أخبار

الحرب تفقد نوادي لبنان الليلية بريقها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كازينو لبنان إيلاف: من بريق كازينو لبنان الذي يرتاده أبناء الطبقة الغنية إلى الحانات العادية التي يرتادها أصحابها، يهتم لبنان حتى في زمن الحرب بجميع الأذواق.

وكان شعار "لا بد للعرض أن يستمر" ملازماً للكازينو الذي يستقر على رابية في رأس خليج جونيه شمال بيروت.

ومع ذلك، تقلص عدد الساعات التي يفتح فيها أبوابه حيث يقفل الآن حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بدلاً من الساعة الخامسة في الصباح. وكانت ضربة جوية إسرائيلية سقطت فجر الجمعة أحدثت حفراً في طريق الجسر قرب الكازينو.

يقول أحد المحاسبين في الكازينو : "الجميع يشعر بالإحباط. لم تعد هنا حياة. هل تسمي هذه حياة؟" وأشار إلى غرفة خالية إلا من بعض الآلات والأضواء، وقال: "في الأيام العادية لم يكن بإمكانك أن تسير هنا، فالصالة تكون مزدحمة بشكلٍ كثيف."

كانت واحدة من الصالات الثلاث هي التي تعمل فقط للعب الروليت والبلاك جاك، كما كان هناك بعض الضيوف الذين طلبوا استئجار جاكت وربطة عنق في حال اضطروا للخروج بثياب غير ملائمة.

كان الكازينو منذ افتتاحه في 1959 قد استمر في التغلب على الأوضاع غير الاعتيادية، كما استمر في العمل إبان الحرب الأهلية ما بين 1975 إلى 1990. لكنه تضرر بصورة كبيرة واضطر إلى أن يغلق أبوابه أثناء المعارك التي حدثت بين الأحزاب المسيحية في 1989.

ومن ثم أجريت له عمليات ترميم وأعيد افتتاحه عام 1996. وفي موقعه الإلكتروني كُتِب "تألقت أسطورة كازينو لبنان وجذب ملايين الضيوف من كل بقاع الأرض".

حينما أوشك مدير مائدة القمار أن يعلن نداءه الأخير "لا رهانات لهذه الليلة"، بدا على إحدى المضيفات اللبنانيات التجهم. وقالت: "من يعلم ما سيحصل في الغد. ربما سنفقد النفط ولن يكون لدينا هواتف خليوية، كما من الممكن أن نعود لركوب الحيوانات. وإذا تورطت كل من إيران وسوريا فقد انتهت اللعبة."

وحيث تشرف كنيسة سيدة لبنان في حريصا في أعلى الجبل على جونيه التي تمثل منازلها الحجرية وميناؤها شريان الحياة للمسيحيين خلال الفترات الأكثر قسوة إبان الحرب الأهلية، كانت الحانات والنوادي الليلية تبقى عامرة بزوارها إلى ما بعد منتصف الليل.

لكن من الصعب الوصول إلى النوادي الليلية الآن كباربي سوبر نايت وجوي ودالاس وكوبرا. فقد أغلق كثير منها، وانضم فنانوها من أوروبا الشرقية إلى موجة النزوح الجماعي.

أما البقية فتفتح أبوابها حتى الخامسة صباحاً، وهي ساعة الإغلاق المعتادة دون عروض تعر.

وقال مدير أحد النوادي الليلية الكبرى في جونيه أن ناديه يبقى أيام السبت مزدحماً وبخاصة أنه لم تعد هناك سوى منافسة قليلة. كما قال أن المقامرين "ينفقون مبالغ جيدة من المال" على الرغم من بقاء 14 فتاة من أصل 40 كن يعملن في النادي.

وقال بهذا الخصوص: "اتصلت بهن سفارات بلادهن وسألتهن ما إذا كن يرغبن في الرحيل، فرحلت العديد منهن إلى سوريا وقبرص ووجدن لأنفسهن وظائف جديدة هناك."

لكن سفيتلانا، من كييف، وناتاشا، من روسيا، قالتا إنهما باقيتان. وقالت سفيتلانا: "أصدقائي باقون هنا، لذلك سأبقى."

ترجمة سامية المصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف