الأفارقة يحلمون بولايات والأوربيون متفائلون بالمشروع
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وزراء خارجية يطالبون بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي
الأفارقة يحلمون بولايات والأوربيون متفائلون بالمشروع
أحمد نجيم من أصيلة: طالب وزراء خارجية أفارقة وباحثون أمس السبت بأصيلة، شمال المغرب، بعودة المغرب إلى منظمات الإفريقية، وأعلن عدد منهم أن الحلم بإنشاء "الولايات المتحدة الإفريقية" في حاجة إلى دول كانت سباقة إلى فكرة الاتحاد، مثل المغرب، مذكرين بمؤتمر الدار البيضاء للقادة الأفارقة في العام 1961 بدعوة من ملك المغرب آنذاك محمد الخامس. وفي هذا السياق دعا رايموند رامازاني بايا، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالكونغو الديمقراطية إلى ضرورة استعادة المغرب لمكانته في إفريقيا نظرا للدور الطلائعي الذي يقوم به في إطار توحيد إفريقيا والدفاع عن مصالحها ذكرها "إن إفريقيا في حاجة إلى أبنائها وبناتها، والمغرب همش دوره ويجب أن يسترجع مكانته وعلينا كأفارقة أن نعيده نظرا لدوره في الوحدة الإفريقية"، موقف سانده أمين عام تجمع دول الساحل والصحراء "س ص" الليبي محمد المدني الأزهري "الكل يعترف بدور المغرب سابقا والدور الذي يمكن أن يلعبه". كما شدد وزراء خارجية غينيا وغانا ومالي على ضرورة عودة الدولة المؤسسة للاتحاد الإفريقي المغرب إلى موقفها العادي. وقد اتجه جليا ظهور تيار إفريقي قوي تشكل بشكل تلقائي في هذه الندوة، وينادي بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بل إن مسؤولين أفارقة أكدوا أن فشل المشروع الوحدوي الإفريقي كان بسبب ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، إذ سبب في ظهور كيانات صغيرة. وكان المغرب انسحب من المنظمة بعد اعترافها بجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية المغربية.
وزراء أفارقة يحلمون ب"ولايات إفريقية" بالمغرب
وأوضح الوزراء والباحثون في ندوة " الولايات المتحدة الإفريقية : إلى أين " بمهرجان أصيلة الدولي الثقافي الثامن والعشرين أن بلوغ "حلم" "الولايات المتحدة الإفريقية" بين يد الأفارقة. وركز السياسيون على الخيرات الطبيعية التي تتوفر عليها القارة، وقد اختلفت الآراء بخصوص بلوغ هذا الاتحاد.
فوزير خارجية غانا نانا أكوفو أدو يعتبر مشروع "الولايات الإفريقية" واقعي، فهو سوق من 300 مليون نسمة. وأوضح أنه يحتاج إلى ثلاثة شروط "خلق مبادرة مشتركة" و"تصحيح الاختلال بين بلد وآخر" و"إقامة علاقات تجارية مع باقي العالم". واستحضر رئيس الدبلوماسية الغانية نماذج لتكتلات جهوية تطورت بسرعة "منظمة آسيان". حلم الوزير الغاني لم يتوقف عند هذا الحد بل دعا إلى "وضع دستور مشترك يجمع القارة برمتها وينظمها كما فعلت في السابق أوروبا". حلول شاطرتها فاطوماتا كابا سيديبي، وزيرة التعاون الدولي بغينيا، رأت أن إنشاء سوق ممكنة، لكنها اختلفت في الطريقة المتبعة لبلوغ هذا الهدف، المسؤولة الغينية ربطت بولغ الوحدة بمعالجة المعطى السياسي واعتماد فقد اتفاقيات أبوجا وخلق تكتلات اقتصادية تواجه بها القارة أزماتها مع الفقر والسيدا والتصحر وإعطاء الأولوية للحوار والبحث عن فضاءات توفيقية والعمل على تصفية الديون ومواجهة التحديات المحلية. بعض هذه التحديات ذكرها رايموند رامازاني بايا، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالكونغو الديمقراطية، إذ أكد أن بلاده استطاعت الخروج من الحرب التي خيمت عليها لسنوات ونجحت في تنظيم انتخابات ديموقراطية راعت الحد الأدنى لشروط النزاهة. كما استحضر معيقات بلوغ الوحدة الإفريقية في السابق مذكرا بالانقسامات والإديولوجيات وانعدام الإرادة السياسية لدى بعض الحكومات. ودعا لامين كابا باجو، كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الغامبي، أن تعبيد الطريق ل"الولايات الإفريقية المتحدة" يمر عبر إنشاء تكتلات إقليمية، مذكرا بالنموذج الأميركي الذي انطلق من 13 ولاية ليصبح الآن عدد الولايات 50.
واختلف الأفارقة في هذه الندوة عن الأولية قبل إنشاء الولايات المتحدة، فرئيس دبلوماسية جهورية الرأس الأخضر، فيكتور بورجس، اقترح تعزيز الدولة الوطنية وقيام انتخابات نزيهة ديوقراطية، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والسلام والاهتمام بالتربية قبل دخول مرحلة "الولايات الإفريقية"، كما طالب بتغيير السلوكيات اليومية للإنسان الإفريقي وقال "إن التصرفات الفردية البسيطة يمكن أن تساهم في تسريع تنمية الولايات الإفريقية".
نقطة أخرى استرعت باهتمام الوزراء الأفارقة، تتعلق بالتبادل التجاري البيني، فوزير التجارة السينغالي مامادو ديون، أكد أن حلم "الولايات الإفريقية استمر بأربعين سنة دون أن يجد طريقه، وذكر بأرقام عن تراجع دور القارة الإفريقية، فقبل أربعين سنة كانت نسبة التبادل التجاري الإفريقي من التجارة العالمية 12 في المائة، وحاليا لا تتجاوز 2 في المائة، كما أوضح أن التجارة البينية بين الأفارقة لا تتجاوز 10 في المائة، واعترف بحجم إفريقيا في بناء طرق ربط بين الدول وبناء السكك الحديدية وفتح خطوط مباشرة "إذا أردت التوجه إلى طرابلس علي أن أنتقل إلى فيينا". واقترح اقتراحا سديدا "علينا أن نلقي بأنفسها إلى البحر ثم نسبح لا أن نتفرج عليه".
الأوربيون أكثر تفاؤل بمستقبل إفريقيا
جاء رد حكيم الدبلوماسيين الأوربيين ميخيل موراتينوس، على اقتراح وزير التجارة السينغالي سريعا، فبعد أن أكد على أن القارة الإفريقية للأفارقة، أوضح أن أوربا يمكن أن تساعد، إذا دعت الحاجة، في تقديم النصح بخصوص طريقة القفز إلى البحر. وقال موراتينوس "بصراحة لا داعي للتشاؤم، أرى أن إفريقيا تستيقظ بشكل متصاعد في ظل العولمة التي تشجع على التقارب".
وبدا وزير الخارجية الإسباني متيقنا أن إفريقيا بفضل العولمة صارت تحتل الصدارة في النظام الدولي، مذكرا بصوتها القوي والحاسم في النقاش حول إصلاحات الأمم المتحدة "أحد مفاتيح إصلاح الأمم المتحدة في إفريقيا"، وقال "إن الإفريقي العادي لا يرغب في تهميشه، فهناك تمرد فكري يزداد يوما بعد يوم.
وذكر بما تتوفر عليه القارة الإفريقية من مؤهلات طاقية كبرى وعلى ثروات طبيعية ومعدنية هائلة تمنح كل أسباب التألق لأفريقيا وتستقطب اهتمام فاعلين اقتصاديين من كل أنحاء العالم "فهي قارة ليست فقيرة ولكن تم تفقيرها" وأضاف أن الغرب الإفريقي أضحت له أهمية كبيرة في الميدان الطاقي وأن الفاعلون العالميون ينظرون إليها كمصدر مهم للطاقة.
وجدد التزام أوربا بالتعاون مع الأفارقة بالتغلب على مشاكل التصحر والمياه "كأوربيين نستطيع أن نوحد مجهوداتنا وأن نساعد الأفارقة".
بخصوص مشروع الولايات الإفريقية المتحدة، قال موراتينوس أن هناك ثلاثة عناصر لإنجاح المشروع، "العنصر الاقتصادي" على الطريقة الأوربية بتوحيد التعريفة الجمركية الخارجية ووضع أسس تجارية موحدة، أما العنصر الثاني فيتجلى في التضامن عبر إحداث صناديق الدعم، أما العنصر الثالث فيتجلى في الترابط في تحقيق الاندماج الأفريقي وإحداث سوق موحدة وضمان حرية تنقل الأشخاص والسلع"، وذكر بمشروع إسباني موجه إلى دعم القارة الإفريقية.
التفاؤل نفسه عبر عنه وزير خارجية البرتغال لويس أمادو، وقال إن الدعوة إلى إنشاء الولايات الإفريقية يدعو إلى التفاؤل.
تفاؤل يمر أساسا، حسب رئيس الدبلوماسية البرتغالية، عبر إنهاء مشاكل حدودها التي تعد إرثا استعماريا"، كما تحدثت عن الإكراهات الراهنة والتحديات الأمنية بشكل جماعي وتأسيس نظام دفاعي على نطاق أوسع كما فعلت أوروبا وخلق كيان اقتصادي بعد إيجاد الحل السياسي المناسب للقضايا العالقة. وأكد أنه من الراغبين في تغيير نمط العلاقات الإفريقية الأوربية. وساندت بنيتا فيريرو فالدمير المندوبة المكلفة بالعلاقات الخارجية وسياسات الجوار بالاتحاد الأوروبي، هذا الاتجاه وقالت إن على إفريقيا أن تمارس حقها وتقرر مصيرها بنفسها وتكون صاحبة البناء مع تجنب السلبيات والتعامل مع الأزمات برؤية جديدة تخدم التكامل الإقليمي وتكون النواة لتحقيق ولايات إفريقية متحدة.
وعبرت عن اعتقادها أن من شأن دعم الشراكات بين الأفارقة أن يدعم البنيات التحتية لإفريقيا التي تعاني من مشاكل الطرق والمواصلات والاتصال والاستفادة من الموارد المائية وغير ذلك.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف