كتساف غارق في صمته وأيام الحرب تمضي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بشار دراغمه من رام الله: ستة وعشرون يوما من الحرب. وفي إسرائيل الكل يُسمع صوته، جنود يصرحون وضباط ينفون، رئيس الحكومة يؤيد ووزير الأمن يرفض أو أحيانا العكس ووزراء يعلقون. إلا أن هناك صوتا غائبا في إسرائيل رغم أهميته فالرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف غائب منذ بدء الحرب. لم يسمع أحد صوته. ولم يخرج بمؤتمر صحفي يعلق فيه على ما يجري على غير عادته. فكان دائما حاضرا في الحلبة السياسية بأي شأن يتعلق بالفلسطينيين. لكن الكثير من الأسئلة باتت تدور حول هذا الغياب لكتساف مما يجري في لبنان.
رئيس الوزراء أيهود أولمرت ومجلسه الوزاري هو المتحكم أولا وأخيرا في زمام الأمور داخل إسرائيل وكل ما يتعلق بمسائل السلم والحرب وغيرها. إلا أن الرئيس كتساف هو من يكلف شخصا ما بتشكيل الحكومة وفقا لنتائج الانتخابات وهو من يدعو لانتخابات مبكرة او غيرها وعلى الرغم من عدم ظهوره الإعلامي هذه المرة إلا أنه يمتلك صلاحيات ذات أهمية كبيرة. ووفقا لهرم السلطة في إسرائيل فأن كتساف يأتي على رأس هذا الهرم ومن ثم يأتي توزيع السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وبالإطلاع على الموقع الخاص بالرئيس الإسرائيلي على شبكة الانترنت نجد أن آخر تصريح له على الموقع كان بتاريخ 18/6/2006 وهو تصريح يتعلق بلقاء كتساف مع ممثلي منظمة مهاجري دمشق في إسرائيل.
حتى الصحافة الإسرائيلية غائبة هي الأخرى عن كتساف ولم تتساءل عن سبب صمته.
ومن الجدير ذكره أن هناك تقاربا في نظام الحكم في إسرائيل ولبنان إلا أن الرئيس اللبناني أيميل لحود كان له ظهورا لافتا عبر وسائل الإعلام ولقاءات خاصة خرجت بها بعض المحطات الفضائية بينما لم يشهد أحد كتساف في الإعلام.
ووفقا للقانون الإسرائيلي فأن كتساف يشغل اعلى المناصب في الدولة وهو شخصية غير حزبية، يمثل كافة قطاعات الشعب. يستمد رئيس الدولة صلاحياته من القانون ويعتبر منصبه فوق النقاشات السياسية.
وفي خطابه الدائم على شبكة الانترنت يعتبر كتساف مؤسسه الرئاسة رمزاً للسيادة الاسرائيلية وهي تمثل جميع شرائح المجتمع وقطاعات الشعب ومن أجل ذلك فأنه وحسب قوله وضع ثلاثه اهداف رئيسية وهي تعزيز وحدة الشعب. تقريب يهود المهجر الى إسرائيل والاهتمام والعناية بالطبقات المحتاجة .
لكن نظام الحكم في إسرائيل يتميز بأن قرارات الحرب يتخذها مجلس الوزراء الذي يقوده حاليا أيهود أولمرت وهو زعيم حزب كديما. لكن الرئيس يبقى له مكانه الهام في الدولة إلا أنه في هذه الفترة غائب تماما عن المعارك الدائرة بين حزب الله وإسرائيل.
وتنعي كلمة الرئيس باللغة العبرية "ناسي" ومن كان يطلق عليه هذه التسمية يحمل اللقب العبري القديم لرئيس القبيلة او الشعب. وظهر مصطلح رئيس للمرة الاولى في كتاب التكوين (فصل ي"ز فقره ك). ووفقا للديانة اليهودية فأن هذا اللقب هو للنبي يحزقيل ملك يهودا. وشاع لقب رئيس في فترة بيت المقدس الثاني - فترة "السنهدرين", وذكر في كتابات المبام "أن أكثرهم حكمة يترأسهم, وأسمه عند الحكماء رئيس". و اول من حمل لقب رئيس كان " شمعون هحشموناي " وبعدة في فترة "المشناة" استعمل لقب الرئيس.
وفي كتاب هرتسل "دولة اليهود" ذكر منصب الرئيس للدولة, وفي المؤتمر الصهيوني الاول أنتخب هرتتسل لرئاسة المؤتمر الصهيوني. بعد قيام دولة اسرائيل ادخلت الى لقب الرئيس فحوى جديدة, فكون اسرائيل دولة ديمقراطية حضارية, سمي اعلى حامل منصب في الدولة "الرئيس" او "المواطن الاول".
ووفقا للقانون الإسرائيلي فأنه على رئيس الدولة الترفع عن العمل السياسي الحزبي وعدم التحيز لاي كتلة او حزب. كما ان رئيس الدولة يعبر عن وحدة الشعب ومحط انظار الشعب ويتوجب علية ان يمثل وحدة الشعب دون التدخل في الخلافات السياسية في الدولة.
وولد موشيه كتساب بتاريخ 1945\12\5 في مدينة يزد في أواسط أيران، والتي اطلق عليها "اورشليم الصغيرة" بسبب كثرة المعاهد الدينية ورجال الدين والمعابد الدينية اليهودية.
ووفقا لما يقوله الإسرائيليون فأن عائلة كتساف من اليهود الذين طردوا الى بابل عام 586 قبل الميلاد، بعد دمار بيت المقدس الاول. حيث هاجرت عائلته الى العاصمة طهران عندما كان عمر موشيه سنة واحده، و بعد مرور أربع سنوات في تموز 1951 عندما كان جيل كتساف خمس سنوات قدمت عائلته الى إسرائيل.