من الأردن لأطفال لبنان .. شمعة حب تضوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إدارة أزمات في قيادة الجيش لجسر آمن عبر الحصار
من الأردن لأطفال لبنان .. "شمعة حب بتضوي"
وإليه، فإن زائر العاصمة الأردنية عمّان يستذكر أيام الأمس القريب، وما أشبه اليوم بالبارحة، فحين كان الصراع الدموي الداخلي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي واقتتال أمراء الطوائف يهز لبنان ويهدد بإلغائه وشطب شعبه وحضارته من الوجود، كان اللبنانيون يتدافعون إلى الأرض الأردنية التي فتحت قلبها لهم "إخوة أعزاء يشاركون أشقاءهم الأردنيين لقمة الخبز في السراء والضراء إلى حين يعود لبنان أرزا شامخا وبلدا حضاريا عزيزا لا تعلو جبهته الرماد".
حال الأردن مع لبنان وشعبه هو حاله منذ نهاية الخمسينيات في القرن السابق، حين تصدت القيادة السياسية الأردنية للمؤامرات وقتها بهدف تمزيق لبنان وذبحه ونحره على مذبح القومية والناصرية وذات اليسار،، فكان ان اصطف الأردن (العام 1958 ) مع كميل شمعون وأطيح بالانقلابيين من عسكر دمشق والقاهرة،،
لجنة ملكية استشارية عليا لتطبيق وثيقة (كلنا الأردن)
عبدالله II إلى مشاركة شعبية وتحوّل وطني شامل
ولقد سارع الأردن منذ بدايات الأزمة ونزيف الدم إلى نصرة الشقيق اللبناني بكل طوائفه وفسيفسائه، واستطاع انتزاع قرار دولي بأن يكون ممراً آمنا معترفا به لعمليات الإغاثة الدولية والعربية، ودشن مشفى عسكريا في قلب العاصمة بيروت مدعوما بأرقى الكفاءات والخدمات.
كما سارع دبلوماسيا لمحاصرة الأزمة مع شقيقين كبيرين هما المملكة العربية السعودية ومصر، وكان وزير خارجية الأردن عبدالإله الخطيب أول وزير خارجية عربي يزور بيروت على رأس وفد كبير بتوجيهات من الملك عبدالله الثاني الذي حمّل الوفد رسالة حب هاشمية أردنية للشعب اللبناني البطل الذي يقاتل نيابة عن العرب.
والى اللحظة استقبل الأردن نحو 35 ألف من اللبنانيين الذين صدرت توجيهات ملكية عليا للمعنيين كافة بتوفير أقصى درجات تسهيل الإجراءات لدخولهم واستضافتهم مواطنين أشقاء يحلون ضيوفا في بلدهم الثاني.
كما أمرت القيادة الأردنية بإنشاء هيئة أزمات في القيادة العامة للجيش للمساهمة بتسريع خدمات الإغاثة والصحة والدعم للبنان، ومن جهتها فتحت وزارة الخارجية الأردنية خطوطاً ساخنة مع بيروت وعواصم القرار العالمية.
وفي اتصاله العاشر من نوعه مع القيادة الشرعية الممثلة في الحكومة اللبنانية، أكد الملك عبدالله الثاني اليوم دعمه للخطة التي طرحها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة في المنطقة والتي راح ضحيتها العديد من أبناء الشعب اللبناني الذي يعاني يوميا القتل والتشريد والدمار جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وجدد الملك في اتصال هاتفي مع السنيورة، إدانته للاعتداءات الإسرائيلية والمجازر التي ترتكب بحق الشعب اللبناني والتي تعد انتهاكا صارخا لكافة المبادئ الإنسانية والأخلاقية والأعراف والمواثيق الدولية. كما أكد الملك حرص الأردن على تنسيق الموقف العربي واستمرار المملكة ببذل الجهود على مختلف الصعد الإقليمية والدولية لإيجاد حل للأزمة القائمة، مجددا وضع الأردن لكافة إمكانياته تحت تصرف لبنان في هذه الأوقات العصيبة.
وأعرب عاهل الأردن، عن التزام الأردن بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني وعن استمرار جسر الإغاثة الجوي الذي يربط العاصمتين عمان وبيروت وعلى مدار الساعة بنقل كل ما يحتاجه لبنان وشعبه في هذه المرحلة.
من جانبه، أطلع رئيس الوزراء اللبناني، عاهل الأردن على تطورات الأوضاع في لبنان والجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية لوقف العدوان الإسرائيلي. معربا عن تقديره لكافة أشكال الدعم السياسي والإنساني الذي يقدمه الأردن للبنان في هذه الظروف الصعبة.
أطفال الأردن ولبنان
وفي تقرير لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية التي توالي حالها حال وسائل الإعلام الأردنية الرسمية والشعبية تغطيتها لواقع الحال في لبنان جاء الآتي:
بيروت ـ بترا من سهير جرادات: بين ليلة وضحاها اجبر ربع سكان لبنان على ترك منازلهم هربا من القنابل الاسرائيلية .. وكان للاطفال نصيب الاسد في الشهادة والاصابات حيث شكلوا ثلثي عدد الشهداء وحصدوا اعلى الارقام في الاصابات بحسب اخر احصائيات الحكومة اللبنانية.
ووجد اطفال لبنان انفسهم مع من تبقى من ذويهم دون مأوى ..فاتخذوا من الحدائق العامة والمدارس منازل لهم .. الا ان المأوى الجديد يخلو من الالعاب ولا يوجد اصدقاء ولا تتوافر فيه وسائل التسلية التي اعتادوا عليها ..فولد لديهم حالة نفسية مضطربة بين الخوف من تجربة الحرب التي مروا بها والخوف من المستقبل المجهول .
من هنا تولدت لدى مديرة مسرح المدينة في بيروت الفنانة نضال الاشقر فكرة فتح المسرح امام اطفال لبنان للتخفيف من وطأة صدمتهم من خلال اقامة الانشطة الابداعية التي تهدف الى التخفبف من الصدمة وفتح المسرح امام المهجرين لايوائهم بحسب قول مشرفة المسرح الدكتورة منى كينو لوكالة الانباء الاردنية التي التقتها في العاصمة الجريحة بيروت.
واضافت كينو ان المسرح اصبح بيتا لعدد من العائلات المهجرة ومركزا لنشاط المئات من الاطفال في جميع انحاء بيروت حيث وجدت ادارة المسرح ومن خلال الظروف التي يمر بها لبنان انها بامس الحاجة الى تأمين الملابس والاغذية للاطفال والوقود لمحرك الكهرباء ليبقى المسرح مضاء وفضاء لنشاطات الاطفال الى جانب الحاجة الى مكيفات الهواء حيث ان المسرح يقع تحت الارض واي انقطاع للكهرباء يعني اختناقا لمن لجأوا اليه.
وما ان بعث المسرح برسالة نداء الى المؤسسات الراعية لنشاطات الطفولة في المملكة حتى هب مركز هيا الثقافي ومبادرة شبكة الابداع ومسرح البلد والفنانين والمسرحيين والموسيقيين بالتبرع باعمالهم لصالح مسرح المدينة . وخرج اطفال الاردن وضمن حملة مؤازرة ودعم لاطفال لبنان يوم الخميس الماضي بمسيرة شموع حاشدة تحت شعار" شمعة بتضوي قلب طفل" نظمتها مبادرة شبكة الابداع ومسرح البلد ومركز هيا الثقافي بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني ونددت بالمجازر التي ترتكب بحق الاطفال والشباب والشيوخ والنساء .
وكالة الانباء الاردنية التقت بعضا من اطفال لبنان المهجرين ورصدت امنياتهم .. "اشتقت لاصحابي لالعب معهم .. واشتقت لبسكليتي الجديد واتمنى ان اقوده "" بهذه الكلمات وصف علي ابن السنوات العشر ما يشعر به .. اما رهام حازم " 12 عاما " فقالت "اشتقت لبيتي ولطبيخ الماما واشتقت لجدتي وعمومتي الذين لا اعلم عنهم شيئا واشتاق لشقيقي الرضيع الموجود مع والدتي ببيت احد الاقارب وانا مع والدي في احد الحدائق العامة" ..
حسن عبده " 12 عاما " تنمى ان تنتهي الحرب ويعود للمدرسة .. حسين داود " 10 سنوات " قال استفقد لاصدقائي الذين لا اعلم عنهم شيئا "هل هم احياء ام اموات " واضاف وهو يرسم على وجهه ابتسامة "الان صار عندي اصحاب كثيرون نلعب مع بعضنا البعض يوميا" .. أما سارة " 8 سنوات " فتمنت ان تعود لمنزلها وتلعب بالعابها " في حين قالت اية نبهان" 6 سنوات " احب ان ارسم وردة وبيتا واسال الله ان تكون معلمتي على قيد الحياة .. لارا عثمان " 10 سنوات تحب التمثيل وتستمتع بمشاهدة السينما وتستفقد لكتبها وقصصها التي تركتها في منزلها الذي تمنت ان لا تكون قد دمرته قنابل وصواريخ العدو الاسرائيلي " .
مدير مؤسسة المصادر العربية للفنون " جنى "في بيروت هشام كايد بين ان المسرح يقدم انشطة متعددة للاطفال " مثل الاشغال اليدوية والرسم ومسرح الحكواتي والالعاب التربوية " بهدف اخراج الاطفال من الحالة النفسية خاصة الاطفال المهجرين الذين يعيشون ظروفا صعبة نظرا لتكدس 14 شخصا او اكثر في غرفة واحدة. وقال " نأتي بالاطفال ليعبروا عن انفسهم " ونعرض لهم في صالة سينما "ميتروبوليس " المجاورة للمسرح الذي يقع في شارع الحمراء عروضا سينمائية مشيرا الى ان المسرح الذي يقدم للاطفال خدماته بالمجان يحتاج الى توفير مصادر تمويل للسولار وذلك للانارة وتكييف الهواء حيث يتحول المسرح في الليل الى مكان يلجا اليه المهجرون للمبيت ليعاود في الصباح القيام بعمله الفني وتأدية رسالته الفنية .
واضاف ان مسرح المدينة في شارع الحمراء اصبح يستوعب عائلات من المهجرين ويقدم لهم برامج يومية تثقيفية ويعقد ورشات عمل ويعرض افلاما من خلال مجموعة من الفنانين والمتطوعين يشاركون بدورهم بالوقوف مع الشعب المهجر والاطفال الذين حرموا من متعة الحياة .
مديرة مركز هيا الثقافي دينا ابو حميدان اكدت ان هناك سلسلة من النشاطات سيعقدها المركز ويرصد ريعها لاطفال لبنان الى جانب قيامهم برسم جدارية كبيرة تتضمن رسومات ورسائل لاطفال لبنان توضح مشاعرهم تجاه هؤلاء الاطفال وتعبر عن غضبهم عما يحدث اضافة الى تنظيم حملة لجمع التبرعات بمساعدة اصدقائنا الفنانين لتوفير السولار ليبقى المسرح مضاء .
مدير مسرح البلد في عمان رائد عصفور قال ..يجب ان نلفت نظر العالم الى دور مسرح المدينة الذي يوفر الامان والرعاية والثقافة للاطفال تحت ظروف الحرب مشيرا الى دعوة مسرح البلد من خلال توجيه دعوة للفنانين والمسرحيين في العالم لتقديم مساعدات مالية من خلال البنوك لتمكين مسرح المدينة من تحقيق هدفه وابسطها توفير السولار والدواء والملابس الى 100 طفل الى جانب المسنين والمرضى والعجزة والعائلات التي اتخذت من المسرح مسكنا لها .
ممثلة مبادرة شبكة الابداع سمر دودين قالت " نحن مجموعة من الفنانين والناشطين نريد التوعية بان مساندة لبنان لا تكون بتوفير الاساسيات من دواء وغذاء فقط انما بالدعم الثقافي ودعم مسرح المدينة الذي يقوم على اشغال الاطفال لتجاوز الصدمة العاطفية والنفسية التي يتعرضون لها بفعل الحرب واخراجهم من ازمتهم . وضمن نشاطات المسرح بدات امس في بيروت عروض مسرحية تعبيرية ادائية تقدمها مجموعة من الاطفال المهجرين من المناطق اللبنانية التي تعرضت للقصف الاسرائيلي بمشاركة فنانين لبنانيين على مسرح المدينة بشارع الحمراء يعبرون بها عن الحالة النفسية التي يتعرضون لها جراء الحرب على لبنان ويرصد ريعها لادامة المسرح.