عمليات القصف الاسرائيلية تشل جهود المساعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وحذر وزير الصحة محمد خليفة في تصريح لوكالة فرانس برس من ان مستشفيات لبنان لم تعد تملك من الوقود ما يكفي لتشغيلها اكثر من اسبوع وان بعضها قد يضطر الى الاغلاق. واوضح مسؤول في اللجنة العليا اللبنانية للاغاثة التي تنسق المساعدة في البلد المدمر بفعل قصف متواصل منذ حوالى اربعة اسابيع، لوكالة فرانس برس ان "النقل هو المشكلة الاولى". واضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه "ليس لدينا ممرات انسانية ويتحتم علينا الحصول على اذن من الاسرائيليين عبر الامم المتحدة لكل موكب مساعدة ووقود".
والى جانب هذه القيود، يزيد تدمير الجسور والطرقات من صعوبة وصول الامدادات برا (عن طريق سوريا) وتوزيع ما يمكن استقدامه بحرا او جوا على المناطق داخل البلاد، علما ان نقل المساعدات في الداخل يتطلب ايضا موافقة اسرائيل.
واوضحت مصادر طبية ان هذه العقبات بدأت تتسبب بوضع كارثي بالنسبة للسكان الاضعف الذين ارغموا على النزوح.
وقال منسق النشاطات الصحية في جمعية المعوقين رفيق الامين لوكالة فرانس برس السبت ان غالبية المعوقين لم يعد في وسعهم الحصول على ادويتهم او الوصول الى اطبائهم. واوضح في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس في صيدا ان "المرضى لا يملكون العلب الفارغة للادوية التي يتناولونها بانتظام ولا الوصفة الطبية في غالب الاحيان واهلهم لا يذكرون التشخيص الطبي لمرضهم ما يزيد من صعوبة متابعة علاجهم".
وانتقل عشرات الاف اللاجئين من مدينة صور والقرى الحدودية الخاضعة لقصف متواصل الى صيدا كبرى مدن جنوب لبنان حيث يعيشون في ظروف رديئة جدا.
واوضح عبد الكريم سرحان رئيس جمعية المقعدين ان هذه المجموعة معرضة خصوصا للخطر سواء بالنسبة للمصابين بشلل كلي او بشلل جزئي. وقال ان "ثمة نقصا في كل شيء في الادوية والكراسي النقالة والفرش الخاصة والضمادات المعقمة".
وعرض وضع عبد الله بلحاص البالغ من العمر سبعين عاما والمصاب بشلل نصفي وقد فقد ذاكرته والقدرة على النطق. وهو وحيد مع زوجته في مركز ايواء في صيدا حيث يتقاسمان غرفة مع ثمانية اشخاص اخرين ولم يعد في وسع زوجته الاعتناء به. وقال سرحان "يجب نقله باي ثمن الى مركز خاص". غير ان التنقل بات يطرح مشكلة مستعصية بالنسبة للمرضى كما بالنسبة لباقي السكان.
وادى القصف الاسرائيلي الى قطع الجسور والطرقات وجعل توزيع المساعدات صعبا في البلدات التي لا تزال مأهولة في منطقة المعارك حيث بقي عدد من السكان محاصرين في منازلهم وقد عجزوا عن الرحيل سواء بدافع الخوف او بسبب الفقر او وضع جسدي ضعيف.
وقال بول شيرلوك المستشار في صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) "اكثر ما نخشاه هو الظروف الصحية. فالطقس حار ولا يمكن للناس الاغتسال او حتى غسل ايديهم"، لافتا الى ان "الرضع يتناولون ماء تستخرج من الانهار". ويواجه السكان مخاطر انتشار الزحار والكوليرا فيما تصطدم محاولات امداد القرى بمياه الشرب بصعوبات في التنقل على طرقات الجنوب المعرضة للقصف. وختم شيرلوك ملخصا الوضع "لا يمكننا التنقل بحرية بسبب عمليات القصف الاسرائيلية ولا يمكننا ارسال مواكب بدون الحصول على اذن الاسرائيليين. علينا خوض مفاوضات لكل من تنقلاتنا وثمة خطر حقيقي".