لماذا تكتفي روسيا بالتعبير عن القلق؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: بدا وكأن الدبلوماسية الروسية لم تقم حتى الآن بخطوات كبيرة في اتجاه المساعدة على إيجاد تسوية سلمية تنهي حرب إسرائيل ضد حزب الله في الأراضي اللبنانية. فما ظهر في العلن انحصر بإرسال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية إلى المنطقة والضغوط التي مارسها الوفد الروسي في مجلس الأمن الدولي.
وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع أمين عام الأمم المتحدة كوفي انان عن قلقه البالغ من تطورات الوضع في منطقة النزاع الإسرائيلي اللبناني ودعا إلى وقف فوري للقتال وإلى ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على منع وقوع الكارثة الإنسانية في لبنان.
وفي هذا الموقف المتسم بالحذر احتمالان: إما أن الدبلوماسيين الروس يتحركون في الخفاء خلف الكواليس وإما أن الشرق الأوسط لم يعد يقع في مقدمة أولويات السياسة الخارجية الروسية.. فما هي الحقيقة؟
يقول بوريس ماكارينكو، وهو محلل سياسي روسي معروف: صحيح أن سياستنا في الشرق الأوسط ليست نشطة إلى حد كبير الآن وأن روسيا اليوم تستطيع أن تفعل أقل مما كان بمقدور الاتحاد السوفيتي قبل 15 عاما ومما تقدر عليه الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا، ولكن لا أحد يستطيع أن يفعل شيئا في وقت سريع بعدما دخلت الحرب مرحلة ساخنة. وأمريكا وأوروبا الآن في حالة الترقب والانتظار إدراكا منهما أن إسرائيل وحزب الله تشابكا إلى درجة يتعذر معها فض الاشتباك بينهما. وفي وضع كهذا يكون من لا ينتظرون منه أن يفعل شيئا هو الفاعل الكاسب الأول. والآن يلقي كلا طرفي النزاع باللائمة على الأمريكيين والأوروبيين بدعوى أنهم لا يساعدونهما. ولأن لا أحد ينتظر من روسيا شيئا فإنها في مأمن من اللوم.. وعموما فإن جميع الدول الكبرى بما فيها روسيا، تواجه وضعا غير هين، إذ ينبغي عدم التشاجر مع العرب والمحافظة على المصالح في المنطقة وعدم إفساد العلاقات مع تل أبيب.