طائرة أردنية توحّد دبلوماسية العرب المنقسمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله II: ما دام العدوان ستظل المقاومة تظلّ
طائرة أردنية توحّد دبلوماسية العرب المنقسمة
نصر المجالي من عمّان: يواصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ومعه كل أركان حكمه من قوات مسلحة التي تشرف طائراتها العسكرية على عمليات الإغاثة والممر الأردني الآمن إلى قلب بيروت، وحكومة بتوليها مهمة توفير أفضل ظروف استقبال اللاجئين اللبنانيين وكذلك إدارة التحرك الدبلوماسي عبر وزير الخارجية، والبرلمان الداعي الى لقاء برلماني عربي لمواجهة التطورات الخطيرة، وفي هذه المهمة الأردنية الشاقة، فإن العاهل الأردني الذي سيلتقي اليوم نخبة من القيادات السياسية والاعلامية في بلاده ظل يؤكد على الدوام على ضرورة وقف إطلاق النار بين المتحاربين على الساحة اللبنانية، فـ "الاردن الذي يمثل صوت الحكمة والعقل والبعد عن المزايدات والشعارات الفارغة يسعى كما هو دوما الى توظيف علاقاته مع العالم لصالح وخدمة القضايا العربية". حسب ما صرح به الملك أمام نخبة من الطلبة المتميزين في الجامعات الاردنية.
وفي التفاصيل، على الساحة الأردنية التي أكدت نفسها "مثلثاً عربياً ودولياً للحسم عراقيا وفلسطينيا ولبنانيا" وظلت حركتها تتفاعل أشبه بـ "خلية نحل" طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، فإن الطائرات المدنية الأردنية تقوم اليوم بمهمة دبلوماسية مثيرة في توحيدها للدبلوماسية العربية "المنقسمة" حين تحمل إحدى هذه الطائرات على متنها عددا من وزراء الخارجية العرب الى العاصمة اللبنانية للمشاركة في المؤتمر الذي سينعقد ليوم واحد لتدارس التطورات الراهنة في ضوء مداولات مجلس الأمن نحو قرار يوقف إطلاق النار.
وتوجه عدد من وزراء الخارجية العرب من عمان الى بيروت اليوم للمشاركة في الاجتماع الطاريء لدعم صمود الشعب اللبناني والتعبير عن رفض العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان للاسبوع الرابع على التوالي. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان الوزراء سيغادرون عمان على متن طائرة اردنية تقلهم للمشاركة في الاجتماعات التي تعقد ليوم واحد.
ويراس وزير الخارجية عبدالاله الخطيب الوفد الاردني الى الاجتماع للتاكيد على ادانة العدوان الاسرائيلي على لبنان والوقف الفوري له والحث على موقف عربي جماعي لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه الامة العربية في هذه المرحلة .
وكان مسؤولون اردنيون ذكروا ان الاردن مع كل اللقاءات العربية ولم يتخلف عن أي منها وما يعنية بالدرجة الاولى ان تكون هذه اللقاءات منتجة عبر قرارات عملية ترقى الى طموحات الشعوب وتصب في صالح القضايا العربية .
وزار الخطيب كأول مسؤول عربي بيروت الاربعاء الماضي حاملا رسالة تضامن من الملك عبدالله الثاني الى لبنان اكد فيها دعم الاردن الكامل للبنان حكومة وشعبا وادانة العدوان الاسرائيلي . وكان امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى توجه الى بيروت امس على متن طائرة من سلاح الجو الملكيالأردني للمشاركة في الاجتماع. كما وصل الى عمان امس رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ليتوجه اليوم الى بيروت .
وإذ ذاك، كان الملك عبدالله الثاني أكد ان الاولوية الان هي لوقف اطلاق النار في لبنان وانه بغض النظر عن اسباب ما يجري او من بدأ بالعمليات العسكرية يجب ان يدرك الجميع ان اساس المشكلة هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية. وشدد خلال لقائه أمس في الديوان الملكي الهاشمي مع طلبة متميزين من الجامعات الأردنية ان الدعم الاردني للاشقاء في لبنان وفلسطين هو دعم بالفعل والعمل وليس بالكلام والمزايدة على الفضائيات.
وشرح الملك الأردني موقف الاردن من هذه الاحداث ووضع الطلبة بصورة ما يجري في المنطقة، وقال "منذ بداية العدوان الاسرائيلي على لبنان كان موقفنا واضحا وصريحا وهو رفض وادانة هذا العدوان والدعوة الى الوقف الفوري لاطلاق النار وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية وسيادتها على كافة الاراضي اللبنانية".
وحيث ربط الملك عبدالله الثاني استمرار المقاومة باستمرار الاحتلال ، قائلا "ما دام هناك احتلال ستكون هناك مقاومة"، فإنه قال ان التحركات التي قام بها خلال الاسابيع والاشهر الماضية على اكثر من صعيد هدفت الى بلورة موقف عربي موحد تجاه الاحداث والصراعات التي تشهدها المنطقة، والتصدي لمحاولات تهميش الدور العربي واشعال الفتنة الطائفية وتفجير الوضع في المنطقة بكاملها.
واكد العاهل الهاشمي ان "ما يجري في لبنان يؤلمنا ونحن ندين المجازر التي ترتكب بحق هذا الشعب الشقيق"، وقال ان الاردن وبعلاقاته الدولية الواسعة ودوره في المنطقة استطاع ان يكون المنفذ الوحيد لتأمين وتسهيل وصول المساعدات الى لبنان ومنذ اكثر من اسبوع والجسر الجوي الاردني يعمل في الليل والنهار لتقديم الدعم وتامين وصول المساعدات الى الاشقاء في لبنان وكذلك الحال بالنسبة للاشقاء في فلسطين.. فالمساعدات الاردنية تصل اليهم بشكل دائم ومستمر.
وشدد الملك على اهمية ان نكون على اعلى درجات الوعي والشعور بالمسؤولية حتى نستطيع حماية وطننا والمحافظة على امنه واستقراره لمواجهة التحديات والاخطار التي تهدد المنطقة والبلدان التي تحيط بالاردن. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومدير مكتب الملك باسم عوض الله والمستشار الاعلامي للملك علي الفزاع ووزيرا الخارجية عبدالاله الخطيب والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي خالد طوقان ورؤساء جامعات اليرموك ومؤتة والاردنية لتوضيح الموقف الاردني من الاحداث التي تجري في المنطقة ووضعهم امام مسؤوليتهم تجاه وطنهم لمواجهة التحديات التي تفرضها الظروف الراهنة.
وجدد الملك عبدالله الثاني التاكيد على ايمانه المطلق بدور الشباب الواعي والمبادر والمدرك للتحديات التي تواجه امته في بناء الوطن وصنع المستقبل الذي نريد. وبيّن ان ملتقى (كلنا الاردن) الذي حددت فيه أولوياتنا الوطنية سيكون للشباب دور مهم في تنفيذها على ارض الواقع.
أخيرا، يشار الى ان الملك عبدالله الثاني حادث امس مستشار الرئيس السوداني مصطفي اسماعيل حيث جرى بحث تداعيات الموقف في الاراضي اللبنانية والجهود العربية والدولية المبذولة لانهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان. وقال ان الاولوية الان يجب ان تنصب على تحقيق وقف فوري وشامل ودائم لاطلاق النار مشيرا في الوقت ذاته الى ضرورة دعم الحكومة اللبنانية في التعامل مع الازمة وانهاء الماساة التي يواجهها لبنان منذ ما يقارب اربعة اسابيع. وشدد عاهل الأردن على ان ما تواجهه منطقة الشرق الاوسط في الوقت الحالي من انعدام للاستقرار يتطلب من الدول العربية الخروج بموقف موحد لمخاطبة العالم والعمل على تحقيق سلام شامل ينهي الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية ويضمن عدم نشوب ازمات جديدة في المنطقة.