من رحم المعاناة .. ولدت الوعد الصادق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وحسب موقع خليج تايمز, تقول الأم أحلام بازي ذات العشرين ربيعاً: "أردت أن أسميها الوعد الصادق, لأن السيد حسن جعله كذلك.. لقد أخذ على عاتقه أن ينتصر على إسرائيل, وقد فعل."
أرادت أحلام هذا الاسم كدلالةٍ على التحدي بعد أن نجحت الطفلة التي كانت في أحشائها أن تتشبث بحياةٍ تائهة في طريق الهروب إلى سوريا من لبنان. إذ قالت الأم: "مشينا لفترة طويلة, طويلة جداً." بدأت رحلة الأم الشابة من بنت جبيل, معقل حزب الله في جنوب لبنان الذي دمره القصف وحيث مشهد القتال العنيف بين الجنود الإسرائيليين ورجال الميليشيات الشيعية, بعد أن تركت زوجها ووالديها.
ومع طفلها البالغ من العمر سنة واحدة وبحملها الثقيل تركت بنت جبيل لتتوجه إلى صيدا, عاصمة الجنوب اللبناني. وقالت: "هربنا من ملجأٍ قذر في مدرسة متهدّمة قبل أن تنهال عليها القنابل إلى أن وصلنا إلى سوريا."
آمن ومعافى
يضيف المقال أن أحلام وطفليها وأخاها وعائلته وقريبتهما وأبناءها جميعاً يمكثون في أحد فصول مدرسة في ضاحية من ضواحي العاصمة السورية. أكثر من 450 لاجئ لبناني وجدوا لهم سكناً في تلك المدارس. وعلى الرغم من ضعفها, أنجبت أحلام طفلتها بعد وصولها إلى دمشق. وتقول: "لا يعلم والداي أنه أصبحت لهما حفيدة." كما لا يعلم زوجها بذلك. وتضيف: "لا أعلم حتى أين ذهبوا جميعهم."
كانت أحلام ضمن خمس نساء لبنانيات حوامل كن يتأهبن للولادة حينما وصلن إلى المدارس منذ ثلاثة أسابيع. أنجبت ثلاث منهن, واثنتان منهن على وشك الوضع. تقول امرأة سورية متطوعة لرعاية اللبنانيين: "معظم اللاجئين هم من النساء والأطفال, كما أن هناك عدداً من كبار السن. بينما بقي الشبيبة في لبنان للقتال."
ما تزال سوزان العلي في سن السابعة عشرة, وما تزال تبدو كطفلة. كان حملها صعباً. تقول: "لقد هربت حافية القدمين. لقد وقعت أكثر من مرة أرضاً, ولا أشعر بطفلي يتحرك في داخلي."
كانت سوزان تتوقع مولودها الأول بعد سنة على زواجها حينما هوجمت لبنان من قبل إسرائيل انتقاماً لجندييها الذين احتجزهما حزب الله في الثاني عشر من يوليو. وقالت: "أُصيب زوجي بقطع الزجاج المتناثرة. لقد كانت معجزة أن نصل هنا في وضعٍ آمن ومعافى."
كان مقرراً أن تسمي ابنتها نهاد على اسم خالتها, لكن سوزان غيرت رأيها. "سأسميها سوريا, على اسم البلاد التي احتضنتها."
وسام عوض, 35 عاماً, لاجئة لبنانية حامل أيضاً, اجتازت مع زوجها وأطفالهما الثلاثة الأراضي اللبنانية أربع ساعاتٍ سيراً على الأقدام حتى وصولهما إلى حدود سوريا. وقالت: "أراد سائق الأجرة أن يتقاضى 100 دولار عن كل واحدٍ منا, لكننا لم نكن نملك المال, وليس هناك من خيارٍ آخر سوى السير."
خلال فترة حملها, كانت ابتاعت ملابس كثيرة لطفلها. لكنها أضافت: "تركنا كل شيء وراءنا في منزلنا في الضاحية الجنوبية (من بيروت). ولا أعلم ما إذا كان منزلنا ما يزال قائماً." عندما فتح ابنها عينيه لضوء النهار كان ذلك في دمشق, وكانت ثيابه التي ارتداها من ثياب المقيمين المحليين الذين تبرعوا بها.
إنه ينام بعمقٍ على مفرشٍ وُضِع على أرضية غرفة هي الآن المنزل لوالديه وإخوته وعمتيه وأطفالهما.
وفي الناحية الأخرى من الغرفة تبكي عمة الطفل بصمت, في حين يستلقي أطفالها الثلاثة بجانبها على مفرشٍ آخر. تقول وسام: "لم تصل لأخت زوجي أي أنباء عن زوجها, أما أخت زوجي الأخرى فلا تعلم أين ذهب والداها. الجميع في هذه المدرسة لا يزال يبحث عن أفراد عائلته."
ترجمة: سامية المصري