أخبار

عبدالله II إلى مشاركة شعبية وتحوّل وطني شامل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لجنة ملكية استشارية عليا لتطبيق وثيقة (كلنا الأردن)
عبدالله II إلى مشاركة شعبية وتحوّل وطني شامل

عبدالله الثاني محيياً ابناء القبائل في منطقة الجنوب نصر المجالي من عمّان: دشن عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني الذي يواصل دورا اقليميا في الأزمات الساخنة لبنانيا وعراقيا وفلسطينيا مرحلة جديدة من العمل على صعيد الواقع المحلي في الأردن، وأول معالم ذلك ميدانيا وعمليا هو نداءه في رسالته التي زجهها البارحة الى رئيس وزرائه معروف البخيت لترسيخ مبدأ مشاركة مختلف الاطياف السياسية والاقتصادية وفعاليات المجتمع المدني في رسم السياسات والاستراتيجيات وتحديد الاولويات وتعميق ثقافة الحوار لبناء جسور الثقة بين اجهزة الدولة.

ويعوِّل الملك الهاشمي في سياسته الجديدة التي نالت الثقة والبيعة مجددا من خلال وثيقة ملتقى (كلنا الأردن) على تصميم وتلاحم وتكاتف الأردنيين من مختلف المنابت والأصول على المضي قدما في مسيرة البناء والإنجاز رغم كل التحديات التي "تواجه وطننا العزيز والمنطقة بشكل عام".

وكان الملك عبدالله الثاني أمضى الشهور الأخيرة في لقاءات ممتدة وطويلة مع مختلف الهيئات البرلمانية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وقطاعات حكومية وإعلامية لتوفير الأرضية اللازمة للمرحلة الجديدة التي تحدد سياسيات المملكة الهاشمية للسنوات المقبلة حيث هي "على مثلث مهم من الأزمات في المنطقة".

واجتمعت 700 شخصية أردنية في السادس والعشرين من الشهر الماضي يوليو (حزيران) ليومين حيث أصدر المجتمعون وثيقة (ملتقى الأردن) حيث رأى مراقبون أردنيون في تعليق عليها وعلى رسالة الملك لرئيس الحكومة أن "المسألة لا تحتمل الشعارات والكلام التنظيري بقدر ما تتطلب من الحكومة اولا ، اعداد خطط زمنية لتنفيذ السياسات والبرامج كافة الصادرة عن الملتقى ما يعني في القراءة الصحيحة قيام الحكومة باعداد مشروعات قوانين ثم التأكيد على اهميتها وبما ينسجم - وهنا تكمن اهمية الاشارة الملكية - مع الثوابت الرئيسة التي تم التوافق عليها بهذا الخصوص".

وقال الملك في رسالته للبخيت " أن ما تم الاتفاق عليه في ملتقى (كلنا الأردن) هو برنامج يتطلب منا جميعا العمل بكل الإمكانيات والطاقات لترجمته إلى واقع ملموس، مبينا أن هذا الأمر بدوره يتطلب من الحكومة إعداد خطط زمنية لتنفيذ كافة السياسات والبرامج الصادرة عن الملتقى، وإعداد مشاريع القوانين التي تم التأكيد على أهميتها، وبما ينسجم مع الثوابت الرئيسية التي تم التوافق عليها بهذا الخصوص.

وعلى هذا الأساس، شدد الملك الأردني على مبدأ قوامه أن "علينا أن نعمل بكل طاقاتنا للحفاظ على منعة الأردن وتلاحم أبنائه وتكاتفهم لأن الأردن المنيع هو السند الحقيقي لأمته الذي يعمل من أجلها ويسعى لخدمة قضاياها العادلة وفي مقدمتها دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني ومساندة وحدة واستقرار وسيادة العراق ووقف نزيف الدم في لبنان ودعم حق شعبه في استعادة أمنه واستقراره".

وقال في رسالته للرئيس البخيت "أنه واستجابة لتوصية المشاركين في الملتقى، جاء قرارنا بتأسيس هيئة/كلنا الأردن/لتكون هيئة ملكية استشارية وحلقة للتواصل مع شرائح المجتمع كافة تعمل على وضع آلية ملائمة لمتابعة عملية التنفيذ وإرساء المعايير والمقاييس للإنجاز"، مشيرا إلى أن الهيئة ستعمل كذلك على الإشراف على عقد ملتقى/كلنا الأردن/ دوريا للبناء على الانجاز وإرساء دعائم الأردن النموذج القادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

ورأت صحيفة (الرأي) القريبة من الحكم في تعليقها على الرسالة الملكية اليوم بقولها " نحن اذا امام "رزنامة" وطنية طلب جلالة الملك من الحكومة ان يتم اعدادها ليس فقط في شكل سريع واسنادها بمشروعات قوانين يتم اقرارها وفق التقاليد الدستورية والديمقراطية الاردنية المعروفة بل وايضا بما ينسجم من الثوابت الرئيسية التي تواضع المشاركون عليها بعد نقاشات واسعة ومعمقة وحرة "

نص الرسالة الملكية

وتنشر (إيلاف) في الآتي نص رسالة الملك عبدالله الثاني لرئيس حكومته:
.
دولة الأخ الدكتور معروف البخيت حفظه الله، رئيس الوزراء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فيسرني أن أبعث إليك وإلى زملائك السادة الوزراء بأطيب التحيات وخالص التمنيات بالسعادة والتوفيق.

أما وقد اختتمت أعمال ملتقى كلنا الأردن، الذي جسد تلاحم وتكاتف الأردنيين وتصميمهم على المضي قدما في مسيرة البناء والإنجاز، برغم كل التحديات التي تواجه وطننا العزيز والمنطقة بشكل عام، فإنني أؤكد اعتزازي وتقديري لجهود كل الأخوات والأخوة الذين شاركوا في هذا الملتقى، على عطائهم المتميز وحرصهم على نجاح أعماله، وعلى النهج المسؤول الذي ساد أجواء هذا الملتقى، الذي تجلى فيه حرص الأردنيين على العمل بروح الفريق الواحد يحدوهم رفعة الأردن الغالي، وصون أمنه واستقراره وازدهاره.

ولقد شكل التوافق على وثيقة كلنا الأردن برنامج عمل تناط مسؤولية تنفيذه بالحكومة ومجلس الأمة، والجهاز القضائي، والإعلام، والنقابات، والأحزاب والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني كافة، للبناء على ما حققه الأردن على مدار السنوات الماضية من انجازات، والتي هي موضع اعتزاز لكل الأردنيين، مثلما هي حافز للاستمرار على هذا النهج وزيادة وتيرة الانجاز، وإن ما تم الاتفاق عليه في الملتقى هو برنامج عمل يتطلب منا جميعا العمل بكل الإمكانيات والطاقات، لترجمته إلى واقع ملموس.

وهذا يتطلب من الحكومة إعداد خطط تنفيذية وبرامج زمنية لتنفيذ كافة السياسات والبرامج الصادرة عن الملتقى، وإعداد مشاريع القوانين التي تم التأكيد على أهميتها، وبما ينسجم مع الثوابت الرئيسية التي تم التوافق عليها بهذا الخصوص.

واستجابة لتوصية المشاركين فقد قررنا تأسيس هيئة/كلنا الأردن/لتكون هيئة ملكية استشارية تشكل حلقة للتواصل مع شرائح المجتمع كافة، وتقوم بوضع آلية ملائمة لمتابعة عملية التنفيذ وإرساء المعايير والمقاييس للإنجاز، وبالإضافة إلى ذلك ستعمل الهيئة الاستشارية على الإشراف على عقد ملتقى كلنا الأردن دوريا للبناء على الانجاز، وإرساء دعائم الأردن النموذج القادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

دولة الأخ، لقد كان الأردن، وبعون الله سيبقى، عربي الهوى والانتماء وصاحب رسالة وشرعية تاريخية ودينية، نتشرف بحمل أمانتها والدفاع عنها، ولن نسمح لأي كان أن يعيق مسيرة هذا البلد، الذي تأسس على قيم التسامح والاعتدال، وبني على نهج الهاشميين في العدالة والمساواة والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر، التي جعلت الأردن موئلا لأحرار العرب، وقبلة للشرفاء الذين يتوقون إلى الأمن والحرية والاستقرار والهاربين من جحيم الحروب والفتن.

وعلى هذا الأساس، فإن علينا أن نعمل بكل طاقاتنا للحفاظ على منعة الأردن وتلاحم أبنائه وتكاتفهم، لأن الأردن المنيع، هو السند الحقيقي لأمته، الذي يعمل من أجلها، ويسعى لخدمة قضاياها العادلة، وفي مقدمتها دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني ومساندة وحدة واستقرار وسيادة العراق، ووقف نزيف الدم في لبنان، ودعم حق شعبه في استعادة أمنه واستقراره.

لقد رسخ ملتقى كلنا الأردن مبدأ مشاركة مختلف الأطياف السياسية والاقتصادية وفعاليات المجتمع كافة، في رسم السياسات والاستراتيجيات وتحديد الأولويات وتعميق ثقافة الحوار لبناء جسور الثقة بين أجهزة الدولة، وإنني لعلى ثقة بأن هذه الهيئة الملكية الاستشارية ستساعد على مأسسة هذا النهج ليكون كلنا الأردن هو النواة لتحول الفكر الوطني الصرف إلى ممارسة وإلى إصلاح عيني يكون له المقياس للأداء والمواطنة، يعمل ويسعى فيه الجميع بروح الفريق الواحد للنهوض بمسيرتنا الوطنية فنحن كلنا شركاء في المسؤولية، ونحن كلنا الأردن. حفظ الله الأردن، وطنا أردنيا هاشميا عربيا، وأبقاه حرا عزيزا منيعا كريما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم عبد الله الثاني بن الحسين

ونبهت صحيفة (الرأي) في مكان آخر في افتتاحيتها اليوم إلى أنه "في هذا الاطار المحدد والواضح والمرسوم بعناية واستشراف يضع قائد الوطن الجميع أمام المسؤولية الملقاة على عاتقهم في اطار من ضرورة فهم "صورة" الاردن الذي كان وسيبقى عربي الهوى والانتماء وصاحب رسالة وشرعية تاريخية ودينية يتشرف الهاشميون بحمل أمانتها والدفاع عنها".

وقالت "هذا يعني - وهنا يجب ان يقرأ المعنيون في عناية وتأمل ما يدعو اليه جلالته : لن نسمح لأي كان أن يعيق مسيرة هذا البلد الذي تأسس على قيم التسامح والاعتدال وبني على نهج الهاشميين في العدالة والمساواة والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر التي جعلت الأردن موئلا لاحرار العرب وقبلة للشرفاء الذين يتوقون الى الأمن والحرية والاستقرار والهاربين من جحيم الحروب والفتن". ..

وختمت قائلة "كلمات ملكية واضحة مفعمة بالثقة والاستعداد الكامل للاستمرار في حمل المسؤولية الوطنية والقومية للرسالة الهاشمية المجيدة ما يعني ان الطريق الأول للنجاح في ايصالها الى بر الامان والانجاز هو العمل بكل طاقة وجهد وابداع للحفاظ على منعة الأردن وتلاحم ابنائه وتكاتفهم وهو الطريق الأوحد والاسرع والأسلم والاكثر امنا لخدمة قضايا العرب العادلة في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف