتياح اميركي، في وقت دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الكوبيين الى السعي لتحقيق الديموقراطية.غير ان البيت الابيض اعتبر ان المخاوف الكوبية من اجتياح اميركي "سخيفة".
وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين في واشنطن "ليس للولايات المتحدة اي خطط اطلاقا لاجتياح كوبا".
ورحب منفيون كوبيون في ميامي بالتصريح الذي ادلى به بوش الخميس في اول موقف شخصي له من مسألة انتقال السلطة في كوبا فدعا الكوبيين الى "العمل من اجل تغيير ديموقراطي"، مؤكد دعم بلاده لهم في جهودهم.وقالت كاميلا رويث المتحدثة باسم المؤسسة الوطنية للكوبيين الاميركيين "اننا نؤيد هذه التصريحات بشكل تام" مضيفة "ليست هذه سوى البداية".غير ان وسائل الاعلام الكوبية التي تشرف عليها الدولة اعتبرت دعوة بوش الى الديموقراطية "غير مقبولة" ووصفتها بانها "هذيان".
واثار غياب فيدل كاسترو عن الانظار وعدم ظهور شقيقه راوول علنا الكثير من التكهنات بشأن حالة الزعيم الكوبي الصحية.
وكتبت صحيفة "الباييس" الاسبانية (وسط اليسار) ان راوول كاسترو عين فريقا من ستة من كبار الشيوعيين للقيام بمهام السلطة تحت اشرافه.
وافادت معلومات ان هذا الفريق يضم وزير الخارجية الكوبي فيليبي بيريث روكي وكارلوس لاخي الذي قاد حملة الاصلاحات الاقتصادية في كوبا في التسعينات من القرن الماضي.
وبين الاعضاء الاخرين بحسب الصحيفة ثلاثة من الشخصيات الشيوعية التقليدية هم رامون ماتشادو فنتورا وخوسيه رامون بالاغوير واستيبان لاثو.
اما العضو السادس فهو رئيس البنك المركزي الكوبي فرانثيسكو سوبيرون المؤيد لاعتماد سياسات اقتصادية مركزية.
وذكرت صحيفة "لا فانغوارديا" الصادرة في برشلونة نقلا عن مصادر دبلوماسية ان راوول كاسترو تجنب الظهور علنا لانه يعاني من "الاحباط" بسبب اصابة زوجته فيلما اسبين بمرض خطير.وادلت الينا فرنانديز ابنة فيدل كاسترو الجمعة بتصريح لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية علقت فيه على عمها راوول فقالت "لا اعتقد انه يدعي انه زعيم لكنه مدعوم من اقوى مؤسسة في كوبا وهي الجيش".وقالت آلينا فرنانديز (50 عاما) التي غادرت كوبا قبل بضع سنوات لتقيم في الولايات المتحدة، ردا على سؤال عما اذا كانت تعول على الجيش اكثر منها على راوول كاسترو "ربما، لكنه هو من نظمه قبل حوالى خمسين عاما".